مهرجان مزرعة الشوف…. يحاكي أصالة لبنان وفلسطين لا تغيب!

تعرفوا على تفاصيل وفعاليات مهرضان صيف المزرعة 2019

عبدالله ذبيان

جلبة الحبور تملأ المكان، ألوان تتهادى على الجدران والأدراج، أطفال تكرج وسط الساحة، متطوعات ومتطوعون يرفلون بالنشاط والفرح، وهناك في الساحة على تخوم بوابة كنيسة مار جرجس في مزرعة الشوف (جبل لبنان) تجد “قرعة المتة” حاضرة، والجميع منهمك في فعاليات مهرجان مميّز بعنوان “صيف 2019 ” بـ “نكهة مختلفة”!

فقد آلت بلدية مزرعة الشوف على نفسها، وبجهود حثيثة من رئيس البلدية م. يحيى أبو كروم و من كاهن الرعية الأب جان عزام أن يكون “صيف 2019” في البلدة امتداداً لترسيخ العودة و للتأكيد أن مصالحة الجبل خط أحمر لا رجوع عنه ولا مستقبل بدونه، فأتى المهرجان ثمرة عدة نشاطات مشتركة وزيارات متبادلة بين أبناء رعية مار جرجس وأبناء طائفة الموحدين الدروز لشد روابط الألفة والمحبة، وجمع شمل البيت الواحد.

 

إقرأ أيضًا:

راجيف البعيني التلميذ الخامس في لبنان في البريفيه… تعرفوا عليه

لا أجهزة خلوية…. الوقت للتخاطر والتسامر!

هنا فقط في “ساحة البلدة” يتخاطر الناس دون أجهزة هواتف نقّالة! حتى الأطفال “نسوا”  “الآيباد” و”أخواتها”!، هنا يتلاقى الجميع من البلدة وخارجها، يتواصلون، يتفاعلون يتسامرون، يسهرون، يلعبون “دق طاولة” أو “ورق ليخة”، أو قد يلعبون “ألعاب الماضي” مثل “الإيكس” والعربة، والمشي على الخشبات، والقفز على الحبل والسلم الهوائي، وصولاً إلى ألعاب التحدي من رفع الجرن والمحدلة وشد الحبل وغيرها، ووسط كل ذلك تبدو الخيول حاضرة بالإضافة إلى أكلات الضيعة وحلوياتها استهل بعشاءٍ قروي قلّ نظيره، فضلاً عن الأشغال القروية و”الستاندات” المميزة.

 

افتتاح مميز…. حضور رسمي وفني وشعبي

المهرجان الذي افتتح برعاية رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط ممثلاً بالنائب د. بلال عبدالله، حضرته الأستاذة داليا وليد جنبلاط، وعدد من رؤساء البلديات والضيوف.

وكان لرئيس أبو كروم كلمة شبّه فيها “مزرعه الشوف بألوان ساحتها إستكمالا لفترة من التعاون لأجل تاريخ البلدة ووحدتها برجالها ورعيتها والكنيسة التي تعانق الخلوة حيث اعتادت الفرح والمحبة”.

وأضاف: “مرّت البلدة بأصعب الظروف واجتازتها بوحدة أهاليها، فتحية لأهلها وشهدائها والذي استشهدوا في ذاك اليوم الأسود وطالت يد الغدر المعلم الشهيد كمال جنبلاط، وها هي البلدة وقد تكرست فيها المصالحة التي سنحميها بمحبتنا وتلاقينا في مشروع وحدوي انطلق من وجع لأجل المصالحة وخلق مساحة من التلاقي والتعايش”.

 

 

 

 كلمة رعية مار جرجس ألقاها الأب جان عزام. نوّه فيها بالمناسبة في نهاية الأضحى وليلة عيد السيدة العذراء فالتقاء العيدين علامة من السماء، فالمسيحية عندها التوبة وهي مشرقة بحبها لله والانسان والزعيم وليد جنبلاط يركز دائما على الإنسان”. 
 وأضاف عملنا معا لتشجيع العودة وتدعيمها وبذلك لقاء الشباب المسيحي والدرزي، والذي أثمر بلقاء في كنيسة مار مارون في بيروت، وأتمنى لقاءات متكررة للخير واللقاء والحب”.

وألقى النائب عبد الله كلمة حيّا فيها النشاط الجامع، وقال، “من جبل المصالحة والعيش المشترك والمناضلين وتاريخ وحدة وقوة لبنان نحيي نشاطكم الذي تتخطون فيه السياسة في توقيت مناسب، بعدما شهدنا طيّا لصفحة الاشكالات بمعالجة واعية عاقلة أمام من كان يحلم باغتيال وليد جنبلاط سياسياً الذي بكبريائه وحرصه أبى إلا وأن يهدي هذا الصلح وهذه الأجواء لكل لبنان، ولمن يسأل من انتصر في تلك الجوله، نقول له بأن الوطن هو الذي انتصر. وها نحن نشهد ترحيباً بفخامه رئيس البلاد بين أهله وبيئته وسنحتضنه كما نحتضن كل الوطن، آملين أن يبقى كما كان في المصالحه أباً للجميع وحاضناً لكل أطياف هذا البلد، وما تفعلونه اليوم يجسد وحدة لبنان وكل خلافاتنا وتبايناتنا السياسية وكل ما يمكن أن يفرقنا أنتم تخطيتموه اليوم، ونتمنى لمن لا يعرف أن نعود جميعًا إلى فكر كمال جنبلاط الذي كان يؤمن بالتنوع السياسي والطائفي كغنى، فنحن وكل الأحزاب، التيار الوطني الحر، والقوات اللبنانية، والقومي السوري وغيرهم كنا وسنبقى أبناء هذا البلد نختلف في السياسة نعم لكن يجب أن نرتقي إلى تنظيم خلافاتنا، ولا يجب أن نسمح بانخفاض الخلافات إلى الأرض وأن نكون دائمًا محصنين لوحدة هذا البلد، لأن لبنان في مهب وعين العاصفة وكل الحسابات الإقليمية والدولية تضعنا نصب عينها كل ذلك والأزمة الاقتصادية والاجتماعية لها مكانها”.

