مواد كيميائية خطرة موجودة في أماكن لا تتوقعونها في حياتنا مثل السجاد وأدوات الطهي!
وجدت دراسة حديثة أن مواد خطيرة تنتشر في الهواء داخل المنازل والمدارس والمتاجر بمستويات مثيرة للقلق، فما هي؟ وما أخطارها على الصحة؟
وفي تقرير نشرته صحيفة “الغارديان” (The Guardian) البريطانية، يقول الكاتب توم بيركنز إن باحثين من جامعة “رود آيلاند” (Rhode Island) الأميركية و”معهد غرين ساينس بوليسي” (Green Science Policy Institute) أجروا اختبارات على الهواء في 20 موقعا، واكتشفوا وجود المواد الكيميائية غير القابلة للتحلل بكميات كبيرة في 17 موقعا.
ويؤكد الخبراء أن مصدر تلك المواد -التي تنتقل في الجو وتلتصق بحبّات الغبار داخل الأماكن المغلقة- هو المنتجات المعالجة بمركبات “بي إف إيه إس” مثل السجاد والملابس.
وكان يُعتقد سابقا أن الطعام والماء هما المصدران الرئيسيان اللذان يعرضان البشر لخطر هذه المواد الكيميائية، لكن مؤلفي الدراسة أضافوا استنشاق هذه المواد عبر الجو كمصدر ثالث لا يقل خطورة، خاصة أنهم لاحظوا أن أغلب الناس يقضون حوالي 90% من وقتهم في أماكن مغلقة.
ويقول توم بروتون -المؤلف المشارك للدراسة وكبير العلماء في معهد “غرين ساينس بوليسي”- “إنه مصدر لا يستهان به، وهو على الأرجح من أهم مصادر التعرض لمركبات (بي إف إيه إس)”.
وتعتبر مركبات “بي إف إيه إس” من بين حوالي 9 آلاف مركب يُستخدم لجعل المنتجات أكثر مقاومة للماء والبقع والحرارة.
ونظرا لفعاليتها، تُستخدم هذه المواد الكيميائية في عشرات الصناعات وتوجد في آلاف المنتجات التي نستهلكها يوميا، مثل السجاد والأحذية والمواد المزيلة للبقع والملابس المقاومة للماء وأدوات الطهي ومواد تغليف الأغذية ومستحضرات التجميل ورغوات إطفاء الحرائق.
ويُطلق على مركبات “بي إف إيه إس” اسم “المواد الكيميائية الأبدية” (forever chemicals) لأنها لا تتحلل بشكل طبيعي وتتراكم في أجسام البشر والحيوانات، وتعدّ من المواد المسببة للسرطان والعيوب الخلقية وأمراض الكبد وأمراض الغدة الدرقية وانخفاض المناعة واضطراب الهرمونات وعدد من المشاكل الصحية الخطيرة الأخرى.
مواد خطيرة
استخدمت الدراسة -التي نُشرت في مجلة “العلوم البيئية والتكنولوجيا” (Environmental Science & Technology)- تقنية جديدة لتتبع مركبات “بي إف إيه إس” في الهواء، ووجدت مستويات عالية منها في رياض الأطفال وإحدى غرف التخزين بمتجر لبيع الملابس وعدد من الفصول الدراسية الجامعية والمختبرات.
وكانت دراسة سابقة أُجريت عام 2017 قد كشفت عن وجود علاقة بين المستويات العالية من مركبات “بي إف إيه إس” الموجودة في الهواء، وبين انتشارها في مصل الدم البشري. كما وجدت أن الأطفال الذين يرتادون رياض الأطفال معرضون بشكل أكبر لهذه المركبات عبر التنفس.
ويقول البروفيسور بروتون إن “هذا يؤكد أنه طالما وُجدت مركبات “بي إف إيه إس” في المنتجات التي تحيط بنا في منازلنا وحياتنا، سيكون هناك كمية منها تنتشر في الهواء والغبار والأكسجين الذي نستنشقه”.
المصدر: شبكة الجزيرة الإعلامية