الدكتور اللبناني زكي ساعاتي شاب عشريني يقدّم إنجازًا علميًا لعلاج مرض السرطان ويلقى دعمًا أوروبيًّا

الدكتور اللبناني الإسباني زكي ساعاتي

الدكتور اللبناني زكي ساعاتي شاب عشريني يقدّم إنجازًا علميًا لعلاج مرض السرطان ويلقى دعمًا أوروبيًّا

كتبت الصّحافيّة إسراء ديب لموقع GRAND LB مقالًا يحمل العنوان التّالي: إنجازٌ طبي لابن طرابلس: علاج بكتيريّ للسرطان ودعم أوروبي
وقد جاء فيه:

حقّق الدكتور زكي ساعاتي إنجازاً علمياً من اسبانيا، وذلك بعد جهود بذلها لاكتشاف علاج لداء السرطان من أنواع بكتيرية عدّة، الأمر الذي قد يُعطي أملاً للمرضى الذين يُعانون من هذا الداء الخبيث الذي أدّى إلى خسارات جمّة لا تعوّضها الأيّام، ولا يُمكن نسيان تداعياتها على نفوس المرضى أو المقرّبين منهم.

هذا الشاب العشرينيّ الذي يعيش في اسبانيا، تمكّن من وضع خطوة أولى في هذا النوع من العلاجات المصيرية التي لا تقتصر على مرض السرطان فحسب، بل هو يسعى إلى إيجاد علاجات لأمراض مستعصية مختلفة، ممّا دفع الاتحاد الأوروبي إلى دعم دراساته وأبحاثه سعياً إلى تحقيق إنجاز بعدما عجز الأطباء لسنوات عن الوصول إلى حلّ يُمكن من خلاله التحكّم بهذه الأمراض التي أودت بحياة الكثيرين، أو زرعت فيهم ندوبًاً لا تُنسى وهي غير قابلة للشفاء.

وفي التفاصيل، أنّ ساعاتي ابن مدينة طرابلس لا يُجيد التحدّث باللغة العربية كثيراً، لكن والده الذي تزوّج من اسبانية زرع فيه الكثير من المبادئ التي تربطه ارتباطاً وثيقاً بهذه البلاد التي تركها لاستكمال دراسته في الخارج. وبعد التواصل مع عم الطبيب زكي، وهو جمال ساعاتي الذي كان أوّل من نشر صورة ومنشورات تلفت إلى إنجاز ابن شقيقه محمد في بلاد الاغتراب، يُمكن القول انّ هذا الخبر الذي تلقاه الكثير من الطرابلسيين وغيرهم بسعادة وأمل بعد نجاح ابن مدينتهم خارج لبنان، لم يصل إلى خواتيمه بعد، إذْ لا بدّ من إجراء دراسات وتجارب مختلفة للبدء بالعمل في هذا الانجاز عالمياً.

ومع أهمّية هذه الخطوة العلمية التي تعود بالفائدة على العالم، لم تقم أيّ وسيلة إعلامية محلّية أو عربية بنقل هذه التجربة الجديدة مباشرة أو عبر أيّ تقرير لتعريف الناس بها، ولكن بحسب المتابعين فإنّ الوسائل الاعلامية الاسبانية كان لها دور واضح في نقل هذا الانجاز والاهتمام به بوضوح علمياً، وذلك من خلال إجراء مقابلات مع الطبيب ساعاتي للحديث عن هذه الأبحاث.

دعم أوروبي وجهد كبير
في الواقع، هذا الشاب الذي ولد في العام 1994، تخصّص في دراسة الصيدلة في اسبانيا، كما حاز على شهادة الدكتوراه في المكروبيولوجيا أو ما يُسمّى أيضاً بـ “علم الأحياء الدقيقة”، أو “البيولوجيا الدقيقة”، أو علم الميكروبات، كما بحث في مجموعة من البكتيريات خاصّة الـ pseudomonas (التي يُصاب فيها الأشخاص الذين يعانون من مشكلات طبيَّة خطيرة أو الذين يدخلون إلى المستشفى، وهي تستغلّ ضعف جهاز المناعة لدى الفرد لاحداث العدوى). واكتشف ساعاتي طاقتها البيوتكنولوجية ووظائفها الحيوية، فضلاً عن اكتشافه مجموعة أخرى من البكتيريا التي تلعب دوراً علاجياً للأمراض.

وبعد هذا الاكتشاف الذي بحث فيه ساعاتي بعمق ودقة، اندفع الاتحاد الاوروبي إلى إنشاء مختبر خاصّ به لمتابعة كيفية تطوير أبحاثه العلمية حول البكتيريا التي تمكّن من تفكيك أكثر من 200 نوع منها، وذلك لاستخدامها في علاج أمراض مستعصية متنوّعة.

ضمن هذا السياق، يقول جمال ساعاتي لـ “لبنان الكبير”: “بعد دراسة معمّقة لزكي في علم البكتيريا والطب الحيوي، واكتشافه نوعاً من البكتيريا المعالجة لداء السرطان وهي مثبتة علمياً وقدّم دراساته العليا على هذا الأساس، قدّم له الاتحاد الأوروبي منحة ومختبراً لدعمه ودعم أبحاثه بغية فتح المجال أمام العلاج البكتيريّ، كما أنّه يتوجه إلى براغ لاستكمال أبحاثه هناك، إضافة إلى دعم مختبر فرنسي له عبر فتحه الباب أمامه أيضاً، أيّ أنّ الدعم الأوروبي له طبياً لا يزال متواصلاً ومستمراً حتّى هذه اللحظة تقديراً له، كما يتواصل مع مختبر جديد أيضاً يملك تقنيات حديثة ومتطوّرة تُسهم في مساعدته علمياً”.

ويُضيف: “إنّ زكي ذكيّ فعلاً أيّ أنّ الاسم جاء مطابقاً للمسمّى في الحقيقة، فهو مجتهد منذ صغره وهي مسألة لم تكن غريبة أبداً، فإذا كان والده كان قد درس الصيدلة في اسبانيا ووالدته وشقيقته تعملان في المهنة والدراسة نفسها، فهذا يُشير إلى طموح هذه العائلة الكبير في ظلّ تفاقم ظاهرة هجرة الأدمغة التي أتت بفائدتها علينا بهذه الخطوة الايجابية علمياً”.

ومن الناحية الشخصية، يلفت ساعاتي إلى أنّ “زكي كان ولا يزال شخصاً مرحاً يحبّ السفر جداً، ويزور بين فترة وأخرى لبنان، كما أنّه شخص طموح يحبّ التطوّر”.

أمّا عن رغبته في علاج المرض الخبيث، فيوضح ساعاتي أنّ “هذه الرغبة تأتي بعد تعرّض والده لهذا المرض مرتين، أي أنّ شقيقي كان قد أنهى علاجه من هذا المرض منذ فترة لكنه عاود الظهور في جسده مرّة جديدة، الأمر الذي قد يكون دافعاً كبيراً لزكي كي يجد علاجاً لهذا المرض الذي يفتك بأجساد من نحب”.

وكان قد انتشر عبر صفحات طرابلسية مختلفة، خبر تحت عنوان: ” شاب من طرابلس يكتشف علاجاً بكتيرياً للسرطان… والاتحاد الأوروبي يُموّل مختبراً خاصّاً لتطوير أبحاثه”، ممّا أحدث تفاعلاً كبيراً على هذه الصفحات التي تناقلت معلومات كان قد كتبها عمّه جمال ساعاتي دعماً لاكتشاف نجل شقيقه.

 

Leave a Reply