صاج نقّال للمغتبربين! فكرة شابتين لبنانيتين لإحياء التراث اللبناني… شاهدوا الفيديو هنا
كتبت الصحافية فرح منصور على موقع النهار مقالة تحت عنوان: لبنانيّتان تبتكران صاجاً نقالاً… التراث في خدمة المغتربين
صنعت شابتان في الـ22 من عمرهما تغييراً في مفهوم ال#صاج التقليديّ ليُصبح صاجاً نقالاً!
ليتيسيا جبيلي وميريم أبي طربيه متخرّجتان حديثاً في الجامعة باختصاص #تصميم المنتَج. صمّمتا صاجاً محمولاً للسفر، يتّسع له غاز الطهو في المنزل، وهو مُزوَّد بجميع ما يلزم للتمتّع بتجربة الصاج الغنية، من وصفة عجينة الصاج إلى طريقة الاستخدام، وصولاً إلى الطارة الغنيّة عن التعريف حيث تُفرَد العجينة وتُلصق بالصّاج.
التقاء الأفكار بينهما، لكونهما صديقتين منذ أيام الجامعة، ولّد علامة “Saj Nomade”. كان الفضل لليتيسيا بالفكرة ولميريم بتصوّر تنفيذها، إذ “كمّلنا بعضنا” بحسب ما تروي ليتيسيا. وقد أطلقت الأخيرة فكرة الصاج الصغيرة وتلقفتها ميريم التي نفذّت تصوّر هذا الابتكار ورسمت الهدف منه، “كان يجب أن نُدخل الصاج كلّ بيت مغترب، وهذا التصميم يسعى إلى نشر تراث الصاج وإيجاده في كلّ بلد في العالم، وتقديم تجربة الصاج للمغتربين أينما حلّوا”، بحسب ليتيسيا.
وتعقّب ميريم بأنّ “من الضروري الحفاظ على ثقافتنا وتراثنا، فنحن لدينا جاليات ضخمة حول العالم وليس معقولاً ألّا تكون هذه التجربة بمتناول أيديهم في الخارج”.
استغرق تصميم “صاج السفر” وإيجاد الجهات المختَصّة بتنفيذه ما يقرب من 5 أشهر. وتولّت ميريم جانب التصميم الأساسي والثلاثيّ الأبعاد والنموذج، أمّا ليتيسيا فتولّت التنفيذ مع المنتجين على الأرض، “ولم يكن لديّ شكّ في نجاح هذا المشروع، منذ اليوم الأول” تقول مريم بكلّ فرح.
كانت ليتيسيا وميريم تعملان في مكتب تصميم، يقوم بعرض منتجات مصمَّمة لمصمّمين لبنانيّين مرتين كلّ عام. وكان من المفترض أن يكون تصميم الصاج للمعرض، لكن “بعد أن تلقّينا ترحيباً كبيراً بالفكرة من الناس وإعجاباً واسعاً، قرّرنا تحويلها لتكون أوّل مشروع تجاريّ لنا”، وفق ميريم.
عرضت ليتيسيا وميريم تصميمهما للمرّة الأولى في المعهد الفرنسي التابع للسفارة الفرنسية منذ خمسة أشهر، وبدأ الناس منذ ذلك الحين يطلبون شراء هذا الصاج.
مؤخّراً، أرسلت الصبيّتان صاجاً نقّالاً لمدوّن الطعام اللبناني أنطوني رحيّل كهدية، لكونه يهتمّ بهذا النوع من الأفكار. فوجئتا بالنشر الواسع النطاق الذي قام به رحيّل لتصميمهما، على منصّاته، وبإعجابه الشديد به. و”انهالت علينا الطلبات من لبنانيّين على امتداد العالم كلّه، من كندا وأوستراليا وأوروبا والأميركيّتين الشمالية والجنوبية وأفريقيا”، بحسب ما تروي ليتيسيا.
وللتوصّل إلى منتَج كامل متكامل متعلِّق بالمطبخ، ولتحديثه كتراث تقليديّ، لجأت الصبيّتان إلى متخصّصين في إنتاج الصّاج للتزوّد بالوصفة الصحيحة ومعرفة المكوّنات والطريقة المثلى للخبز وتنظيف الصاج وصيانته. وتشير ميريم إلى أنّ “هذا المسار هو من ضمن أساسيّات عملنا، إذ علينا البحث والاختبار والتعرّف وإعطاء النصيحة الفضلى لأيّ منتَج”.
وينتَج الصاج في لبنان بالتعامل مع حرفيّين ومعامل لإنتاج عدّة الصاج النقّالة. وفي إطار حلقة الإنتاج هذه، “يسعدنا جدّاً العمل معهم” تقول ليتيسيا، إذ “حرّكنا بعضاً من عجلة الإنتاج، ووفّرنا مدخولاً بالدولار لحرفيّين، ومعملاً كان شبه متوقّف عن العمل بسبب الأزمة”.
يبلغ سعر “صاج السفر” 66 دولاراً، وتقول ميريم “إنّنا صمّمنا هذا الصاج للأشخاص خارج لبنان، فمَن يعِش في لبنان يسُهل عليه جدّاً إيجاد أماكن يشتري منها مناقيش الصاج. ومع هذه الأزمة، مبلغ 66 دولاراً كبير بالنسبة إلى المقيمين هنا”.
وعن الشريحة العمرية الأكثر طلباً لهذا الصاج خارج لبنان، تشير ميريم إلى أنّ أكثر الأشخاص طلباً للصاج النقّال هذا هم من أعمار الـ25 و الـ35، بحسب أرقام الـ”إنستغرام” الخاصة بحسابها، ويتدرّج الطلب نزولاً. لكن لا يخلو الطلب من أشخاص في مرحلة المراهقة. وتؤكّد أنّ “هذا التراث المحدَّث، بدأ يصل إلى الأعمار الشابة، وهذا أمر يعنينا جدّاً لنحافظ على تراثنا، وهناك أشخاص عرب مشرقيون وغير مشرقيين يطلبون هذا الصاج”.