لبنان يشتعل من الشمال الى الجنوب !

لبنان يشتعل من الشمال الى الجنوب !

لبنان ولعان. هذه المرة، لم يعد التعبير مجازياً للإشارة إلى فرح الناس إزاء حدث  بعينه، أو غضبهم من جراء سياسات الدولة، فملأوا الساحات احتجاجا. التعبير اليوم يستخدم في معناه الحقيقي. ذلك أننا في بلد لا يكاد يقلب صفحة كارثة، حتى تحل عليه لعنة أخرى تفضح مجددا القصور الرسمي في ايجاد الحلول والمعالجات، والركون إلى الخطوات الاستباقية.

 

هذه المرة، حلت اللعنة على أجمل ما بقي من لبنان الأخضر: الثروة الحرجية والأشجار. فغداة حريق المشرف الذي كاد يلتهم بنيرانه جامعة رفيق الحريري ومدرسة كارمل السان جوزف في البلدة الشوفية ، اندلعت سلسلة مخيفة من الحرائق في أكثر من مئة منطقة لبنانية، ما دفع المعنيين إلى تكثيف اجتماعاتهم، على وقع الكلام عن افتعال مقصود لهذه الكارثة. يجري كل هذا في وقت تبدو طائرات السيكورسكي التي استحصل عليها لبنان في عهد الرئيس ميشال سليمان، والمخصصة لإخماد الحرائق، الغائب الأكبر، فيما من المنتظر أن تنفرج الأزمة مع انحسار موجة الحر الشديد التي تضرب لبنان، وذلك اعتبارا من صباح غد.

 

المشرف: استيقظ لبنان اليوم على سلسلة حرائق التهمت نسبة كبيرة من الأشجار والمناطق الحرجية، حيث تجدد الحريق الذي كان شب في منطقة المشرف، على مقربة من جامعة رفيق الحريري، ومدرسة كارمل السان جوزيف، لكنه طال هذه المرة عددا من المناطق الشوفية الأخرى، كالدبية والناعمة والدامور وتحديدا مقر جمعية (Arc en ciel) حيث قرعت أجراس الكنائس لإعلام الناس الآمنين ليلا في بيوتهم بكونهم في خطر.

 

ولاحقا سرت معلومات تفيد بأن السيطرة على هذه الحرائق تمت بجهود من متطوعي الدفاع المدني والجيش اللبناني واليونيفيل.

 

وكان وزيرا الداخلية ريا الحسن والبيئة فادي جريصاتي جالا صباحا لتفقد أضرار الحرائق في الشوف، قبيل اجتماع لجنة الكوارث البيئية في السراي.

 

وفي مداخلة تلفزيونية من الشوف، وصف جريصاتي الوضع بالكارثي، منبها إلى أن خطر الحرائق لم ينته بعد انما هو مستمر ليومين لأن الحر شديد وسرعة الرياح شديدة.

 

وتساءل عن ضآلة التجهيزات للدفاع المدني، مشيرا إلى أن  “لا يجوز ان نعيش اليوم في ظل امكانيات ضعيفة للدفاع المدني”.

 

 

إقرأ ايضاً: تجدد الحرائق في الدبية والمشرف في الشوف

 

 

ولفت إلى أن “لدينا جهدا كبيرا لكي نؤمن معدات جديدة للدفاع المدني، ونحن كوزارة بيئة نعد اننا سنقوم بأي جهد لكي نعيد المناطق خضراء ولكي نعوض الاضرار التي حصلت “، مؤكدا أن الحرائق مفتعلة ومطالبا بإعدام من يقفون وراء هذه الكارثة البيئية.

 

الدبية: مازالت النيران مشتعلة بضراوة في احراج بلدتي الدبية ومزرعة الضهر، فيما تستمر محاولات وجهود عناصر الجيش وقوى الامن والدفاع المدني وشباب واهالي المنطقة وعناصر من القوات الدولية، الى جانب طوافات الجيش والطائرات القبرصية، اخماد النيران، الا ان جميع تلك المحاولات باءت بالفشل، نتيجة صعوبات الطرقات وضخامة النيران التي تحد من السيطرة عليها، في ظل مخاوف من توسع رقعتها ليلا وإمتدادها الى خراج البلدات المجاورة.

