الدكتور اللّبناني محمد السّاحلي يحصد جائزتين في القمة الأفريقيّة في مجالي الرعاية الصّحيّة والتّميّز الطّبي
وسط هذا الكمّ من المآسي والذلّ والأزمات المتتالية، يأتيك بصيص نور ليبث فينا الأمل. وبينما يُقاوم اللبناني في وطنه للصمود في هذه الفوضى، هناك من يرفع إسم لبنان عالياً ويؤكد أننا “نستحق الحياة”. التميز والمثابرة، الإصرار والتنفيذ، يتمسك بها الرئيس التنفيذي لمستشفى ميدلاند الدكتور #محمد الساحلي ليحصد جائزتين، الأولى جائزة “الابتكار في مجال الرعاية الصحية” لمستشفى ميدلاند، والثانية شخصية وهي جائزة “المتابعة والتميز في المجال الطبي”.
إنه لبنان الذي عهدناه، إنه لبنان الذي نحب أن نتغنى به، نحتاج إلى هذه الأخبار السارة لنبقى صامدين. وفي حديث لـ”النهار” يشرح الساحلي تفاصيل الجائزتين قائلاً “عادة تقدم هذه الجائزة في لندن، ولكن في العام 2020 تقرر لأول مرة أن يكون هناك قمة اقريقيا للرعاية الصحية، وبسبب انتشار كورونا تأجلت سنة وعقدت في 25-26 حزيران.
هذه الجائزة التي تنفرع منها أقسام عدة منها الابتكار في مجال الرعاية الصحية، كانت تضم 5 مرشحين من أفريقيا. وحصدت مستشفى ميلادند الذي يعمل فيه الساحلي هذه الجائزة لأسباب عدة. أما الجائزة الثانية فكانت على الصعيد الشخصي، حيث حصد جائزة “المتابعة والتميز في المجال الطبي”.
ولعب الساحلي دوراً كبيراً في وضع سياسة صحية للقارة الإفريقية وخطة في إشراك القطاع الصحي والعام. ويشير إلى أن “هذه الجوائز ليست لي وحدي وإنما هي لكل الفريق الطبي الذي يعمل في زامبيا بطريقة متكاملة ومشتركة لتحقيق هذا التطور الطبي في الرعاية الصحية. وقد أثبتت تجاربنا أن قدرتنا على التخطيط ووضع رؤية مستقبلية لا تقف عند فقر الدولة. والدليل على ذلك، أن ما قمنا به وما حققناه من خطط ومشاريع ومبادرات متخذة انطلقت من دراستنا للواقع كما هو من دون حجب الحقيقة أو غضّ النظر عنها.”
مشدداً على أن “أهم ثروة يمكن الاعتماد عليها تتمثل بالثروة البشرية. اليوم يمكن لأي أحد شراء المعدات وبناء مستشفيات ومراكز صحية، ولكن تحتاج مع ذلك إلى فريق عمل متعاون وليس شخصاً لإنجاح أي فكرة أو مشروع”.
ولكن ما رأيك بالنظام الصحي اللبناني اليوم؟ وما الذي نحتاجه لتحسين واقعنا الطبي؟ لا يُخفي الساحلي أن “القطاع الصحي في لبنان انهار، بالرغم من رفض البعض لهذه الحقيقة. إلا أن ذلك لا يعني أنه غير قابل للإنعاش. ما يحتاجه لبنان هو سياسة صحية ورؤية مستقبلية لما بعد الخمس سنوات. والدليل اليوم عدم تعاملهم بطريقة صحيحة مع أزمة كورونا بعد انتهاء الموجة الأولى. وأتخوف حقيقة وأتمنى أن أكون مخطئاً، لكن سنكون أمام كارثة صحية في نهاية شهر آب”.
برأي الساحلي أنه “لا عيب في الاعتراف بانهيار القطاع الصحي، والبحث في العوامل المسؤولة لهذا التدهور والانهيار الصحي. وهذه المراجعة ستساعد في وضع خطة لتصحيح مكامن الخلل وتحديد القدرة في تصحيح ما يمكن تصحيحه. يجب التمييز بين القدرة على التنفيذ وبين حلم التنفيذ، وهناك فرق شاسع بين الإثنين.
في لبنان طاقات كبيرة وممتازة بإمكانها إعادة الأمل لهذا القطاع وعدم الاستسلام للإحباط. صحيح أننا أمام انهيار ولكن هناك أمور جيدة استطاع لبنان تحقيقها برغم كل هذه العقبات. لذلك على المعنيين والمسؤولين الجلوس على طاولة لبنان ورسم سياسة صحيحة للصحة للبلد”.
وعليه، يطلب الساحلي وضع سياسة صحية للمرحلة المقبلة عوض الانتصار على كورونا. في زامبيا وخلال الموجة الثانية كان التركيز على زيادة أسرّة العناية الفائقة وسعة المستشفيات للتعامل مع الحالات والتجهيز واستكمال التدريبات. نحتاج إلى الاعتراف بالأخطاء وعدم الاحتفال بانتصارات وهمية، فالأوبئة تتغير والمتحورات أكبر دليل على قدرة الوباء على التغير والانتشار”.
ويختم قائلاً: “المهم إرادتنا في العمل والإصرار على البحث عن عمق المشكلة ومعالجتها. لقد نجح المستشفى الذي إفتُتح منذ سنتين على النهوض ومواجهة أزمة كورونا بكل حدّتها، وحصد جائزة على أدائه وقدرته على الابتكار في الرعاية الصحية، بالرغم من انه لم يكن مرّ على وجوده سوى 6 أشهر قبل أن يواجه فيروس كورونا. لا شيء يمنع تحقيق هذه الانتصارات في لبنان شرط وضع الإصبع على الجرح وتحديد مكمن الخلل وتصحيحه”.
المصدر: النّهار