“المختبر الحي” للجامعة اللبنانية نموذج لإنتاج زراعات مائية وتربية الأسماك… وعكار العتيقة تعتمدته مشروعاً بيئياً واعدًا


خطوة مميزة بادرت بها الجامعة اللبنانية التي تسعى دائمًا إلى التطور بالأبحاث في مختلف المجالات حيث قامت بإنشاء المختبر الحي بالتعاون مع بلدية عكار العتيقة، هذه البلدة الجبلية التي صنّفت بين أجمل البلدات اللبنانية المعروفة بالزراعات المتنوعة وإنتاجها الزراعي المتميز.

هذا المختبر خاص بالزراعة المائية وتربية الاسماك والسماد الزراعي وحماية الغابات وهو وليد مشروع الجامعة الوطنية “مارا-ميديتيرا” بعنوان “حماية سبل عيش المجتمعات الريفية والبيئة في البحر الأبيض المتوسط بالاعتماد على الحلول القائمة على الطبيعة والمموّل من شراكة PRIMA للبحث والإبتكار في منطقة البحر الأبيض المتوسط التي يدعمها Horizon 2020 البرنامج الإطاري للاتحاد الأوروبي للبحث والابتكار.

وقد اختيرت عكار العتيقة كمنطقة نموذجية للمشروع لأنها تعاني من تحديات كثيرة على المستوى الاقتصادي، الاجتماعي، والبيئي خاصةً انخفاض نسبة هطول الأمطار وامتداد فترات الجفاف الطويلة خلال السنة وحرائق الغابات وقطع الأشجار وممارسات الري البدائية وغير المستدامة.
يهدف المشروع الى تأمين مصادر جديدة للبروتين الحيواني من خلال تربية الأسماك في المناطق الريفية والجبلية وهذه البروتينات ستكون سنداً مساعداً للمجتمعات الريفية في مصادر اللحوم الأخرى.

و هذه الوسائل ترفد المياه بالمتمّمات المعدنية من النيتروجين والتي تلعب دوراً أساسياً في الزراعات المائية من خلال تخفيف الإعتماد على الأسمدة الكيميائية.

بالاضافة الى رئيس بلدية عكار العتيقة ومدير المشروع البروفسور محمد خليل هناك مجموعة من الباحثين الذين شاركوا في اعداد هذا المشروع هم: الدكتور أنطوان سمراني، الدكتور فواز العمر، والدكتورة فاطمة يحيى وعددا من المشاركين من فعاليات من داخل وخارج عكار العتيقة.

وقد أوضح الدكتور محمد خليل أن المشروع كان قد بدأ في نيسان 2022 حيث يهدف إلى ابتكار الحلول القائمة على الطبيعة باستخدام نهج المختبر الحي الزراعي لمعالجة التحديات البيئية والمجتمعية الرئيسية في المناطق الريفية في البحر الأبيض المتوسط خصوصًا لناحية إدارة المياه والغابات حيث يجري الاعتماد على ثلاثة حلول قائمة على الطبيعة:


– الزراعة المائية وتربية الأسماك (يزرع فيه العديد من الخضر والورقيات على أنواعها).
– إنتاج السماد العضوي الطبيعي لاستخدامه في كل الزراعات بديلاً من الأسمدة الكيميائية الصناعية.
– تشجير المناطق المعرّضة للتصحّر بعد الحرائق وانجراف التربة، بهدف إنشاء محمية طبيعية من شجر الأرز والصنوبر الجُوي (المثمر) لإنعاش المنطقة سياحيا واقتصاديا”.

أما عن الخطوات المرتجاة من المشروع مستقبلاّ وهل يصلح لكل البيئات الطبيعية ساحلاً وسطاً وجبلاً والجدوى الاقتصادية منه؟ يشير الدكتور خليل الى أن الفريق يعمل على إجراء سائر الدراسات والأبحاث في المختبر الحي وإعطاء التقارير التفصيلية للمزارعين لضمان قيام المزارع بتنفيذ هذا النوع من الزراعة والحصول على نتائج مضمونة.

أما الخطوة التالية فستتركّز على تطوير هذا النظام وتوسعه من خلال إنشاء شبكة وتطبيق للمراقبة الذكية واستخدام أنظمة المراقبة الذكية في تشغيل أنظمة الزراعة المائية اللامركزية.

تجدر الاشارة الى أن نظام الزراعات المائية يعمل باستقلالية عن العوامل الجغرافية و يصلح لكل البيئات الطبيعية ساحلاً وسطاً وجبلاً شرط تقيّد الخبراء الزراعيين والمتخصصين بالشروط المطلوبة في كل منطقة.

 

المصدر: النهار