مبادرة لـ 3 أخوة تتحول إلى عمل طلابي زراعي تطوعي كبير يستهدف كل المناطق اللبنانية

4440-552841539

كتبت سوزان أبو سعيد ضو في موقع زوايا ميديا:

 

في ظل أزمة إقتصادية خانقة، أصابت كافة طبقات المجتمع اللبناني، كان الخيار للبعض الهجرة والبحث عن الأمان والأمن الإقتصادي والمجتمعي خارج لبنان، بالمقابل، آثر البعض الآخر قبول التحدي، والمواجهة، والإندفاع لإيجاد حلول ناجعة وتنموية للضائقة الإقتصادية، عبر مبادرات فردية نوعية مجتمعية متكاملة، لتمكين الأسر والعائلات اقتصاديا، والمحافظة على كرامتها الإنسانية، عبر الإنتاجية الفردية والمجتمعية، دون الحاجة لطلب المساعدة.

 

ومن هذه المبادرات “غرسة خير”، وهي مبادرة لثلاثة أخوة، آمن بها أكثر من 70 مواطن بين طلاب واختصاصيين ومزارعين وسيدات مجتمع بهدف دعم فئات المجتمع المختلفة، عبر زراعة منتجات مؤصلة تبرع ببذورها مزارعون متمرسون، وانضم اليهم أصحاب اختصاص للتخطيط للمشروع بصورة شاملة، بهدف الحصول على اكتفاء ذاتي للعائلات، واستكملت عناصر المشروع بتبرعات خيرة من مغتربين والذي يلاقي أصداء إيجابية في منطقة الجبل، من الشوف والمتن وقضاء بعبدا وعاليه.

 

وفقًا لما أوضحه اسكندر عماد، وهو مختص بالإقتصاد وحاصل على درجة الماجستير في الإدارة والتسويق، وأحد الأخوة الثلاثة فراس وأدونيس، وقال لموقعنا “زوايا ميديا”: بدأت الفكرة بتاريخ 10 آذار (مارس)، “قررت مع أخوي أدونيس الحاصل ماجستير في التأهيل وتنظيم المجال الجغرافي، وفراس وهو خبير زراعي لأكثر من عشر سنوات إيجاد حل جذري ومتكامل، وبدلا من المساعدات الروتينية عبر السلال الغذائية وخلافها، وفي ظل غياب كامل من المعنيين ومختلف قطاعات المجتمع للإنتاج الزراعي.

 

أضاف، بدأنا هذه المبادرة وهي سلة من غراس الخير وبهدف خيري وإنساني، بإنتاج سلة غراس، تمكّن الأسر من الإكتفاء الغذائي من زراعات تقليدية، وبالوقت نفسه، تؤمن مجال عمل لربات المنازل، والإستفادة من خبرة المزارعين المتمرسين والمسنين منهم، ليشعروا بالقدرة على الإنتاجية، عبر الحصول على بذور مؤصلة منهم، وإعطائهم حافزا للإنخراط بالعمل الإجتماعي التنموي، والقيام بتوجيه المزارعين وتسويق الإنتاج بحيث يتم التكافل الإجتماعي وتأمين الدخل المناسب للأسر المتعففة والمحتاجة، والمحافظة على كرامتها الإنسانية في الوقت نفسه” وأضاف: “زاد من إصرارنا التقرير الصادر من جامعة AUB بالتعاون مع وزارة الإقتصاد حول مؤشر الفتوش بأنه أصبح يكلف 82 بالمئة من الحد الأدنى للأجور، أو 555 ألف ليرة شهريا”.

