” مواطنون اقتحموا مستشفى لعلاج المصابين بكورونا فوجدوه فارغاً”
كتبت هالة حمصي على موقع جريدة النهار مقال بعنوان: “اقتحموا مستشفى لعلاج المصابين بكورونا فوجدوه فارغاً”؟ إليكم الحقيقة FactCheck”
“هذا الفيديو من البرازيل”، وفقاً للمزاعم. وفي الادعاء المرفق به، هذا “مستشفى اقتحمه بعض المواطنين، إضافة إلى أحد النواب، لمعرفة حقيقة وجود 5 الآف مريض مصابين بفيروس كورونا فيه. فوجدوه فارغا، ولا صحة لما يتم تصويره في الإعلام”. غير أن هذه المزاعم خاطئة.
صحيح أن الفيديو “من البرازيل”، لكنه يظهر جولة تفقدية في موقع مستشفى ميداني لعلاج مصابين بفيروس كورونا المستجد، خلال انجاز الأعمال فيه قبل افتتاحه. FactCheck#
“النّهار” دقّقت من أجلكم الوقائع:
مدة الفيديو نحو 2,19 دقيقتين. وتتخلله مشاهد في موقع كُتِب عند مدخله، على ما يبدو: Hospital De Campanha São Gonçalo، أي مستشفى ساو غونسالو الميداني. رجال عند الباب. قرع عليه، لتنفتح البوابة ويدخل الرجال… وتجول الكاميرا في الأرجاء. منذ ايام عدة، تكثف تناقل المقطع على مختلف منصات التواصل الاجتماعي، في الفيسبوك (هنا، هنا، هنا…)، تويتر (هنا، هنا، هنا…)، وايضا عبر الواتساب.
وقد أرفق بالمزاعم الآتية (من دون تدخل): “هذا الفيديو من البرازيل. مستشفى معروف لديهم تم إقتحامه من قبل بعض المواطنين بالإضافة إلى أحد النواب، من أجل معرفة حقيقة وجود عدد 5 الآف مريض مصاب بفيروس كورونا، وأعداد الوفيات خلال يومين وصلت إلى أكثر من 200 شخص! فوجدوه فارغ ولا يوجد ما يتم تصويره للإعلام!!”.
التدقيق:
-بحثا عن المقطع في الانترنت، باستخدام كلمات مفاتيح بالبرتغالية، مثل Hospital De Campanha São Gonçalo، امكن العثور عليه، ضمن فيديو أطول منشور في حساب في يوتيوب (هنا)، في 28 ايار 2020، وفي حسابات أخرى (هنا، هنا) في 30 منه.
-مزيد من البحث يقود الى الموقع الإخباري البرازيلي Extra Globo (هنا)، الذي نشر الفيديو ضمن تقرير اخباري في 27 ايار 2020، بعنوان: Fiscalização de deputados no hospital de campanha de São Gonçalo é marcada por confusão اي تفتيش نواب لمستشفى ساو غونسالو الميداني اتسم بالارتباك.
وفي التفاصيل، كما أوردها الموقع، “وصل النائب فيليب بوبل Filippe Poubel، برفقة حراس أمن مسلحين، إلى مستشفى ساو غونسالو الميداني لتفقد أعمال البناء فيه، والذي كان من المقرر أن يتم تسليمه ليل الثلثاء (26 أيار 2020). وخلال الزيارة، حصل جدل بين حراس الأمن وفريق من إياباس Iabas، الشركة المسؤولة عن بناء المستشفى”.
ونقل عن مسؤولين في إياباس إن رجال الأمن المرافقين لبوبل “هددوهم بالأسلحة، واقتحموا الموقع”.
-في واقع الأمر، نشر النائب بوبل الفيديو الكامل، ومدته 54,55 دقيقة (وضمنها المقطع المتناقل)، لتفقده المستشفى في نقل مباشر عبر صفحته في الفيسبوك في 27 أيار 2020 (هنا)، وأرفقه بالتعليق الآتي: “نحن في بث مباشر الآن، لتفتيش مستشفى ساو غونسالو الميداني”.
خلال “الارتباك” الذي شهده الموقع خلال “الغزوة” النيابية تلك، وصف بوبل المستشفى بأنه عبارة عن “سيرك”، “فيه عشرة أجهزة للتنفس الاصطناعي فحسب، وليس لديه شبكة للصرف الصحي، ولا معدات حماية شخصية” (Diario Do Rio).
-يقع هذا المستشفى الميداني في منطقة ريو. وهو مخصص للمرضى المصابين بفيروس كورونا المستجد. وقد جاءت جولة بوبل فيه يومذاك بعد تأخر افتتاحه نحو شهر، نظرا الى عدم انتهاء اعمال البناء فيه، وفقا لتقارير اعلامية برازيلية.
ومع أن شركة اياباس حدّدت يومها موعدا لهذا الافتتاح مساء الاربعاء 27 أيار 2020، الا ان المستشفى واجه مجددا التأخير، للمرة السادسة. ولم يُفتتح في 12 حزيران 2020، كما كان مقررا (هنا). ومن المقرر ان يضم 200 سرير، منها 80 في مركز العناية المركزة، و120 في المستوصف.
-وفقا للخريطة التفاعلية حول الاصابات والوفيات بفيروس كورونا المستجد في العالم، والتي تعدها جامعة جون هوبكينز، احتلت البرازيل المرتبة الثانية، بعد الولايات المتحدة، بتسجيلها 888,271 إصابة مؤكدة بكورونا، و43,959 وفاة، حتى الساعة 14,05 بعد ظهر الثلثاء 16 حزيران 2020.
النتيجة: نعم، الفيديو صُوِّر في البرازيل. غير ان المزاعم ان “المستشفى تم اقتحامه لمعرفة حقيقة وجود 5 الآف مريض مصابين بفيروس كورونا، كان فارغا”، وان “لا صحة لما يتم تصويره في الاعلام”، مزاعم خاطئة. المقطع يظهر “اقتحام” النائب البرازيلي فيليب بوبل موقع مستشفى ساو غونسالو الميداني في ريو قيد الانشاء، من أجل تفقد الأعمال فيه بعد تأخر افتتاحه.
المصدر:النهار