ريتا أبو شقرا ونور نصر: أصغر معلمتين تطلقان مشروعهما الخاص في الشوف

نعرفوا على أصغر معلمتين في الشوف تطلقان مشروعهما الخاص رينا أبو شقرا ونور نصر.

بشوفك – فرح الحسنية

 

هما صديقتان جمعهما القدر وشغف التعليم والأسلوب الفريد في توصيل المعلومة، فكان اللقاء في أحد المعاهد لتعليم الدروس الخصوصية، حتى أصبحتا اليوم صاحبتَيْ مشروعهما الخاص في الشوف.

 

هما ريتا أبو شقرا (25 عامًا) أستاذة في مادة الكيمياء حائزة على شهادة الماجستير في الـAnalytics Chemistry من كلية العلوم، ونور نصر زهر الدين (22 عامًا) أستاذة في مادتي اللغة العربية والرياضيات حائزة على إجازة في تعليم اللغة العربية والرياضيات للمرحلة الابتدائية من كلية التربية.

لقد قررت ريتا ونور فتح مشروعهما الخاص: معهد لتعليم الدروس الخصوصية، وذلك بعد نجاحهما في مجال التعليم، وإعتمادهما أسلوبًا خاصًا ومميزًا كان له أثره النفسيّ الإيجابيّ لدى التلميذ وقد ترجم ذلك من خلال تقدّم المتعلمين في التحصيل الدراسي.

 

جرأة ريتا ونور وثقتهما أكبر من عمرهما العشيريني، دون أن تتخطيا حدود المسؤولية والحذر.

 

هي الخطوة المدروسة بحكمة من معلمتين صاحبتي كفاية، تفتخران بأنّهما خرّيجتا الجامعة الوطنية والمدرسة الرسميّة، وهذا يؤكد قدرة المؤسسات التعليمية الرسميّة في لبنان على تخريج نخبة المجتمع.

 

هي المبادرة المطلوبة من العنصر الشبابي لفتح المشاريع الخاصة، والمبادرة الشجاعة من المرأة لتكون هي صاحبة مشروعها الخاص والمستقل، إذْ يُعتبر معهد “Complete Academic Education” الأول أو من أوائل المعاهد في الشوف بإدارة معلمتين شابتين، وتؤكد ريتا ونور أن الهدف الأسمى من هذا المشروع هو مساعدة التلاميذ في المنطقة وتخفيف أعباء الدرس عنهم وعن الأهل.

 

ويبقى هنا دور أهل الشوف في دعم وتشجيع هذا المشروع الذي يستحق الإضاءة عليه والتعرف أكثر على صاحبتيه من خلال هذه المقابلة التي أجراها موقع “بشوفك” مع ريتا أبو شقرا ونور نصر زهر الدين:

 

مخيّم صيفي يشجع على الرياضة والبيئة والسياحة الداخلية

بالإضافة إلى المعهد الذي سيفتتح أبوابه بداية العام الدراسي 2019-2020، تنظّم ريتا ونور مخيّمًا صيفيًا للأطفال له أهداف مختلفة عن باقي المخيمات، إذ تجمع بين الترفيه والتثقيف والتوعية على السياحة البيئية والداخلية، ويحصل الأهل في نهايته على تقارير مفصّلة عن أولادهم.

 

 

يفتتح المخيم أبوابه من 15 تموز لغاية 9 أب، من الأثنين إلى الجمعة، من الساعة 9 صباحًا حتى الساعة 3، باستثناء الأيام التي تتضمن رحلات خارج الشوف.

 

ويستقبل المخيّم الأعمار ابتداءً من الخامسة حتى السادسة عشرة، فيما النقل مؤمن من بقعاتا والمناطق المجاورة.

 

 

للتواصل مع ريتا ونور على الأرقام التالية:

81/093818 أو 81/093819

 

 

ما هي النشاطات التي يتضمنها؟

يتضمن ألعابًا ترفيهية تثقيفية، حصص فنون، رحلات إلى المسابح ومدينة الملاهي والسينما، ألعاب رياضية، حيث سيتم تشكيل فرق من المشاركين، غايتها الإستمرار حتى بعد إنتهاء المخيم.

 

 

وفي لفتة مميزة من قبل المنظمين ستتم زيارة المحميات الطبيعية أسبوعيًّا للتعرّف على أنواع النباتات والحيوانات وتمضية أوقات ممتعة في الطبيعة كرياضة المشي (Hiking) وممارسة ألعاب التحدّي، بالإضافة إلى زيارة الأثارات في الشوف بمبادرة للتشجيع على السياحة الداخلية.