 

كفرشوبا: اندلع حريق في محيط موقع القرن الواقع تحت موقع رمتا المحتل داخل مزارع شبعا المحتلة قبالة بلدة كفرشوبا قضاء حاصبيا، ويتخوف أهالي العرقوب من اتساع رقعة الحرائق، لتطال مزارع شبعا والمناطق المحررة في الجهة المقابلة.

 

الضنية: لا زالت عناصر الجيش اللبناني والدفاع المدني وورش البلديات والأهالي يجهدون لإخماد الحريق الذي اندلع في حرج زغرتغرين ـ الضنية، حيث امتد إلى المناطق الحرجية الواقعة أسفل الوادي الفاصل بين البلدة وبلدة ديرنبوح المجاورة، ولم تتمكن آليات الدفاع المدني من الوصول إلى المكان بسبب وعورته. واستطاع عناصر الجيش بواسطة طوافة والدفاع المدني إحتواء وإطفاء الحريق في مناطق الحرج المرتفعة، ومنعت تمدده باتجاه الأراضي الزراعية والمنازل.

 

وناشد رئيس بلدية ديرنبوح محمد سعدية الجهات المعنية “المساعدة في إطفاء الحريق الذي قضى على مساحات واسعة من الأشجار الحرجية، خصوصا أن إطفاء الحريق يتم بوسائل بدائية وإمكانيات ضعيفة”.

 

وأفاد كاهن بلدة زغرتغرين الأب سمعان سمعان أن “الأهالي إتخذوا إحتياطات لازمة لمواجهة الحريق في حال تمدده واقترابه من المنازل”.

 

تل عرقة: اندلع حريق في خراج عند الجسر في جوار تل عرقة الاثري ويعمل عناصر الدفاع المدني على اطفائه. وغطت الادخنة السوداء الطريق الرئيسي فوق الجسر الامر الذي تسبب بوقف حركة السير كليا بانتظار الانتهاء من عملية اطفاء النيران التي لم تعرف مسببات اشتعالها.

 

جبيل: تعمل طوافة للجيش اللبناني على مساعدة الدفاع المدني في اخماد الحريق المندلع منذ ما قبل الظر في بلدتي بنتاعل وكفون في قضاء جبيل.

 

صور: اندلع حريق هائل بين بلدتي معركة وجناتا في قضاء صور، ويعمل الأهالي على إخماده في انتظار وصول فرق الدفاع المدني.

 

النبطية: شبّ حريق هائل في المنطقة الواقعة في محيط ثانوية بلال فحص في تول – النبطية واتى على مساحات كبيرة من الاعشاب والأشجار واقترب من المنازل السكنية وموقف السيارات في الثانوية وعملت فرق من الدفاع المدني في النبطية والدوير على محاصرتها وإخمادها.

 

الحسن: من جهتها، أكدت الحسن أن “الطائرتين القبرصيتين شاركتا في عمليات إخماد الحرائق، موضحة أن “حتى الساعة العاشرة كنا قد سيطرنا على 80% من الحرائق الا ان سرعة الرياح اعادت اشتعالها ولا يمكن القول أنه تمّ إخماد الحرائق فالحر وسرعة الرياح التي وصلت الى 50 كلم في الساعة يعيدان اشعالها وغرفة العمليات تقوم بعملها ونحن حذرون ونراقب الوضع”.

 

وكشفت “أننا “أنشأنا غرفة عمليات في السراي وأخرى متنقلة على الارض في المشرف لمتابعة عملية اخماد الحرائق.”

 

وشددت على انه “حتى الآن، لم نتمكن من معرفة مصدر الحرائق، منبهة إلى أن “قبل فتح التحقيق يجب اخمادها بشكل نهائي”. وأشارت الى انه في حال ثبت تورط أحد الأشخاص ستتم معاقبته بأقصى درجات العقاب.

 

اللواء أسمر: توجه الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء الركن محمود الاسمر الى منطقة الشوف ليواكب عمليات إطفاء الحرائق من خلال غرفة عمليات المتحركة الوطنية التابعة لوحدة إدارة مخاطر الكوارث لدى رئاسة مجلس الوزراء.

