ما هي تداعيات الحرب الأوكرانية على لبنان والمنطقة وفق رأي الخبراء؟

5197-58000838

ما هي تداعيات الحرب الأوكرانية على لبنان والمنطقة وفق رأي الخبراء؟

كتبت الصّحافيّة باسمة عطوي  لـ«جنوبية» مقالًا يحمل العنوان التّالي: خبراء يرصدون لـ«جنوبية» تداعيات حرب اوكرانيا.. وهذا هو مصير لبنان والمنطقة!

وهذا ما جاء فيه:

ليس خبرا عاديا أن يستفيق العالم ولبنان على خبر دخول القوات الروسية إلى أوكرانيا وبدء القصف على مدن أوكرانية، لما لهذا الخبر من آثار سياسية وإقتصادية، سيتأثر بها العالم أجمع ومنها منطقة الشرق الاوسط ولبنان بطبيعة الحال.

ما يعني لبنان ليس فقط التداعيات الاقتصادية والنفطية، كونه يتخبط في أزمة إقتصادية منذ أكثر من عامين وأي تطور سلبي عالميا، سيرتد عليه مزيدا من المعاناة المعيشية للبنانيين، بل لأن لبنان أيضا معني بالتداعيات السياسية لهذه الحرب كونه جزء من منطقة الشرق الاوسط، ولأن قوى سياسية فيه مصنفة كقوى “ممانعة”، وتشكل جزءا من محور في المنطقة تقوده روسيا بدءا من سوريا، فهل سيبقى في خانة المتأثرين إقتصاديا ومعيشيا أم يكون جزءا من مصالح وأدوات الدول التي تتعارك في كييف؟

يشرح الخبير الاستراتيجي العميد نزار عبد القادر ل”جنوبية” أن “روسيا ليست من محور الممانعة في المنطقة، بل تعمل لمصالحها الخاصة وتتعاطى مع بعض أطراف الممانعة في المنطقة، ولكنها تختلف معهم في كثير من القضايا الاستراتيجية والنظرة الشمولية لأمن المنطقة ومنه الوجود الايراني في سوريا”، معتبرا أن “ما يجري في كييف هو نتيجة نظرة روسية شاملة تتعدى المحيط الجغرافي لأوكرانيا، وتمتد إلى 30 سنة إلى الوراء، عندما تفكك الاتحاد السوفياتي وحصل الهجوم الحلف الاطلسي بإتجاه أوروبا الشرقية وصولا إلى حدود روسيا”.

عبد القادر لـ”جنوبية”: الشرق الاوسط سيدخل في حسابات بوتين في تقاسم مناطق النفوذ بينه وبين الولايات المتحدة والصين ويرى أن “ما يجري هو محاولة روسية ،لتصحيح ما تعتبره خللل إستراتيجيا يمس بأمنها، ولا تريد تكرار التجارب التي مرت بها في النصف الاول من القرن العشرين، حيث خاضت حربين عالميتين وفي الحرب الثانية قتل ما يقارب 25 مليون روسي خلال الحرب”، مشددا على أنها “تحاول إعادة رسم خريطة جديدة في أوروبا، ولن يكون تحركها محدودا بإتجاه أوكرانيا، كما أن نظرة الرئيس فلاديمير بوتين للعالم  مختلفة عن الاخرين، ويعتبر أنه يجب تقسيمه بين 3 قوى عظمى هي روسيا والصين والولايات المتحدة، ولا دور لأي دولة أوروبية في النفوذ العالمي”.

يضيف:”ما يسعى إليه أن يكون كل الدول التي كانت تدور في فلك الاتحاد السوفياتي، ان تكون على شاكلة بلا روسيا أو كازاخستان التي تأخذ بعين الاعتبار مصالح روسيا ويستفيد من دعمها، اما منطقة الشرق الاوسط ستدخل في حسابات بوتين، في تقاسم مناطق النفوذ بينه وبين الولايات المتحدة والصين”.

 نزار عبد القادر إذا من المفروض أن لا يتأثر لبنان سياسيا بما يجري على الحدود الروسية – الاوكرانية ، لكنه سيتأثر على صعيد طلابه الذين يدرسون في جامعات كييف وعلى الصعيد المعيشي، وهذا ما يوافق عليه  عضو لجنة الصداقة البرلمانية اللبنانية- الأوكرانية النائب ميشال موسى الذي يشرح ل”جنوبية” أن “الجالية اللبنانية في أوكرانيا 4300 لبناني بين طلاب ورجال أعمال، ولا شك أنهم سيتأثرون سلبا بالحرب، كما أن أسعار النفط والقمح العالمية سترتفع نتيجة هذه الحرب وهذا ما سيزيد من معاناة  اللبنانيين الغارقين في أزمة إقتصادية أصلا وكون أوكرانيا هي مصدره الاساسي لشراء القمح” .

موسى لـ”جنوبية”: 4300 طالب ومستثمر لبناني في كييف سيتأثرون سلبا بالحرب الدائرة ميشال موسى وفي الاطار نفسه يشرح الخبير الاقتصادي الدكتور لويس حبيقة ل”جنوبية” أن “لبنان سيتأثر سلبا بأسعار النفط العالمية نتيجة الحرب الدائرة في أوكرانيا، كما سيرتفع أسعار الخبز لأن أوكرانيا هي المورد الرئيسي للقمح في لبنان وهذه الارتفاعات ستكون كبيرة”، لافتا إلى أن “رسوم التنقل والسفر الخارجية ونقل البضائع ستزيد بسبب إرتفاع أسعار المحروقات عالميا، أما الاستيراد بين لبنان وأوكرانيا (ما عدا القمح) متواضع ويمكن الاستعاضة عنه من دول أخرى”.

حبيقة لـ”جنوبية”: إرتفاع سعر النفط والقمح عالميا سيزيد من أزمة لبنان الداخلية يضيف:”لبنان يخزّن القمح لمدة شهر وتدمير إهراءات القمح في إنفجار مرفأ بيروت سيزيد الازمة، وسيرفع الاسعار ونسب التضخم في لبنان، معتبرا أن “التعامل الرسمي مع الازمة لا يزال في بداياته ولكن إرتفاع سعر النفط والقمح عالميا سيزيد من أزمة لبنان الداخلية”.

ويختم:”الطلاب اللبنانيون الذين يدرسون في أوكرانيا يمكن إستيعابهم في لبنان، خصوصا أنهم يعانون من مشكلة الدولار الطالبي، وجامعات لبنان يمكن أن تسهل إندماجهم فيها كي لا يخسروا عامهم الدراسي”.

Leave a Reply