 

وأشار عماد إلى أن “الفكرة تختصر بالمقولة (أعط الصياد صنارة ولا تعطه سمكة كل يوم)، وقد لاقت الفكرة قبولا من الكثيرين، فقد فتح العديد بيوتهم ومحالهم ومراكز عملهم لاستقبال سلال الخير، وتوزيعها، وتسويق الفكرة عبر معارفهم ووسائل التواصل الإجتماعي، وتطوع معنا طلاب ومهندسين زراعيين وغيرهم، بهدف التوعية والتثقيف والمتابعة بعد الزراعة، وتمكننا من توزيع الدفعة الأولى وهي عبارة عن 3200 سلة، وكل سلة تحتوي خمس شتول من البندورة، 5 من الخيار، 5 من المقتي (القثاء)، 5 من الكوسا، 5 من الباذنجان، إضافةً الى 5 غرامات من كل البقول التالية: بقدونس، روكا، فجل، سلق، فرفحين، وجميعها من بذور مؤصلة من مزارعين متمرسين بالزراعة، ومعها منشور زراعي وملف pdf يرسل عبر الواتساب كإرشادات زراعية، مرفق بأرقام أشخاص من المسنين يعانون من العزلة بسبب كورونا، والخبراء في هذا المجال للمساهمة في دمجهم في المجتمع، وبسعر رمزي هو 10 آلاف ليرة”.

 

 مضيفًا عماد: “كما وأمكننا زراعة كميات من الشتول من أنواع مختلفة من البذار المؤصلة، وإعطائها للمزارعين الذين لديهم حيازات زراعية صغيرة ومتوسطة، وبأسعار مدعومة وبالمقابل قيامهم بالتبرع بجزء من محاصيلها وعلى نية الخير، ليتم تصنيعها لدى ربات المنازل وتحقيق دخل يحقق لهن الإستقلال المادي والإكتفاء الذاتي والنفسي، وتثبيت المواطنين في قراهم ولبنان”.

 

ولفت عماد إلى “مشاركة حوالي 13 من النساء في تحضير السلال مقابل مبلغ من المال كبديل لعملهن، ما حقق لهن نوعا من الشعور بالإستقلالية المادية والرضا النفسي، بدلا من تقبل الهبات، كما وشارك الطلاب والمواطنين المتطوعين في توزيع الغراس عبر وضعها في مراكز موزعة في المناطق التي شملها المشروع، وهي أكثر من 100 قرية في أقضية  الشوف، عاليه وبعبدا”.

 

وتابع عماد: “ستوظف عائدات السلة لاحقاً كخطة دعم مستمرة للمزارعين كتأمين المبيدات والأسمدة العضوية ودعم المحاصيل الزراعية وفقا للرزنامة الزراعية ودعم مواسم المونة البيتية، والنهوض بالمشروع ليشمل أكبر شريحة من المواطنين، علما أن المرحلة الأولى من توزيع الشتول من 21 نيسان (أبريل) وحتى 26 منه، والمرحلة الثانية والثالثة وكل منها 3200 سلة ستبدأ بين 5 و20 أيار (مايو)”.

 

وشكر عماد “جميع من ساهم بهذه المبادرة، من مزارعين قدموا مساعدات عينية على شكل بذور مؤصلة، خصوصا لعدم تمكنهم من زراعتها بسبب الأزمة الإقتصادية، بسبب غلاء مستلزمات الزراعة من مبيدات وأسمدة وخلافها، ما كان من الممكن أن يشكل نقصا في إنتاجية المنطقة، وللأشخاص الذين حولوا منازلهم ومحالهم كمراكز لاستقبال السلال من قبل المواطنين، وللموظفين الذين ساهموا باستقطاع جزء من وقتهم للمساهمة في هذه المبادرة، وللطلاب الذين على الرغم من دراستهم المزدحمة عبر (الأونلاين) عبر التطوع وتلقي الطلبات الهائلة، فضلا عن استقبال وتوزيع السلال ونشر الفكرة عبر معارفهم ووسائل التواصل، والشكر للخيرين من المغتربين في الخارج الذي ساهموا وسيساهمون بهباتهم في إيصال المشروع لأكبر عدد ممكن من المواطنين، ويساعدون أهلهم في الوطن في هذه الأوقات العصيبة”

Leave a Reply