 

القوات: دعا حزب “القوات اللبنانية” في بيان، جميع المحازبين والمناصرين إلى الإنضمام لفرق الدفاع المدني التي تعمل على إطفاء الحرائق ووضع أنفسهم بتصرفهم، كما دعاهم إلى تقديم المساعدة لكل متضرر من الحرائق في المناطق التي اجتاحتها المأساة. ولفت البيان الى “إن هذه الكارثة الوطنية تتطلّب تضافر جهود الجميع للسيطرة عليها والحد من أضرارها”.

 

الاشتراكي:  أما على الضفة الاشتراكية، زار وفد الحزب التقدمي الاشتراكي بلدية المشرف والتقى رئيسها زاهر عون وأعضاء المجلس البلدي، في حضور نائب رئيس بلدية الدامور طوني نصر، واطلع منهم على أوضاعهم جراء الحريق، وانضم إلى وفد الحزب، مدير فرع الحزب في المشرف بطرس عون ونجل النائب السابق ايلي عون، جان – ميشال عون.

 

اليونيفل: صدر عن الناطق الرسمي باسم “اليونيفيل” أندريا تيننتي البيان الآتي: “شارك رجال الإطفاء التابعون لليونيفيل اليوم الدفاع المدني اللبناني والقوات المسلحة اللبنانية في إخماد النيران المشتعلة في قرية مزرعة الضهر الواقعة على بعد 15 كيلومترا شمال شرقي مدينة صيدا. وقد ساند رجال الإطفاء في اليونيفيل أجهزة الطوارئ اللبنانية بثلاث شاحنات إطفاء بعد ظهر اليوم، بناء على طلبات من السلطات اللبنانية. وأرسلت اليونيفيل المساعدة الطارئة بعد أن لمست حجم الأضرار التي يمكن أن تسببها الحرائق المستعرة للمجتمعات المحلية”.

 

عبدالله:  وقال النائب عبدالله في اللقاء: “لقد ابلغنا رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب تيمور جنبلاط أنه جاهز لكل ما تتطلبه المنطقة، حتى أن الناس في حال استنفار، وكذلك شاحنات نقل المياه جاهزة. وقد تحدثنا مع شركة الكهرباء لعدم قطع التيار، ويا ليت لدينا طائرات، قلبنا معكم في هذه المنطقة، أنا أتكلم بكل شفافية بعيدا من السياسة، وهذه الثروة ثروة وطنية وليست ثروة طبيعية فقط.

 

وتابع: هذا التراث الذي نتغنى فيه ولبنان الاخضر يحترق، مشيرا إلى أن  للأسف بسبب سوء إدارة البلد المتراكمة، ليست لدينا طوافات، لذا نضطر الى أن نستنجد بقبرص، وهذا ليس أول درس للحرائق في لبنان، وما زلنا حتى الآن نواجه هذه الكارثة ، علما أن ثلاثة أرباع متطوعي الدفاع المدني لم يتم تثبيتهم لأسباب تافهة بسبب هذا المرض الطائفي المذهبي الذي لن نستطيع الخروج منه”.

 

وأضاف: “هؤلاء الشباب القادرون على ان يكونوا في الصفوف الامامية، معتكفين في غالبيتهم”، شاكرا الأجهزة  تعمل ضمن قدراتها، ونسجل لوزيرة الداخلية التحية، لأنها للأمانة كانت معكم على الأرض”.

 

رئيس بلدية المشرف:  من جهته، شكر بلدية المشرف زاهر عون “التفاتة رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب تيمور جنبلاط، وكل انسان وكل يد امتدت لمساعدتنا، خصوصا في الظرف العصيب الذي مررنا به”، مشيرا إلى أن حجم النيران والحريق  كان هائلا يفوق طاقة كل الأجهزة والبلديات، لقد اعتصر قلبنا لما آل إليه مدخل الشوف الذي نتغنى به وباخضراره، الذي يتماهى مع ما كان ينادي به وليد جنبلاط”.

 

وأضاف: “العين بصيرة واليد قصيرة،ذلك أننا  نعاني من عدم وجود خطة لمنافذ توصل إلى الاحراج، هذه إضافة إلى مشكلات  في الحصول على التخطيطات”؟

 

وختم مخاطبا الحاضرين: نتمنى ومن موقعكم النيابي أن تأخذوا في الاعتبار وضع خطة للمساحات الخضر بالاشتراك مع التنظيم المدني.