 

إقرأ أيضًا:

 ليانة تقيّ الدين السادسة في لبنان في البريفيه تعرفوا عليها

جائزة التفوق…. وشعلة المصالحة

الافتتاح شهد تقديم جائزة داليا جنبلاط للتفوق، التي أطلقتها البلدية منذ عام، لدعم ورفد المتفوقين في البلدة،  فكانت من نصيب المهندس المخترع ربيع ذبيان الذي سجّل اختراعاً هاماً في المحاسبة و الطالب راجيف البعيني الذي حاز على المرتبة الخامسة في لبنان في الشهادة المتوسطة وأيضاً الطالبة جوليانا الأشقر التي تبوأت المرتبة الأولى في مدرسة مزرعة الشوف الرسمية المجلية في مجال النجاحات.

الحفل الذي قدمته د. لورانس البعيني بانسيابية تغلفها كاريزما عالية استهل بعرض فنيّ مسرحي رائع للفنان مجدي ذبيان وفرقته العالمية، وشهد تكريماً لسليمان البعيني، وقصيدة للمختار محمود ذبيان.

 وكان للفن الجبلي اللبناني مساحة، فصدح صوت الفنان جورج وديع الصافي مغنياً الراحل الكبير وأحد أقانيم الفن العملاق وديع الصافي، مع فرقته الموسيقية، حيث أكمل الفنان شربل سميا السهرة مع الحضور.

وختاماً، أضاءت داليا جنبلاط بمشاركة الشخصيات المشاركة شعلة “ساحة المصالحة” في قلب مزرعة الشوف. 

 

تغطية إعلامية…. وللبيئة حصة

غطت الافتتاح قنوات  Lbc، الجديد، المنار، الميادين، بالإضافة إلى صحيفة الأنباء الالكترونية وراديو “ألحان”، الذي واكب فعاليات المهرجان عبر موقعه يوماً بيوم…

تجدر الاشارة هنا إلى أن قناتي TL و Otv استضافتا في استديوهاتها ضيوفاً من القيّمين على “صيف 2019”  في البلدة قبيل انطلاقته، عبر البرنامجين الهامين “أحلى صباح” و”يوم جديد”.

تتالي الأيام العشرة شهد نشاطات رائدة، فللبيئة حصة عبر شرح كيفية صناعة الصابون البلدي والعضوي مع جمعية Green Orient، وأيضا زراعة الزعتر والريحان، ناهيكم عن الاطلاع على سبل فرز النفايات وتسبيخها، كما قدمت جمعية مؤسسة البيت اللبناني للبيئة أعمالاً فنية منها جدارية “موزاييك” مكونة من مخلفات معامل كسر السيراميك.

 

 

زجل…. وأنشطة متعددة

وللزجل اللبناني حصة يعتد بها في مزرعة الشوف، وذلك عبر الشعراء حبيب أبو أنطون، مازن غنام، رامي نعيم، رفعت ذبيان، هلال البعيني، هيثم حمدان.

واجتمع الشعراء الأربعة في ليلة استمرت حتى ساعات الفجر الأولى، حيث “جادوا” في التعابير الوطنية والعروبية، وصولاً إلى فلسطين والجولان وتحريرهما، وأسهب الزجالون في التحدي المحبب، الذي ألهب الجمهور الغفير الذي حضر الأمسية.
“رالي بيبر”، استكشاف قادوميات وطبيعة البلدة، عرس قروي، مسرح دمى للأطفال، دبكة ورقصات فلكلورية، أفلام سينمائية تحت ضوء القمر، “كارا- اوكي”، أغاني  لباسل عيد، رضا رشعيني، و”راب” لضياء البعيني و”ستاند أب” كوميدي لفارس البعيني، أطول سندويش! هكذا كانت ليالي مزرعة الشوف التي حاكت جميع الأعمار. 

مؤسس جمعية “سعادة السماء” الأب مجدي علاوي كان من بين الزوار الذين شاركوا الأهالي فرحتهم، وهنا تجدر الإشارة إلى أن بلدية مزرعة الشوف أقامت وبمناسبة أزوف موعد المهرجان “سمبوزيوم” رسم مباشر على جدران وأدارج البلدة بالتعاون مع منتدى الفنان الجنوبي، حيث شارك فيه رسامون من الجبل والجنوب وسوريا وفلسطين.

تحت شعار “سوا منعمل فرق”، نجحت مزرعة الشوف ببلديتها ورعيتها وناديها وجمعيتها وكشافها التقدمي ومدرستها الرسمية، والأهم بفضل بوتقة عائلتها الواحدة وأهاليها في تظهير مهرجان فريد من نوعه سيبقى علامة فارقة وقفزة نوعية في تاريخ البلدة العريقة.
 

Leave a Reply