من زاوية في الصّف إلى قائمة الشرف … تعرّفوا على قصة جورج ماكلورين الملهمة:

في عام 1948، كان العالم مختلفًا بشكل جذري عما نعرفه اليوم. كانت أمريكا لا تزال غارقة في نظام الفصل العنصري، حيث كانت تلك الفترة فيها كل شيء منقسمًا إلى أبيض وأسود، حرفيًا ومجازيًا. في ذلك العام، رجل يُدعى جورج ماكلورين، قرر أن يغير قواعد اللعبة. جورج، أول رجل أسود يتم قبوله في جامعة أوكلاهوما، دخل التاريخ… ولكن للأسف، ليس بالطريقة التي تتوقعها.
تخيلوا معي: رجل يدخل قاعة الدراسة، محاطًا بنظرات الجميع. ليس لأنه تأخر عن المحاضرة، بل لأنه ببساطة أسود البشرة. هنا لم يكن جورج مجرد طالب، بل كان اختبارًا لمجتمع متحجّر. الحل؟ “لنضعه في الزاوية”، وهذا ليس تعبيرًا مجازيًا، بل كان حرفيًا. جورج أُجبر على الجلوس في زاوية الفصل، بعيدًا عن زملائه البيض، وكأنه خطر يجب احتواؤه.

ولكن دعونا نأخذ لحظة للتفكير في ذلك. الجلوس في الزاوية ليس أمرًا سيئًا دائمًا. أعني، من منا لم يحب الزاوية في أيام المدرسة؟ لكن بالنسبة لجورج، كانت الزاوية رمزًا للعزلة المفروضة، مكانًا يعكس نظامًا يرى في لون بشرته تهديدًا.

الأسوأ من ذلك؟ زملاؤه والأساتذة تجاهلوه تمامًا. الأسئلة التي كان يطرحها لم تتلقَ أي إجابة، وكأن كلماته تتلاشى في الهواء. كما قال لاحقًا: “نظر إلي بعض الزملاء كما لو كنت حيوانًا. لم يعطني أحد كلمة واحدة. والأساتذة؟ بدا أنهم غير موجودين لأجلي.”

والآن، في هذه المرحلة، يتوقع معظم الناس أن يستسلم جورج، أليس كذلك؟ لكنه لم يفعل. بدلاً من ذلك، قرر أن يحوّل تلك الزاوية إلى منصة. ألقى بنفسه في أعماق الدراسة والعمل الشاق، وبدأ شيئًا فشيئًا يقلب الطاولة على الجميع.

وماذا حدث بعد ذلك؟ بالضبط ما نتمنى دائمًا أن يحدث في هذه القصص. الطلاب الذين كانوا يتجاهلونه تحولوا فجأة إلى من يحتاجون مساعدته. “بدأوا يبحثون عني لإعطائهم تفسيرات وتوضيح لأسئلتهم”، قال جورج، وكأنه يقول: “أهلاً بكم، أيها المنافقون!”

وفي النهاية، ليس فقط أنه أثبت أنه مساوي لهم، بل تجاوزهم بالكامل. اسم جورج ماكلورين تم تخليده على قائمة الشرف كواحد من أفضل ثلاثة طلاب مروا بتاريخ جامعة أوكلاهوما. نعم، الرجل الذي جلس في الزاوية أصبح في قمة الهرم.

لكن هذا الانتصار لا يمحو ما عاناه. قصة جورج هي تذكير صارخ بأن التعليم ليس مجرد وسيلة لتحسين الحياة؛ إنه أداة لتحدي الظلم وتحقيق العدالة. وكما قال جورج: “السلاح الوحيد القادر على تغيير العالم.. هو التعليم.”

وهنا درس لنا جميعًا: إذا كان جورج ماكلورين قادرًا على تحويل الزاوية إلى قمة، فلا يوجد عذر لأي منا لعدم مواجهة تحدياتنا اليومية… حتى لو كانت مجرد كتابة مقال مثل هذا.