توصل باحثون من معهد أبحاث السرطان في لندن إلى اكتشاف مهم قد يساعد في الحد من انتشار الأورام السرطانية، وذلك من خلال تحليل شكل الخلايا السرطانية وخصائصها الفيزيائية.
السر في ” الأشواك” الخارجية للأورام العدوانية
أظهرت الدراسة أن أورام سرطان الثدي العدوانية تمتلك نتوءات خارجية تشبه الأشواك الموجودة على ثمرة الكستناء، على عكس الأورام الأقل عدوانية التي تتميز بأسطح ناعمة ودائرية. ويعتقد العلماء أن هذه البُنى تسهّل انتقال الخلايا السرطانية إلى أعضاء أخرى مثل الرئتين، الكبد، والدماغ، مما يساهم في تفشي المرض داخل الجسم بسرعة أكبر.
كيف تساعد هذه الأشواك في انتشار السرطان؟
قام فريق البحث بتحليل عينات من 30 مريضة بسرطان الثدي و65 مريضًا بسرطان الجلد، ووجدوا أن هذه الأشواك تتكون من ألياف في المصفوفة خارج الخلية (SUBS)، والتي تعمل على تغيير خصائص الخلايا السرطانية. وكشفت النتائج أن الخلايا التي تتواجد داخل هذه الأشواك تصبح أكثر استدارة وصلابة، مما يعزز قدرتها على الحركة والانتقال داخل الجسم.
التطبيقات المستقبلية وآفاق علاجية واعدة
أكدت البروفيسورة فيكتوريا سانز مورينو، الباحثة الرئيسية في الدراسة، أن اكتشاف هذه البُنى في عينات المرضى قد يفتح الباب أمام استخدام أدوية متوفرة حاليًا لاستهداف الخلايا السرطانية ومنع انتشارها. كما أظهرت التجارب أن الخلايا السرطانية التي نمت في بيئات تحاكي هذه الأشواك كانت أكثر قدرة على غزو رئات الفئران، مما يعزز فرضية دورها في انتشار المرض.
إضافةً إلى إمكانية تطوير أدوية جديدة تستهدف منع تكوين هذه الأشواك، قد يساعد هذا الاكتشاف الأطباء في التعرف المبكر على الأورام العدوانية من خلال تحليل بنيتها الخارجية، مما قد يسهم في تحسين فرص العلاج والبقاء على قيد الحياة.
نُشرت نتائج الدراسة في مجلة Nature Communications، في خطوة قد تمهّد الطريق لتطورات جديدة في مجال علاج السرطان.