 

 

وأشارت ريتا ونور إلى إن الزيارات إلى الأماكن الطبيعية والسياحية هو مفيد جدًا لتعزيز الشق النظري بالشق التطبيقي، حيث يستطيع التلميذ رؤية ما تعلمه فورًا على الأرض.

 

 

حفل تكريمي وتقارير مفصّلة عن التلاميذ في نهاية المخيم

 

وينتهي المخيم بإقامة حفل تكريمي للطلاب حيث سيوزع على الأهالي تقارير تقييمية عن أداء كل تلميذ وعن شخصيته، بالإضافة إلى فيديو مصوّر عن كل النشاطات التي شارك فيها ضمن نشاطات المخيم.

 

من هم أعضاء فريق العمل؟

وعن فريق العمل، أكدت ريتا ونور أنّ كل ستة تلاميذ ستشرف عليهم  معلمة.

 

ما هو معهد “CAE”؟

أما عن معهد “Complete Academic Education” “CAE” الذي سيفتتح بداية العام الدراسي المقبل، حاصل على علم وخبر من دائرة التعليم المهني، موجود في بقعاتا حيث إختارت له مؤسستاه ريتا أبوشقرا ونور نصر مكانًا بعيدًا عن الضجة والزحام، أما صفوفه فتبدأ من الثالث إبتدائي حتّى صف الشهادة الثانوية.

 

طريقة عمل ممنهجة ومنظمة تركز على راحة التلاميذ والتواصل مع الأهل

وتقول الأستاذتان: “نحن نعمل بموجب خطة عمل وضعناها للمعهد وسنلتزم بها وليس بطريقة عشوائية، كما سنعمل على ضبط النظام من بداية العام الدراسي حتى نهايته”.

 

وعن منهجية العمل أوضحت ريتا ونور أنهما ستعملان على تبسيط المعلومات للتلميذ، وإعتماد أسلوب التعليم الحديث وهو التفاعلي والتشاركي خلال وقت الدرس، وتقوية نقاط الضعف عند التلميذ وتشجيعه.

 

لوجستيًا، حرصت الأستاذتان على تأمين كل ما يحتاجه التلميذ ليكون مرتاحًا في الدرس، مثل التدفئة، والإضاءة المريحة وإعتماد معايير السلامة العامة، حتى أن النقل مؤمن لضمان وصول التلميذ إلى المعهد وإلى منزله.

 

 

وتقول ريتا ونور: “هدفنا أن نؤمن للتلميذ مكانًا مريحًا للدرس، وأن يشعر بأنه في منزله”.

 

 

وركزتا على أهمية التواصل مع الأهل، حيث سيتم إشراكهم في تطورات وضع أولادهم، عن طريق التقارير الموضحة والإتصال المباشر بهم.

 

 

 

 

 

ما هي مشكلة المدارس ومعاهد تعليم الدروس الخصوصية؟

 

نور نقول: “المشكلة هي أن المدارس تركّز أكثر على المتفوقين وأحيانًا كثيرة تهمل باقي التلاميذ، ولهذا نلاحظ أن أغلب التلاميذ يفشلون في المدرسة فيما يتفوقون في المعاهد (After School)، وهنا يكمن دور معلمة المعهد في تشجيع التلميذ ودفعه”.

 

كما أكدت أن المعاهد لم تعد فقط للتلميذ الضعيف في المدرسة، بل لمساعدة الأهل على إنجاز دروس أولادهم خصوصًا في ظل إنشغلاتهم هذه الأيام، حسب تعبير نور.

 

 

ماذا عن الهيئة التعليمية؟

أما عن الهيئة التعليمية، فتؤكد ريتا ونور على إختيار المعلمين والمعلمات الأكفياء الذين يعملون بحس تشاركي بما يصبّ في مصلحة المعهد والتلاميذ، وأشارتا إلى أنهما تحرصان على إختيار الطاقم التعليمي من الجامعة اللبنانية لتشجيع خريجي الجامعة الوطنية وإيمانًا منهما بكفاياتهم العالية.

 

كيف سيثق الأهل بهذا المشروع؟

تقول نور: “صحيح أننا ما زلنا في عمر صغير لكننا نواكب أي تطور في المجال التربوي والتعليمي، وأساس عملنا هو أن نحتضن التلميذ”.

