القطاع السياحي في لبنان أعدّ عدته لاستقبال السياح … هل سيستعيد هذا القطاع أمجاد لبنان؟!

يشكل لبنان في النوستالجيا العربية أرضًا جاذبة للحياة، ويجتمع فيه جمال الطبيعة والثقافة المتنوعة وأنفاس الحرية والفن الممتع، وأسهم المناخ المعتدل عبر محيط يسيطر عليه الجفاف والحر في تحويله إلى “مصيف العرب”، حيث امتلك الأثرياء المنازل في المناطق الجبلية وأسهمت الطبقة المتوسطة في تنشيط قطاع الفنادق.

يتوق لبنان إلى تكرار تجربة عام 2010 الاستثنائية عندما استقبلت البلاد 2.3 مليون سائح، مستعيدة شيئًا من بريقها بعد خمسة أعوام من الركود بفعل التوتر الأهلي الذي أحدثه اغتيال الرئيس رفيق الحريري في الـ 14 من فبراير (شباط) 2005.

ومع اندلاع الثورة السورية في مارس (آذار) 2011 عاد لبنان لقلب لعبة المحاور الإقليمية، وراحت “سويسرا الشرق” تبتعد رويدًا من عمقها العربي، وأدى تصاعد الأحداث إلى برود العلاقات مع محيطها وفرض حظر سفر إلى لبنان من دول عربية وخليجية عدة.

لكن شيئًا ما تبدل مع انتخاب جوزاف عون رئيسًا جديدًا للجمهورية اللبنانية وسقوط نظام البعث في سوريا، وتطمح البلاد إلى تفعيل “السياحة البينية” وجذب مئات آلاف السياح العرب والخليجيين بعد أن أثمرت سياسة الانفتاح “النيو-عونية” رفعًا لحظر السفر بالنسبة إلى مواطني الإمارات العربية المتحدة، ويُنتظر اتخاذ قرار مشابه من السعودية.

وفي النوستالجيا العربية يشكل لبنان أرضًا جاذبة للحياة، ويجتمع فيه جمال الطبيعة والثقافة المتنوعة وأنفاس الحرية والفن الممتع، وأسهم المناخ المعتدل عبر محيط يسيطر عليه الجفاف والحر في تحويله إلى “مصيف العرب”، حيث امتلك الأثرياء المنازل في المناطق الجبلية وأسهمت الطبقة المتوسطة في تنشيط قطاع الفنادق.

وبعد مرور 15 عامًا يقع على عاتق لبنان كثير من المهمات التي يجب القيام بها، بدءًا من منح الشعور بالأمان، وهو ما حاولت السلطات إرساءه نسبيًّا من خلال نزع المظاهر الحزبية عن الطريق الممتد من مطار “رفيق الحريري” الدولي إلى قلب العاصمة في “الداون تاون”، حيث تتعايش العمارة الحديثة مع التقليد وتظللها روح التراث اليوناني والروماني والمسيحي والعربي والإسلامي، وقد ضجت وسائل التواصل باحتفال تقديم الورد والحلوى للزوار القادمين على متن “طيران الإمارات” بعد رفع حظر السفر إلى لبنان.

صيف واعد
يعول قطاع السياحة في لبنان على “صيف عام 2025” في بث الحياة عبر شرايين القطاع الفندقي والمطاعم وأنشطة تأجير السيارات والسهر وأشكال التداولات كافة والتي من شأنها إدخال النقد الأجنبي إلى لبنان، ويؤكد نقيب أصحاب الفنادق بيار الأشقر أن “الأولوية لتثبيت وقف إطلاق النار وإشاعة الاستقرار ومنع تجدد الأعمال الحربية وحصر السلاح بيد الدولة من أجل إشاعة الأمان في البلاد”، جازمًا أن “القطاع السياحي أعد عدته وهو قادر على استقبال السياح بأعلى مستوى من الخدمة كما كان دائمًا”، ومرحّبًا بعودة السياح الخليجيين لأنهم “يشكلون العامود الفقري للسياحة في لبنان، مما سيجعله أمام أفضل عام منذ أكثر من عقد، لأن هناك نية لمساعدة لبنان في تجاوز أزماته”.

المصدر: Independent عربية