“التزييف العميق”..صعوبة التمييز بين ما هو حقيقي وما هو مزيّف !
كتب شادي عواد في “الجمهورية”: بعدما جرى أخيراً تطوير تقنية تسمى التزييف العميق “Deepfake”، أصبح من الصعب جداً التمييز بين ما هو حقيقي وما هو مزيّف من الفيديوهات، ما سيعرّض الحقائق لهشاشة غير مسبوقة.
تقوم تقنية التزييف العميق على صنع فيديوهات مزيفة عبر برامج الكمبيوتر من خلال الذكاء الاصطناعي. وتعمل هذه التقنية على محاولة دمج عدد من الصور ومقاطع الفيديو لشخصية ما بمساعدة تقنية التعلّم الآلي، من أجل إنتاج مقطع فيديو جديد قد يبدو أنّه حقيقياً، لكنه في واقع الأمر مزيف.
في المقابل، تستطيع هذه التقنية الجديدة أيضاً العمل بطريقة عكسية، وتحويل الفيديو إلى صور ورسوم، وذلك ما أثار قلقاً لدى العديد من الخبراء الذين بحثوا في آليات التقنية الجديدة واحتمالية أبعادها، لخطورة تأثيرها على طرق التواصل الحديثة والمجتمعات، خاصة بعدما أصبحت منتشرة على شكل خدمات تقدّمها العديد من المواقع على الإنترنت بأسعار زهيدة.
إقرأ أيضاً: مدرسة Shouf National College ستتكفل بتعليم أولاد علاء أبو فخر الثلاثة الى حين تخرّجهم
أقل برهانية
يثق أغلب الناس بالأشرطة المصورة وتسجيل الصوت، لأنّه باعتقادهم من الصعب تزييفها، أو لأن تزييفها سيستغرق وقتاً طويلاً وبحاجة إلى أشخاص محترفين، وذلك خلافاً لصورة عادية أو رسمة أو تصريحاً، الذي يتمّ تزييفها عادة بسهولة بواسطة تطبيق الفوتوشوب.
لكن مع انتشار تقنية التزييف العميق “Deepfake”، ومع تكلفتها الرخيصة، وسهولة الحصول عليها واستخدامها، سيتغير هذا المفهوم برمّته، وستصبح الفيديوهات والصور الفوتوغرافية أقلّ برهانية.
مستويات الأخطار
بحسب الخبراء، تتوزع الأخطار الناتجة عن تقنية التزييف العميق على عدّة مستويات، أبرزها في تشويه السمعة، وفي الأجهزة القضائية. وأشاروا أنّه في حملات تشويه السمعة، يستطيع أيّ شخص من خلال هذه التقنية أن يخلق شريطاً فاضحاً لشخص آخر بسهولة تامة، من خلال بعض الصور لهذا الشخص، والتي عادة تنتشر بأعداد هائلة على منصات التواصل.
إقرأ أيضاً: إضاءة شموع على دوار بعقلين عن روح الشهيد علاء بوفخر (فيديو)
وبذلك، يمكن إنشاء فيديو عنصري أو فاضح لهذا الشخص، لا يمكن تفريقه عن الحقيقي، ما قد يؤدي إلى تشويه سمعته وحتى تدمير حياته بالكامل. أما في مجال الجهاز القضائي، فيستطيع أيّ كان تلفيق البراهين بمساعدة هذه التقنية، ما سيصعب المهمة على جهاز القضاء في إصدار الأحكام العادلة.
وأضاف الخبراء، أنه بسبب هذه التقنية الجديدة، سوف يتمّ الاعتماد على المعلومات بناءً على الثقة في الشخص المرسل فقط، وهو ما يشكل خطراً أكبر على الخصوصية الفردية والجماعية للمجتمعات.
تجدر الإشارة إلى أنّه في الوقت الحالي لا تمضي بضعة أشهر دون أن يظهر فيديو جديد لشخصية عامة تقول أشياء غير متوقعة على الإطلاق أو تظهر من خلال فيديوهات فاضحة.
المصدر: الجمهورية