 

وزار الوفد أيضا جامعة رفيق الحريري، والتقى رئيسها مكرم سويدان ونائبه هشام بعاصيري، واطلع منهما على اضرار الحريق.

 

تيمور جنبلاط: بدوره، جال رئيس اللقاء الديموقراطي النائب تيمور جنبلاط في منطقة الشوف لمواكبة جهود إطفاء الحرائق المندلعة منذ يوم الاثنين، وللوقوف على احتياجات المناطق والاهالي. ورافق النائب جنبلاط النائب بلال عبدالله ومستشاره حسام حرب ووكيلا داخلية الشوف والاقليم عمر غنام وسليم السيد وعدد من المسؤولين.

 

وفي اول تعليق له على الحرائق، قال جنبلاط في حديث للـ”mtv”: “لسنا هنا للإدلاء بالتصاريح إنما لمتابعة ما حصل في الدامور ونشكر الوزيرة ريا الحسن على جهودها”.

 

وأجرى جنبلاط سلسلة إتصالات في إطار مواكبته تطورات الحرائق في الشوف. وإتصل لهذه الغاية برئيس الحكومة سعد الحريري ووزيرة الداخلية والبلديات ريا الحسن وعدداً من الجهات لمتابعة المعالجات.

 

يذكر أن النائب جنبلاط كان أجرى إتصالا هاتفياً برئيسة مدرسة الكارمل في المشرف الأم مريم النور للإطمئنان على أحوال المدرسة والدير.  وشكرت الأم النور النائب جنبلاط على لفتته، وثمنت إيفاد وفد الحزب التقدمي الاشتراكي ومتابعة أوضاع الحريق وتأمين مستلزمات مواجهة الحرائق.

 

وكان رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط أجرى سلسلة اتصالات مع المسؤولين الأردنيين، سيتم بنتيجتها إرسال طائرة أردنية لإخماد الحرائق في الشوف.

 

عطاالله:  وتفقد المشرف وزير المهجرين غسان عطاالله، وجال في أحيائها مطلعا على مواقع الحريق، معتبرا أن  “لا مشهد حزينا يضاهي هذا المشهد، كل شيء يقال في كل الظروف، ولكن عند رؤيتك هذا المشهد لا تجد شيئا لتقوله.  

 

ولفت إلى أن “هذه المنطقة التي نتغنى في لبنان باخضرارها وجمالها الطبيعي وبيئتها النظيفة والجميلة، نراها بمشهد حزين، وإن شاء الله نستطيع السيطرة على كل الحرائق ونوقف امتدادها، لأنها بلغت بكيفا ومزمورة والحرف وكفرنيس”.

 

وأضاف: “نحن كدولة ليس لدينا القدرة اليوم لكون 120 بلدة في كل لبنان انتشرت فيها الحرائق بسرعة كبيرة. وهنا اشكر وزير الدفاع الذي أجريت معه ليلا اتصالا فأرسل 5 طائرات جديدة من قبرص لمساعدتنا في إخماد الحريق، مؤكدا أن “في أول جلسة المجلس الوزراء سنطرح تجهيزا أكبر للسيطرة على كوارث أوسع كهذه، على أمل أن يتعاون جميع الناس لنصل إلى نتيجة سريعة”.

 

واعتبر أن هذه مأساة لجميع اللبنانيين، وليس لها علاقة بخلافاتنا السياسية، بل بوطننا والحفاظ عليه، فلنخفف تصريحات “بلا طعمة”ـ مشيرا إلى أن “الناس بالأمس هربوا وهم يحملون جوازات سفرهم. إنها مأساة، وهنا اقول: علينا أن نقف إلى جانب الناس ونوقف هذه الكارثة”.

 

وتابع: “بلاد عظمى تتعرض للحرائق ولا تستطيع السيطرة عليها ولبس نحن فقط، واجباتنا أن ننزل إلى الارض لنساعد ونعيدها إلى اخضرارها، ونعد الناس بأنه بعد شهرين ستبدأ الزراعة ونحن سنكون الأوائل في غرس الأشجار في الأماكن التي احترقت ونعيدها أفضل مما كانت، هكذا نفكر وعلى الأقل مثلما تسلمنا لبنان اخضر سنسلمه لاولادنا اخضر”.

