انتخابات 2022: الورقة البيضاء تعبير عن الرّفض ولكن ما تأثيرها على حسابات الحواصل؟
نصّت المادّة 103 من قانون الإنتخاب على أنّ الأوراق الّتي لم تتضمّن أيّ اقتراع للائحة أو للأصوات التّفضيليّة، هي أوراق بيضاء وتُحتسب من ضمن عدد أصوات المقترعين المحتسبين، وذلك خلافًا للقوانين السّابقة حيث كانت تُحتسب الورقة البيضاء من ضمن الأوراق الباطلة أو الملغاة.
وإذا كانت الورقة البضاء هي تعبير عن الرّفض فما دورها وتأثيرها على حسابات الحواصل؟
إنّ الورقة البيضاء إضافة إلى كونها رسالة سياسيّة تُعلنُ أنّ المرشّحين واللّوائح المتنافسة في الدّائرة لا يمثّلون النّاخب، إلّا أنّها ترفع الحاصل الإنتخابي ( أيّ عدد الأصوات الّتي يجب أن تحصل عليها اللّائحة كي تتمكّن من حصد المقاعد)، فهي تُصعّب المعركة على الجميع، ولكنّها بالمقابل تُعطي أفضليّة لمجموعات على حساب مجموعات أخرى.
وفي هذا السّياق، أعلن الباحث الإنتخابي “كمال فغالي” لموقع ليبانون ديبايت، بأنّ الورقة البيضاء تظهر الرّاي المعارض لدى النّاخب وآحتسابها يرنبط مباشرة بتحديد الحاصل الانتخابي الّذي يُحتسب كالآتي:
عدد الأصوات الصّحيحة مع عدد الأوراق البيضاء، أي عدد المقترعين ككلّ لأنّ الورقة البيضاء تُعتبر صوتًا حقيقيًّا، زائد عدد المقاعد في الدّائرة الكبرى.
ومن هنا فإنّ عدد الأوراق البيضاء سيؤثّر على انخفاض أو ارتفاع الحاصل الإنتخابي لكلّ لائحة.
وقد كشف فغالي أنّ اللّوائح المستهدفة سلبيًّا بالأوراق البيضاء، ستكون اللّوائح الصّغرى، وليس اللّوائح القويّة، وربّما لوائح قوى التّغيير والثّورة الّتي تملك حظوظًا بتسجيل خروقات في بعض الدوائر الإنتخابيّة، إذ إنّها ترفع الحاصل الإنتخابي، وقد تربح مقعدًا وفق القانون الحالي، وعليه فإنّ المساهمة برفع الحاصل الإنتخابي من خلال الورقة البيضاء، يُقلّل حتمًا فرص لوائح التّغيير في الوصول إلى الحاصل الإنتخابي، بينما لن يصعب على لوائح الأحزاب الكبرى تأمين الحاصل.
ومن جهة أخرى، وفي حال حصلت مثلًا لوائح قوى التّغيير على الحاصل، وتأهّلت إلى المرحلة الرابعة الّتي يتمّ فيها تحديد عدد المقاعد لكلّ لائحة إنطلاقًا من الحاصل الإنتخابي، يتوقّع فغالي، أن تؤدّي الاوراق البيضاء إلى خسارة هذه اللوائح لبعض الأصوات، والّتي ربما تكون بحاجة إليها للحصول على مقعد إضافي عند احتساب الكسور.
