في خطوة نوعية تهدف إلى توطيد العلاقة بين الجاليات اللبنانية في العالم ووطنهم الأم، وقّعت الجامعة اللبنانية الأميركية (LAU) وجمعية “Lebanon & Beyond” في الولايات المتحدة الأميركية مذكرة تفاهم لتعزيز الروابط الثقافية والاجتماعية بين المغتربين اللبنانيين ولبنان.
برنامج “جذور”: عودة المغتربين إلى لبنان لتعزيز الهوية والانتماء
يمثل البرنامج أحد أهم المبادرات الهادفة إلى إعادة ربط الشباب اللبناني المغترب بجذوره الثقافية والحضارية. وابتداءً من الصيف المقبل، سيتمكن الطلاب اللبنانيون المغتربون الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و28 عامًا من السفر إلى لبنان للمشاركة في برنامج “جذور”، الذي يوفر لهم تجربة تعليمية متكاملة تجمع بين تعلم اللغة العربية والاطلاع على تاريخ لبنان وتراثه، والانخراط في أنشطة ثقافية ومجتمعية تعزز الهوية والانتماء.
احتفال توقيع الاتفاقية: تأكيد على أهمية الدور الاغترابي
أقيم احتفال توقيع مذكرة التفاهم في حرم جبيل الجامعي بحضور شخصيات أكاديمية بارزة، على رأسهم رئيس الجامعة الدكتور شوقي عبدالله، الوكيل الأكاديمي الدكتور جورج نصر، ونائبة الرئيس لشؤون الطلاب الدكتورة إليز سالم. كما حضر رئيس جمعية “Lebanon & Beyond” الدكتور موييز خيرالله، العضو في مجلس أمناء LAU ومؤسس “مركز خيرالله لدراسات الاغتراب اللبناني””في ولاية كارولينا الشمالية الأميركية، بالإضافة إلى مسؤولين من الجامعة والجمعية.
رؤية أكاديمية لتعزيز الروابط مع المغتربين
في كلمته، شدد الدكتور شوقي عبدالله على الأثر الإيجابي لمذكرة التفاهم، مشيدًا بجهود الدكتور خيرالله في دعم الجالية اللبنانية في الولايات المتحدة ومساهماته في تعزيز دور الجامعة.
“إنه لشرف لنا في LAU أن نكون جزءًا من هذه المبادرة الرائدة التي تساهم في تعزيز الروابط بين لبنان واغترابه، خصوصًا بين الأجيال الشابة التي تبحث عن إعادة التواصل مع جذورها الثقافية والاجتماعية.”
تمكين المغتربين من إعادة اكتشاف هويتهم
من جهته، عبّر الدكتور موييز خيرالله عن فخره بالتعاون مع LAU، مؤكدًا أن المشروع يهدف إلى تمكين الشباب اللبناني المغترب من إعادة اكتشاف هويتهم وتعزيز ارتباطهم ببلدهم الأم. وأوضح:
“نريد أن نجعل لبنان أكثر حضورًا في وجدان المغتربين، وخصوصًا الشباب الذين لم تتح لهم فرصة اختبار الحياة فيه عن قرب. هذا البرنامج سيمنحهم تجربة غنية تتجاوز التعلم الأكاديمي، ليشمل التواصل مع المجتمع والانخراط في أنشطة تعكس روح لبنان الحقيقية.”
حيث أن برنامج “جذور” سينطلق ابتداءً من الصيف المقبل، وسيتضمن دروسًا في اللغة العربية ضمن برنامج “سينارك” (SINARC)، بالإضافة إلى ورش عمل ثقافية وجولات ميدانية في مختلف المناطق اللبنانية، بما في ذلك زيارة المواقع التراثية والانخراط في مشاريع الخدمة المجتمعية.
مشروع شامل لتعزيز التبادل الثقافي
من جهتها، أكدت الدكتورة إليز سالم أن البرنامج سيوفر رؤية متكاملة للحياة اللبنانية من خلال إشراك المغتربين في سلسلة من الأنشطة التي تغطي مواضيع متعددة، مثل التاريخ وعلم الاجتماع والعلوم السياسية والأنثروبولوجيا.
وقالت سالم:
“ما يميز هذا البرنامج أنه لا يقتصر فقط على تعليم اللغة، بل يهدف إلى خلق تجربة تفاعلية تتيح للشباب المغتربين التواصل مع المجتمع اللبناني والانخراط في مشاريع اجتماعية وثقافية تعزز إحساسهم بالانتماء.”
نحو مستقبل أكثر ترابطًا بين لبنان واغترابه
يُعد برنامج “جذور” خطوة في الاتجاه الصحيح نحو إعادة مد الجسور بين لبنان وجالياته حول العالم. فمع تصاعد التحديات الاقتصادية والسياسية، بات دور المغتربين اللبنانيين أكثر أهمية من أي وقت مضى، سواء من حيث دعم الاقتصاد اللبناني أو المساهمة في نهضة المجتمع عبر المعرفة والخبرات التي يكتسبونها في الخارج.