 

وختم: “رأيت اليوم الناس يهبون  بصهاريج المياه الخاصة للمساعدة، ذلك أن هذا هو اللبناني الأصيل المؤتمن الحفاظ على وطنه. هذه هي الروح التي يجب نشرها بين بعضنا البعض، في وقت كهذا يدا بيد لإنقاذ لبنان من هذه الكارثة، الناس يتحركون والدولة بكل أجهزتها على الأرض، وسنبقى إلى جانبهم.

 

إشارة إلى الأمين العام اللواء محنمد خير جال أيضا في الشوف متفقدا الأضرار في الدبية والناعمة والشوف.

 

المتن: وبعدما اقتصرت أمس على قضاءي الشوف وعاليه، امتدت لعنة النيران اليوم لتطال قضاء المتن، حيث اندلع  حريق في أحراج مزرعة يشوع وقرنة الحمرا وزكريت في قضاء المتن المقابلة لمنطقة جعيتا وعمل الدفاع المدني على تطويقه.

 

 وعلى اوتوستراد المنصورية الجديد، اندلع حريق ضخم في عدد من المحال التجارية (اكثر من ٤ محال) منها متجر اطارات مطاطية.

 

وهرعت سيارات الإطفاء والاسعاف الى المكان وباشرت العمل على معالجة ومكافحة النيران وهناك تخوف من امتداد الحريق الى الاحراج المجاورة.

 

سامي الجميل: وفي السياق، عاين رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل الحريق الذي إندلع في منطقة مزرعة يشوع- المتن وتسبب بأضرار مادية جسيمة.

 

واكد الجميّل ان تقصير الدولة قديم، مذكّراً بإقتراح قانون انشاء جهاز ترقب الحوادث الذي تقدّم به الوزير الشهيد بيار الجميّل، لافتا إلى أن “منذ العام 2001 وهذا المشروع ما زال في”أدراج” مجلس النواب. وأشار إلى أن “كل دول العالم تواجه الحرائق لكن الفرق يكمن في الجهوزية لمواجهة حالات كهذه  لان التدخّل السريع يجنّبنا كوارث مماثلة”.

 

وحذر من أن  اللبنانيين يشعرون وكأن الدولة غير موجودة وكل واحد “يقبّع شوكه بيده”.

 

وشرح أن بسبب الرياح إحتكت خطوط التوتر العالي ببعضها ما سبب اندلاع النيران وامتدادها، داعياً الى اخماد نواة الحرائق المنتشرة لعدم تجددها. وحذّر من أن هذه المنطقة مأهولة وفيها منازل كثيرة لذلك فالخطر على الناس كبير.

 

وناشد رئيس الكتائب الدفاع المدني إبلاغ المواطنين بكيفية التطوّع لتقديم المساعدةة، داعيا المدير العام للدفاع المدني إلى “ابلاغنا بما هو مطلوب للمساعدة”، وكاشفا “أنني اتصلت بالعميد ريمون خطار ووضعت بتصرفه كل مراكز حزب الكتائب اضافة الى جميع الشباب المستعدين للتطوع.”

 

ودعا الجميّل الى فتح تحقيق في موضوع الطوافات المخصصة لاطفاء الحرائق، وإلى اقرار قانون انشاء جهاز ترقّب الحوادث لكي تكون الدولة على جهوزية اكبر لمواجهة هذه الكوارث”.

 

وختم الجميّل: “من المؤلم ان نرى ما تبقى من اخضر في بلدنا يحترق، ولذلك يجب استباق هكذا كوارث”.

 

وكانت قائمقام المتن مارلين حداد لفتت، في مداخلة إذاعية إلى أن الحرائق لامست بعض منازل المنطقة ولكن سيارات الدفاع المدني موجودة لحمايتها” مطمئنة إلى أن “الحريق الذي بدأ في أحراج القرنة الحمرا تمت السيطرة عليه والدفاع المدني الموجود في المنطقة يخمد الحرائق حول المنازل”.