 

أما ريتا فتقول: “نحن نثق بأنفسنا وبعملنا وهذا ما يشجعنا على الإقدام على هذه الخطوة وتضيف: كل صاحب فكرة يجب أن لا يخبئها بل أن يتشجع ويقوم بها”، وتؤكد: “ثقة الناس ستزيد مع الوقت حتى لو كانت قليلة في البداية”.

 

ما هو الهدف من هذا المشروع؟

وعن الهدف: “تقول ريتا نريد أن يكون لنا مساهمة في تطوير مجتمعنا، ونقف إلى جانب التلاميذ، ونجعله يشعر بأن المعلمة ليست شخصًا قاسيًا، ومحاولة تبسيط المعلومة له، كما أنه من الجميل أن يكون للشخص مشروعه الخاص ومصدر رزقه حتى لو كان في عمر صغير”.

 

أما نور فتقول: “هدفنا أن يأخذ كل تلميذ حقه، سنعمل على تقوية التلميذ الضعيف في المدرسة”

 

من هي الجهات الداعمة لهذا المشروع؟ وما هو دور المرأة في إنجاحه؟

 

تقول ريتا إن أول مشجع لهما هو نتائج تلاميذهما، بالإضافة إلى الأهل والمقربين.

 

أما نور فتحدثت عن المرأة المتزوجة وإنخراطها في مجال العمل فقالت: زوجي كان الداعم الأكبر لي لتأسيس مشروعي الخاص، وأشكره وأوجه رسالة إلى كل رجل لتشجيع زوجته على الإنخراط في سوق العمل وتحقيق ذاتها ويساندها، لأن المرأة القوية يمكنها بدورها مساندة عائلتها وزوجها في الحياة وتربية الأطفال والأجيال” وأكدت أن المرأة يمكنها التوفيق بين المنزل والعمل الخاص، بالتعاون مع الزوج.

 

أما ريتا فتقول: “المرأة قوية تتمكن من مساندة زوجها وأولادها”، وأكدت: المرأة يمكنها أن تقدم شيئًا لمجتمعها”.

 

رسالة من نور وريتا إلى الأهل

سجلوا أولادكم في معهد “Complete Academic Education” حيث الإدارة تحترم النظام وهدفها نجاح التلميذ أولًا، وسنكون نحن والأهل والمدرسة يدًا واحدة لمصلحة التلميذ”.

 

وتضيف ريتا: “حتى لو كان مشروعًا جديدًا فنحن نستحق أن نأخذ فرصتنا” موجهة رسالتها إلى الأهل: “لن تندموا”.

 

 

 

 

شهادة حيّة

 

وفي إتصال أجراه موقع “بشوفك” مع إحدى تلميذات ريتا ونور الطالبة جنى زهر الدين (17 عامًا) قالت: “إن ريتا ونور من أشطر المعلمات”، متحدثة عن مادة اللّغة العربية الّتي كانت تجد صعوبة في درسها، وأوضحت: “كنت أعاني صعوبة في إعراب الكلمات ولاحظت الفرق والتقدّم بعد أن تعلمت مع الأستاذة نور”، وأشارت إلى أنها أصبحت تحب المادة وتعرف كيف تدرسها.

 

أما عن مادة الكيمياء فقالت جنى أن الساعات الإضافية التي تلقتها مع الأستاذة ريتا وأسلوبها في التعليم قوّاها كثيرًا في المادة، وأصبحت تجدها مادة سهلة.

 

وأثنت زهر الدين على الهدوء الموجود في صف الأستاذتين، وفي الوقت نفسه يشعر التلميذ بأن المعلمة قريبة منه، وأسلوبها يقرّبه من المادة.

 

ومن تجربتها وجّهت جنى رسالة إلى التلاميذ فقالت: “الـ After School ليست للتلاميذ ذوي القدرات المحدودة فحسب، وإنّما هي المكان حيث يتطور التلميذ في المواد التي يشعر نفسه بأنه غير متمكن منها، وليس بالضرورة أن يأتي إلى المعهد بشكل يومي”.

 

وفي رسالة للأهل، قالت جنى: “الأهل يهمهم النظام والإنضباط، فاطمئنوا في معهد CAE لن تواجهوا مشاكل ولا الفوضى”.

 

Leave a Reply