370 مليون دولار دعم للبنان من مؤتمر الدعم الدولي… هل سيستفيد منها اللبنانيون؟

4672-1003630167

قال الرئيس الفرنسي الأربعاء في افتتاح المؤتمر الدولي لمساعدة لبنان، إن بلاده ستقدم مساعدات مالية بقيمة 100 مليون يورو للشعب اللبناني وكذلك دعمه بنصف مليون جرعة من لقاحات فيروس كورونا. وتعهدت الدول المشاركة في المؤتمر بتقديم نحو 370 مليون دولار كمساعدات للبنان، الذي أحيا اليوم الذكرى الأولى لانفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس/آب 2020 الذي أسفر عن مقتل 214 شخصا، وسط تردي الوضع الاقتصادي وجمود سياسي.

وتعهدت الدول المشاركة في المؤتمر الذي نظمته فرنسا والأمم المتحدة عبر الإنترنت، بتقديم نحو 370 مليون دولار كمساعدات للبنان، الغارق في أسوأ أزماته الاقتصادية، داعية الى تشكيل حكومة تنكب على “إنقاذ” البلاد من مأزقها الراهن.

وتخطت قيمة المساعدات التي تعهد المؤتمرون بتقديمها الأربعاء والبالغة 370 مليون دولار قيمة الاحتياجات التي كانت الأمم المتحدة قد حددتها بـ 350 مليون دولار، في مجالات المواد الغذائية والصحة والتعليم وتنقية المياه، في وقت تتراجع فيه قدرة المرافق العامة على توفير الخدمات الأساسية.

وكانت الخارجية الفرنسية قد قالت الشهر الماضي إن ماكرون سينظم المؤتمر بالتعاون مع الأمم المتحدة “استجابة لحاجات اللبنانيين الذين يتدهور وضعهم كل يوم”. وستشمل هذه المساعدة خصوصا القطاع التعليمي والزراعي والسلع الغذائية حسب ما أكد الرئيس الفرنسي عند افتتاحه هذا المؤتمر الذي يعقد عبر الفيديو ويترأسه مع الأمم المتحدة، في الذكرى السنوية الأولى لانفجار مرفأ بيروت.
ويواجه لبنان انهيارا اقتصاديا قال البنك الدولي إنه من بين أشد ثلاث أزمات في العالم منذ 1850. ولم تفلح القوى السياسية اللبنانية في تأليف حكومة منذ 11 شهرا، منذ استقالة حكومة حسان دياب إثر انفجار مرفأ العاصمة في الرابع من آب/أغسطس 2020.

ماكرون ينتقد “الطبقة السياسية الفاشلة”

كما لم تؤد الضغوط الدولية التي مارستها بشكل خاص فرنسا على السياسيين اللبنانيين إلى دفع عجلة تشكيل الحكومة، فيما اشترط المجتمع الدولي تأليف حكومة اختصاصيين تنفذ إصلاحات جذرية، في مقابل المساعدات المالية.

وانتقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الطبقة السياسية اللبنانية “الفاشلة” التي ألقى اللوم عليها في الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد. وقال ماكرون  لدى افتتاحه المؤتمر “يراهن زعماء لبنان فيما يبدو على استراتيجية المماطلة، وهو أمر مؤسف، وأعتقد أنه فشل تاريخي وأخلاقي”. وأضاف “لن يكون هناك شيك على بياض للنظام السياسي اللبناني. لأنهم فشلوا منذ بداية الأزمة وحتى من قبلها”.

“أزمة إفلاس واختلالات”

كما قال الرئيس الفرنسي “لبنان يستحق ألا يستمر بالعيش معتمدا إلى ما لا نهاية على التضامن الدولي”. وشدد ماكرون من المقر الصيفي للرؤساء الفرنسيين في “بورم لي ميموزا” جنوب فرنسا “الأزمة التي يشهدها لبنان لم تكن حتمية بل أتت نتيجة إفلاس شخصي وجماعي واختلالات غير مبررة”. مضيفا “الطبقة السياسية اللبنانية مجتمعة استمرت في تعميق (الأزمة) من خلال إعطاء الأولوية لمصالحها الشخصية وأنصارها قبل مصالح الشعب اللبناني”.

كما أفاد قصر الإليزيه بأن الأمم المتحدة تقدر حاجات لبنان الجديدة بأكثر من 350 مليون دولار في مجالات عدة لا سيما المواد الغذائية والتعليم والصحة وتنقية المياه.

ودعا ماكرون كذلك إلى التحقيق حول انفجار مرفأ بيروت الذي لم تصدر نتائجه بعد، مع مرور سنة على الكارثة. مؤكدا أن “المسؤولين اللبنانيين مدينون لشعبهم بالحقيقة والشفافية” مضيفا “تعاونت فرنسا ودول أخرى لتوفير كل المعلومات المتاحة لدينا ونحن مستعدون لأي تعاون فني” لا يزال ضروريا في إطار التحقيق “الذي يترقب كل الشعب اللبناني” نتائجه.

ويشارك في المؤتمر ممثلون عن نحو 40 دولة ومنظمة دولية.

 

المصدر: فرانس24

 

Leave a Reply