 

إدي معلوف: بدوره،عاين النائب ادي معلوف الحرائق في مزرعة يشوع وقرنة الحمراء وزكريت في قضاء المتن الشمالي، وجال منذ الفجر لاستطلاع الوضع حيث أمّن التواصل بين عناصر الدفاع المدني وغرفة عمليات القوات الجوية التي شاركت بفعالية في اخماد الحرائق.

 

كسروان وجبيل: وكما في المتن، كذلك في كسروان وجبيل، حيث اندلع حريق في المدينة الصناعية في ذوق مصبح، وعملت فرق الدفاع المدني وصلت الى المكان وباشرت باطفائه.

 

وفي كسروان أيضا، تحدثت معلومات صحافية عن أن بلدية جونية دعت المواطنين إلى لتبليغ عن بداية نشوب أي حريق في أحراج حريصا والأحراج المجاورة.

 

أما في قضاء جبيل، فسجل حريق شب في بلدة جدايل وعمل عناصر الدفاع المدني في مركز جبيل على اخماده .

 

القائمقام: ولمواكبة الحرائق، أجرت قائمقام جبيل نتالي مرعي الخوري اتصالات مع محافظ جبل لبنان محمد مكاوي والدفاع المدني والجيش اللبناني ورئيس بلدية جدايل بطرس بولس للمساعدة على اطفاء الحريق الذي اندلع في البلدة والقريب من المنازل، ووجهت الخوري بناء على تعميم محافظ جبل لبنان كتابا إلى رؤساء البلديات والمخاتير تطلب فيه ابلاغها عن اي حريق يحصل في نطاق بلداتهم ، وطالبت بتكثيف الدوريات ومراقبة مراكز التنزه ومنع اضرام النيران لأي سبب .

 

واشارت الى ان رئيس مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان جان جبران وضع كل محطات المياه والخزانات الموجودة في القضاء في تصرف فرق الاطفاء.

 

صور: واندلعت سلسلة حرائق في قضاء صور – في محيط بلدات جويا وصريفا والمنصوري والشهابية وقانا وبافليه ومعركة ويانوح وعملت فرق الدفاع المدني بالتعاون مع فرق الدفاع في كشافة الرسالة الإسلامية والفرق التابعة للبلديات على إخمادها والسيطرة عليها.

وأتت النيران على مساحات من الاشجار الحرجية وأشجار الزيتون والأعشاب.

 

النبطية: وفي قضاء النبطية، شب قبل ظهر اليوم، حريق في الأعشاب والأشجار، على طريق عام عدشيت – كفردجال – شوكين، وعملت فرق من الدفاع المدني في مركزي كفرصير والنبطية على محاصرتها وإخمادها.

 

جزين: وجنوبا أيضا، عملت طوافة تابعة للجيش على اخماد حريق اندلع في  دير المخلص باخذ المياه من بركة انان في منطقة جزين.

 

 عكار: وفي عكار، إندلع حريق في أراضي بلدة خربة داوود العكارية قرب المنازل والتهم مساحة من الأعشاب اليابسة وأشجار السنديان، وقد تمكن عناصر ومتطوعو الدفاع المدني في مركز البيرة من تطويق الحريق وإخماده قبل وصوله الى المنازل والى الأراضي المجاورة. وقد واكب ميدانيا على الأرض رئيس بلدية خربة داوود سعد الدين سعد الدين بمؤازرة من شرطة البلدية، شاكرا “عناصر ومتطوعي الدفاع المدني الذين لبوا النداء فورا”.

 

وشب  حريق في بلدة خربة شار العكارية وإلتهم مساحة من الأعشاب اليابسة وأشجار السنديان وقد تمكن عناصر ومتطوعو الدفاع المدني في مركز القبيات من تطويق الحريق وإخماده ومن ثم عملوا على تبريد رقعة الحريق خوفا من إشتعاله مجددا بسبب الهواء.

 

وشمالا أيضا، اندلع حريق ضخم في حرج في زغرتا. وفي السياق، أكد رئيس مركز الدفاع المدني في زغرتا انطوان معوض للـLBCI  أن “الحريق مفتعل لأن الوصول الى مكان اندلاعه شبه مستحيل”، مطمئنا إلى “أننا وسيطرنا على الحريق بنسبة 90 في المئة ونحن في مرحلة تبريد الأرض باستثناء بعض الخلايا الصغيرة التي لا تزال مشتعلة”، مبديا تخوفه من تجدد اشتعال النيران بفعل سرعة الرياح”.

