أرز زهر الدين ابن كفرفاقود الشوف العربي الوحيد الذي تأهل للألعاب البارالمبية وحصد المركز الرابع
يمثّل أرز زهر الدين ابن الـ22 عامًا، لبنان في الدورة البارالمبية في طوكيو حيث خاض سباقي الـ100م والـ200م منافسًا ضمن فئة T64 المخصصة للذين يعانون من بتر ساق واحدة دون مستوى الركبة، واحتلّ المرتبة الرابعة، وسيخوض نهار السبت 4 أيلول المباراة النهائية.
أرز هو العربي الوحيد الذي تأهل للمشاركة في الألعاب البارالمبية في طوكيو ويقول: “الآن سوف أتسابق من أجل كل اللبنانيين، ومن أجل ضحايا انفجار ميناء بيروت، هذا ما يمكن أن يفعله الآن”.
والجدير بالذكر أنّ زهر الدين كان قد خضع إلى تدريبات يومية على مضمار المجمّع الرياضي في مدينة رفيق الحريري الجامعية – الحدث، وتابع برنامجًا كاملًا غطّى كافة متطلباته التدريبية تقنيًّا وغذائيًّا مع مواكبة دقيقة ودؤوبة من فنيين اختصاصيين، تحت إشراف المدرّب في دائرة النشاط الرياضي بطل سباقات الحواجز أحمد حازر، الذي رافقه إلى طوكيو.
وفي تصريح سابق لرئيس البعثة في لبنان أحمد حازر قال: “لم نتمكن من فعل ما خططنا للقيام به بسبب الوضع الاقتصادي في لبنان ووباء COVID-19. لكننا نجحنا في إعداد رياضينا أرز زهر الدين بأفضل طريقة ممكنة. وأضاف: “الشيء الجيد هو أنه يتمتع بثقة عالية ونأمل أن نحصل على ميدالية”.
واشار إلى أنّ: “أرز رياضي ملتزم ومستعد جيداً تحت ضغط الوباء الذي يواجهه العالم”، آملًا أن “يخرج لبنان بأداء جيد ويصعد إلى منصة التتويج “.
بالنسبة لزهر الدين، الذي بدأ مسيرته في ألعاب القوى لذوي الإعاقة فقط في عام 2019 ، كان التأهل لألعاب طوكيو 2020 بالتأكيد بمثابة “حلم تحقق”.
كما كان زهر الدين يتمنى أن يرقى إلى مستوى توقعات المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني وبلاده. لقد كشف أنه تدرب بجد وفي طوكيو، سيكون الأمر كله يتعلق بتنفيذ الأمر على نقطة الإنطلاق.
وفي تصريح سابق لزهر الدين قال: “أعتقد أنني فعلت كل ما يمكنني فعله رغم كل الصعاب بسبب القيود وسط إغلاق COVID-19. أشعر بثقة كبيرة بشأن مشاركتي في طوكيو، وآمل أن يتم منح عملي الجاد والتفاني أفضل رقم قياسي شخصي جديد وميدالية”. وقد أضاف أنّه سيهدي فوزه لأرواح شهداء 4 آب.
وكان زهر الدين قد فقد ساقه اليمنى جراء حادث سير تعرّض له وهو في الثالثة من عمره وأجريت له 18 عملية جراحية حتى بلوغه سن السابعة، لكنه دأب على تحدّي الذات متحلّيًا بالإيمان والصبر والمثابرة فكان دائمًا قدوة ومثالًا ومحطّ الأنظار نظرًا لطاقته وشجاعته وطموحاته الكثيرة. وقبل انخراطه في مجال “أم الألعاب”، زاول زهر الدين “المبارزة” فترة 10 أعوام وحقق فيها ألقابًا وميداليات محلية وخارجية.
ويستخدم زهر الدين نصلًا كربونيًّا يُعينه على السير والجري خلال مزاولته ألعاب القوى، وهو العربي الوحيد الذي تأهّل ضمن هذه الفئة للدورة البارالمبية، وذلك بعد تميّزه واحتلاله البطولة في سباق T64 200متر الذي جرى في ايطاليا ضمن حدث: Grosseto 2019 Grand Prix وقد نال آنذاك ميداليتين بما في ذلك الميدالية الذهبية. كما شارك ببطولة دبي العالمية لألعاب القوى لذوي الإعاقة بهذا الأداء، حيث احتل المركز الثامن.
يتخذ زهر الدين في الحياة شعار “أنا مختلف متلي متلك”، ويبلغ رقمه القياسي 12،05 ثانية في الـ100م، و24،60 ثانية في الـ200م، ويتطلّع ليكون بين “الصفوة النهائية” في الدورة البارالمبية على غرار ما حققه في بطولة العالم، ساعيًا لتحطيم الرقم القياسي الآسيوي في الـ100م (11،47 ثانية) وفي روزنامة مشاركاته على طريق “البارالمبيك”، خوض سباقات عدة محلية مع عدائين عاديين ولقاء دولي في سويسرا أو بولندا في حزيران المقبل، إضافة إلى مناسبات أخرى يُنتظر تبلوُرُها قريبًا.
أرز زهر الدين هو ابن بلدة كفرفاقود الشوف، يتطلّع إلى تحقيق تحدٍ شخصي بعد محطة طوكيو يتمثّل بصعوده أدراج برج خليفة في دبي، بهدف الإضاءة على أصحاب الهمم والإرادة الصلبة وإطلاق رسالة تسامح في وجه التنمّر.