صدفة غير متوقعة توثّق طائرًا يعبر للمرة الأولى فوق لبنان

4844-2096176122

صدفة غير متوقعة توثّق طائرًا يعبر للمرة الأولى فوق لبنان

شهدت الأشهر السابقة مشاهدات أولى لطيور عدة خلال الهجرة السنوية في فصلي الربيع والخريف عبر لبنان، ما مكن الناشط البيئي وخبير الطيور الدكتور ميشال صوان من توثيقها، وكان آخرها التوثيق الأول لزوج من طيور الخرشنة القزوينية (من فصيلة النورسيات) واسمه Caspian Tern أما اسمه العلمي Sterna caspia من قزوين عبر البحر الأبيض المتوسط، وصولا إلى الشواطئ اللبنانية فأفريقيا، ويعتبر هذا الاكتشاف الثالث لصوان في هذا المجال، وخلال الأشهر التسعة لهذا العام بعد طائر الابلق أبو قلنسوة  Hooded wheatearواسمه العلمي Oenanthe monacha وطائر النورس العجمي White-eye gull  واسمه العلمي Ichthyaetus leucophthalmus.

يشار الى أن طائر الخرشنة القزوينية، هو من الطيور المستوطنة في بحر قزوين Caspian Sea، وهي المرة الأولى التي  يسجل تواجده في لبنان، وفق تأكيد خبير الطيور الدكتور غسان جرادي، فضلا عن الأكاديمين والباحثين المتابعين لحركة ومسار الطيور المهاجرة، وذلك بعد معاينتهم الصور الموثقة من قبل صوان، وهو طائر معروف أيضا باسم خطاف بحر قزوين، ويعد من أكبر طيور الخرشنة .

وكتب صوان على مجموعة Birds of Lebanon، “في بعض الأحيان نحصل على أكثر مما نطلب، لقد كان يومًا لطيفًا لمراقبة الطيور، في نهايته، شعرت بخيبة أمل كبيرة لعدم العثور على الطائر الذي أردت رؤيته، ولكن بعد ذلك ، ظهرت الهدية في السماء، رأيت طائرين من خرشنة قزوين قادمة نحونا، ولا يمكنني أن أنسى كيف صرخت لصديقي جمال زكي ساعاتي: ابق منخفضًا! ابق هادئا! هناك طائر جديد قادم! لم أكن أعرف أنه كان أول مشاهدة! وانتظرنا التأكيد من الدكتور غسان جرادي بهدف إضافة طائر جديد إلى قائمة المشاهدات الأولى في لبنان، وهو الرقم القياسي الخامس لي ، والثالث في 9 أشهر!”، وختم: “ملاحظة، طار الطائر مسرعا وعائداً إلى البحر لأنه سمع نقرات طلقاتنا (الكاميرات)”.

ولفت صوان الى أن “توثيق ظهور هذا الطائر الجميل والنادر وعبوره فوق لبنان كان صدفة غير متوقعة، بينما كان صديقي المصور المحترف جمال ساعاتي في رحلة تصوير للطيور البحرية في إحدى المناطق الشاطئية الشمالية (نتحفظ عن ذكر المنطقة لحماية الطيور)، حينها لفت انتباهنا طائرين هما اقرب بحركة طيرانهما الى خفقان النوارس”، موضحا أن: “هناك اختلافات واضحة بهيكل الجسم ولون الريش والمنقار، وبعد الإنتهاء من تصوير الطائرين العابرين فوق الشاطئ، والتدقيق عن كثب بالتفاصيل المميزة لهما، وخصوصا المنقار الأحمر والصوت المميز، وأقدامه السوداء من الاسفل، واللون الداكن للريش فوق الرأس وتحت الأجنحة، ما جعلنا نتوقع أنهما من نوع الخرشنة القزوينية النادرة التي لم يسجل عبورها على الشواطئ اللبنانية، وهو ما أكده الدكتور غسان جرادي”.

وقال صوان: “ربما ساهمت الرياح الغربية القوية للغاية في الفترة الماضية في تغيير مسار هذه الطيور نحو الشواطئ، وقد تكون قد عبرت قبل اليوم، ولكن لم يتم توثيق عبورها قبل هذه المرة”، وعند سؤاله عن إمكانية تسبب تغير المناخ في قدوم هذه الطيور أو غيرها في المستقبل، أجاب صوان: “هذا الطائر يتواجد في المناخ البارد، وقد برد الطقس قليلا بالأمس ولكن هذا لا يعني أن تغير المناخ تسبب بوجوده، فهذا الأمر يحتاج للمزيد من المتابعة والأبحاث، التي لا توجد حاليا في لبنان، ولا يوجد تمويل لها من قبل الجهات المانحة، وإن كنا نتمنى أن نتابع هذه الملاحظات، ونتفرغ لملاحقة هذه الطيور بصورة علمية متواصلة، أي مثلما يحصل في أوروبا، ولكن على كل الأحوال، فهذا الطائر يهاجر نحو أفريقيا، وهذا الطائر يختلف من ناحية أخرى عن المشاهدات القياسية الأخرى أنه آت من بلاد باردة، بينما الطيور الأخرى من بلاد حارة، وهذا الطائر الأكبر في فصيلته ويهاجر عبر البحر الأبيض المتوسط دون المرور بالشواطئ وصولا إلى أفريقيا”، وعند سؤاله عن دلالات إضافية عن هذه المشاهدة وإن كنا سنشاهد هذا الطائر مرة أخرى، وإن كان دليلا على طقس بارد متوقع في لبنان، أجاب صوان: “لا دلالات معروفة، فدلائل الطيور الأخرى أنها طيور صحراوية، أما هذا الطائر فآت من طقس بارد للغاية، ومن الصعب الجزم بأي أمر، سواء سبب مشاهدته وعلاقة هذا بالطقس أو إن كنا سنشاهده مرة أخرى، وهو ليس من إختصاصي، ولا أستطيع تأكيد أو نفي أو حتى الجزم بأي شيء”.

وأشار صوان الى أن “مسار هذا الطائر يمر من بحر قزوين وبين الشاطئ واليابسة وفوق مجاري الأنهر والمياه العذبة. وهو يمضي فصل الشتاء في افريقيا من موطنه في أوروبا عبر البحر المتوسط، وقد لعبت الصدفة دورا، وكان أن تم تصوير وارشفة عبوره فوق لبنان للمرة الاولى”.

وعن الخطوة القادمة قال صوان، “ستكون بالتنسيق مع الدكتور جرادي لكتابة نشرة علمية كمرجع، بحيث توثق هذه المشاهدة وتسجل للبنان في قائمة الطيور العابرة والمهاجرة وبصورة عالمية”.

 

المصدر: زوايا ميديا

Leave a Reply