 

 

إقرأ ايضاً: حرائق الشوف تتوسع وتقترب من المنازل والأهالي

 

 

بيان الجيش: وعن حصيلة هذا النهار اللاهب، أعلنت قيادة الجيش – مديرية التوجيه، في بيان، أن “نتيجة الحرائق الكبيرة التي اندلعت في خراج البلدات التالية: جعيتا، القرنة الحمرا، بنشعي، مزيارة، المشرف والدبية – الشوف، قامت وحدات من الجيش بمؤازرة أربع طوافات تابعة للقوات الجوية ومساعدة طائرتين متخصصتين بإطفاء الحرائق استُقدمتا من قبرص، وبالاشتراك مع عناصر من الدفاع المدني بمحاصرة هذه الحرائق ولا تزال تعمل على إخمادها، على الرغم من وجود بعض العوائق من دخان كثيف وخطوط التوتر العالي التي تمنع في بعض الأحيان التدخل السريع والفاعل.  وقد وضعت قيادة الجيش عدداً من الطوافات في حالة جهوزية تامة في القواعد العسكرية كافة للتدخل عند حصول أي تطور في مختلف المناطق اللبنانية”.

 

الصليب الأحمر:  بدوره، أعلن الصليب الأحمر اللبناني في بيان أن “إثر الحرائق التي إندلعت في خراج عدد من المناطق وأتت على مساحات واسعة من الأشجار الحرجية المتنوعة ولامست المنازل في عدد منها، وضع الصليب الأحمر اللبناني فرقه في حال من الإستنفار وأقام مستشفى ميدانيا أمام مركزه في الدامور.

 

وتمكنت فرق الصليب الأحمر اللبناني منذ ما بعد منتصف ليل أمس الإثنين 14 تشرين الأول وحتى صباح اليوم الثلاثاء 15 تشرين الأول من تقديم الإسعافات الأولية في المستشفى الميداني وفي عدد من المناطق ونقل حالات أخرى إلى المستشفيات وفق ما يأتي:  إسعافات أولية في المستشفى الميداني في الدامور: 72  حالة صحية

 

إسعافات أولية في المكان: 4  حالات في منطقة المشرف، 6 حالات في منطقة الناعمة، 4 حالات في منطقة الدبية، حالتان في منطقة زكريت في قضاء المتن

 

المجموع : 88

 

إسعافات أولية ونقل حالات صحية إلى المستشفيات: 8  حالات إلى مستشفى الحاج في الجية، حالة واحدة إلى مستشفى  لبيب أبو ظهر في صيدا، حالتان إلى مستشفى السان شارل في الحازمية،7 حالات إلى مستشفى سرحال في الرابية. المجموع: 18 ومعظم هذه الحالات الصحية كانت تعاني من ضيق في التنفس وإختناق وإغماء وحروق طفيفة. ولا تزال فرق الصليب الأحمر اللبناني على جاهزيتها وإستنفارها لتقديم الخدمات الإنسانية عند الحاجة.

 

ويتم تلقي النداءات على خط الطوارئ المجاني ” 140.

 

الضحية الأولى: وفي اليوم الثاني من  هذه النكبة البيئية، سقطت الضحية الأولى للنخوة، حيث استشهد الشاب سليم أبو مجاهد إثر نوبة قلبية ألمت به بعدما كان قد ساعد في إطفاء الحرائق في بتاتر، وعلى الفور تم نقله إلى سان مستشفى سان شارل.

 

إشارة إلى أن المواطن أبو مجاهد كان قد خضع لعملية تركيب دعامة في القلب. 

 

وتعليقا على الحادثة، غرد رئيس الحزب “التقدمي الإشتراكي” وليد جنبلاط عبر “تويتر”، قائلاً: “تحية اجلال واكبار لشهيد الواجب شهيد الدفاع المدني سليم ابو مجاهد والتحية لجميع المتطوعين والمواطنين وعناصر الجيش الذين يواجهون النيران في اقسى الظروف وشكرا لقبرص على تضامنها مع لبنان”.

 

المصدر: المركزية

Leave a Reply