“ثياب العيد” مبادرة إنسانيّة بطلتها توأمان تعاهدتا على فعل الخير تعرفوا عليهما:
كتب الصّحافي عبدالله ذبيان لموقع الميادين مقالًا يحمل العنوان التّالي: دارين وشيرين من بيروت… قصة فرح مع “ثياب العيد”
وهذا ما جاء فيه:
في الملّمات والأزمات نقع على عناصر ترفد المجتمع بزادٍ من الخير والعطاء، مدد قد يترجمه إنسان أو مجموعة ممن تضافرت جهودهم لـ “عجن” مقوّمات الخير و”خبزها” لنشرها بفرحٍ وجذل.
الخير لا يعرف حدوداً… فكيف إذا كان مرصّعاً بتصميمٍ وإرادة واندفاع؟
تضُافر جهود شقيقتين لبنانيتين توأمين يفضي إلى الكثير…. ويجعل القلوب جذلانة والأرواح مفعمة بالحبور والأمل الذي لا يقنط…. فدارين وشيرين قباني برهنتا أن الإنسان إذا عزم عمل، وإذا قرر فعل، وإذا صمم وصل!
محامية وصحافية من العاصمة اللبنانية بيروت الثكلى بعد انفجار المرفأ وتدمير واجهتها البحرية، آلتا على نفسيهما ألاً إن تفعلا شيئاً في سبيل زرع البسمة على ملامح المحتاجين والمعوزين ومحيّاهم خاصة مع تردي الحالة الاقتصادية والمعيشية… فكانت البداية صدفة بحتة، اكتملت بتأسيس محل لتوزيع الثياب والألعاب وبعض المواد الغذائية مجاناً لمن يشاء من الناس.
من منطلق مقولة “أمل رغم الألم”… واكب الميادين نت جهود الشقيقتين التوأمين ولحظ جذوة الإيمان بما تقومان به، لا بل مدى الاندفاع المنبثق من مكنونات قلبيهما للاستمرار بمزيدٍ من العطاء، المقرون بدعواتٌ تلهج بالرجاء…
تقول دارين “شقيقتي شيرين وهي صحافية وأنا أعمل كمحامية بدأنا بجمع ملابسنا لتوزيعها الى الناس المحتاجة، وعندما قامت شقيقتي التوأم بوضع بوست على الفايسبوك لمن لديه ملابس يريد التبرع بها، فكنّا نذهب لجمعها تمهيداً لتوزيعها على المحتاجين.
وبالفعل، فقد لاقت مبادرتنا إقبالاً ورغبة كبيرة عند الناس للتبّرع ومساعدة من يحتاج في هذه الظروف الصعبة التي يعيشها لبنان.
وتتابع ” لن أخفي عليكم فإن كمية الملابس التي تم جمعها كانت كبيرة، وبعد فترة قمنا باستئجار محل في بيروت وتحديداً منطقة برج أبي حيدر وتم توزيع الثياب في شهر رمضان الكريم، حيث أسمينا المحل بـ “تياب العيد” ومن هنا بدأت رحلة المحل الإنسانية الرائعة واستمرت الى وقتنا الحالي والحمد لله” .
المحل لكل الناس… والمتطوعون جاهزون
وتستدرك لتقول “كانت فكرة توزيع الملابس مقتصرة على شهرٍ واحد فقط، ولكن حجم وكمية الناس ورغبتهم الكبيرة في التبرع من خلال محل “تياب العيد” وبالتالي، ثقتهم بنا، أجبرتنا على المضي قدماً مقرونٍة بحب الاستمرار، وهنا أغتنم الفرصة لأقول إن هذا المحل خلق من الناس وهو للناس، ووجودهم من مختلف المناطق اللبنانية ومن جميع الطوائف دون أي تمييز الى جانبنا جعلنا نستمر وسنظل مستمرين بعمل الخير “ايد بإيد” مع “تياب العيد”.
وأكشف ها هنا أن المساعدات تأتينا من مختلف المناطق اللبنانية كما ومن الخارج أيضاً وإن الثياب لا تأتينا مستعملة فقط بل وأيضاً جديدة، كما وأن مصممين مشهورين من الخارج يقومون بتصميم الفساتين الجميلة للصغار في فترة الأعياد”.
وتشرح “عندما تأتينا التبرعات يكون لدينا فريق من المتطوعين جاهز للفرز صغاراً وكباراً وهو يأتي من المدارس، أهل المنطقة، ومن الأقارب والأصحاب ومن الكشّافة، كما لدينا موظفة دائمة في المحل تقوم على إدارة عملية الفرز والتوزيع.
وحول التكاليف تردف قائلةً “إنها ليست بكثيرة و عبر الجوائز الهامة التي ربحها المحل، فضلاً عن مالنا الخاص نقوم ونسعى بكامل طاقتنا لتغطية التكاليف أنا وشقيقتي التوأم وبإذن الله فإن أبواب هذا المحل لن ولم تقفل على الإطلاق”.
الأزمة ضغطت على المتبرعين
وإذّ تؤكد أنه منذ بدء الأزمة الإقتصادية في لبنان وخاصة بعد انفجار المرفأ بدأت الحاجة أكثر فأكثر تظهر لدى الكثير من الناس ولم يعد المحل فقط مخصص للملابس بل أيضاً أصبح مكاناً لاستقبال وتوزيع الأدوية، الحليب، الخبز، الحفاضات، الكتب، الشنط المدرسية، الخضار، اللحوم والدجاج، وكلّ ما يتبرّع به الناس يذهب إلى الناس”.
لكن للأسف تقول ” المفارقة الحزينة كانت هي عند الناس المتبرعين الذين اضطروا تحت ضغط الحياة المعيشية الصعبة إلى طلب المساعدة والعون، ومنهم من بادر بجلب الملابس القديمة لديهم مثلاً وطلب استبدالها بملابس أكبر لأولادهم، وهناك مثلاً من تبرّع بالأدوية مقابل أخذ الحليب أو الخبز أو الخضار مثلاً”ً.
ما أكبر الألم في لبنان….
وتوضح المحامية أن محل ” ثياب العيد” موجود فقط في بيروت لبنان، ولكن هنالك العديد من المدارس، النوادي الرياضية، الجامعات، الصيادلة، والمحلات التجارية يقومون بوضع box باسم تياب العيد حيث يتم تجميع الملابس من مختلف المناطق اللبنانية وإيداعنا إياها في المحل.
وحول الوضع الراهن ودور الجهات المعنية تجيب بالقول ” أمل رغم الألم ” … و ما أكبر الألم في لبنان، والحاجة مؤلمة وطلب المساعدة صعب جداً على العائلات المتعففة حيث نقوم قدر الإمكان بمراعاة مشاعر هذه العائلات ومساعدتهم بالذهاب اليهم أو بتحديد أوقات معينة في المحل لاستلام التبرعات، نصادف يومياً حالات صعبة كالفقر والعوز أي الحاجة لأقل أمور الحياة المعيشية التي على يجب على الدولة تأمينها، فيراودنا ألمٌ ممزوج بفرح في آن”.
وتختم بكل ثقة “تياب العيد ” سيظل دائماً الى جانب كافة العائلات صغاراً وكباراً دون أي تمييز ، وباب المحل سيظل مفتوحاً للجميع بإذن الله” .