رحيل حزين لرجل دين إحترف الحوار

الشيخ دانيل عبد الخالق

كتب نادر حجاز في موقع mtv:

 

خسر لبنان وطائفة الموحدين الدروز باحثاً ومفكّراً، طبع إنتاجه العلمي والفكري برونق خاص وببصمة مختلفة. اعتبره البعض جريئاً أكثر من اللازم أو متجاوزاً لبعض الحدود، لكنه في الواقع كان صادقاً كفاية ليقول الأمور كما هي من دون مواربة، ولكن دائماً بالحجة والبرهان.

ففي ربيع عمره، رحل الأستاذ في جامعة الحكمة والناشط في حقل التواصل والحوار بين الاديان، الشيخ دانيال عبد الخالق، تاركاً العشرات من المحاضرات العابرة لحدود الطوائف الى البعد الانساني الأسمى.

 

تميّز عبد الخالق بالعقل الراجح والفكر النيّر، كان صاحب الرؤية المختلفة والمتجددة دائماً وحيث لا يجرؤ كثيرون، ويغيابه سنفتقد للكلمة الجريئة والصادقة والشجاعة.

 

تخسره طائفة الموحدين الدروز، وهو الذي شغل لفترة من الزمن موقعاً استشارياً في مشيخة العقل، ومثّلها في العديد من المناسبات في لبنان والخارج، فكان محاضراً لبقاً وتواقاً دائماً الى المعرفة، ملتزماً بالمنطق في المحاججة والحوار. وقد كتب في تاريخ الدروز كما في مستقبلهم، وهنا كان الأكثر جرأة ربما، وطرح أسئلة بعضها بلا أجوبة لكن أحوج ما تكون للبحث عن أجوبة مقنعة لها، وهنا كان ملعبه، أن يبحث ويجيب غالباً وأن يحثّ أحياناً أخرى على البحث عن الحقيقة.

 

نعاه أمين عام مؤسسة العرفان التوحيدية الشيخ سامي أبي المنى بالقول: “نفذ القضاء الحقُّ وترجّل الشيخ دانيل عبد الخالق باكراً عن صهوة حياته المفعمة بالتديّن والعلم والحوار، ورحل راضياً مرضياً بعد ان صبر على المرض، فكان علماً في حياته التي لم يكتمل ربيعها، وعلماً في صبره الذي لم يهن وتقواه التي اختار ان يحياها منفتحاً. خسارتنا بفقدك كبيرة”.

 

مؤسسة “أديان” نعته بدورها قائلة: “فقدت أسرة أديان اليوم شخصًا عزيزًا عليها، ووجهًا حواريًا بامتياز، ورجلًا صادقًا ومحبًا، كانت له بصمات في مجال مدّ جسور التواصل مع الآخر والبناء على المشترك، واعتبار التنوّع والتعددية غنى.
لقد ترك الشيخ دانيل عبد الخالق بصمة وإرثًا طيّبًا أينما حلّ، وامتاز بنفحة الأمل والرجاء حتى في فترة مرضه”.

 

كما نعاه “اللقاء الروحي في لبنان” وهو الذي كان أحد أعضائه، وقال: “إنه رجل الحوار والانفتاح والتنوير الروحي، وكتلة مشعة بالعطاء والعلم والعمل، فرحيله خسارة ليس على طائفة الموحدين الدروز فحسب، بل إنها خسارة وطنية جامعة”، مشيراً إلى أن “الراحل كان نشيطا في حقل التواصل والحوار بين الاديان، وأستاذا في جامعة الحكمة، كذلك له مشاركة فكرية في لبنان والخارج”.

 

كتب عبد الخالق كثيراً من أجل التغيير في لبنان ومن أجل المستقبل الأفضل، حاور جيل الشباب وسأل دائماً كيف يمكن إقناع الشباب والوصول الى عقلهم بالحوار لا الفرض.

 

نرثيه بحزن في الأيام الصعبة التي تحتاج الى المختلفين أمثاله والى العابرين في الفكر للقاء الإنسان الآخر وقبوله باختلافه، وكم بات صعباً في هذا الزمن أن تجتمع الوجوه والقلوب.

Leave a Reply