جبران باسيل في دير القمر تخليدًا لشهداء الجبل

وزير الخارجية جبران باسيل

المصدر: لبنان 24

رعى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ممثلا بوزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، قداس “التوبة والغفران” الذي أقيم في كنيسة سيدة التلة في بلدة دير القمر، تخليدا لشهداء الجبل، بمباركة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ممثلا براعي أبرشية صيدا ودير القمر للموارنة المطران مارون العمار، وبدعوة من وزير شؤون المهجرين غسان عطالله.

 

وشارك في القداس ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب هنري حلو، ممثل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري النائب محمد الحجار، ممثل شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن عضو المجلس المذهبي اللواء المتقاعد شوقي المصري، رئيس الحزب “التقدمي الإشتراكي” وليد جنبلاط، وزراء التربية والتعليم العالي أكرم شهيب، الصناعة وائل أبو فاعور، الدفاع الوطني إلياس بو صعب والطاقة والمياه ندى البستاني، النواب: رئيس “اللقاء الديمقراطي” تيمور جنبلاط، مروان حمادة، بلال عبدالله، هادي أبو الحسن، فيصل الصايغ، فريد البستاني، ماريو عون وسيزار أبي خليل، الوزراء والنواب السابقون غازي العريضي، أيمن شقير، علاء ترو، إيلي عون، جوزيف الهاشم، شكيب قرطباوي، ناجي البستاني، طارق الخطيب، إلياس حنا، صلاح حنين وأمل أبو زيد.

 

ومن قيادة الحزب، “الاشتراكي” حضر: نائبا الرئيس دريد ياغي وكمال معوض، أمين السر العام ظافر ناصر، عضوا مجلس القيادة وليد صفير وطانيوس الزغبي، مفوض الداخلية هشام ناصر الدين، مفوض الإعلام رامي الريس، الدكتور ناصر زيدان، مستشار رئيس اللقاء حسام حرب، وكيل داخلية الشوف عمر غنام وداليا جنبلاط.

 

وشارك أيضا: السفير المصري نزية النجاري، سفيرة لبنان في الأردن ترايسي شمعون، راعي أبرشية بيروت للموارنة المطران بولس مطر، راعي أبرشية صيدا ودير القمر للروم الملكيين الكاثوليك المطران إيلي بشارة حداد، رئيس المحاكم الدرزية القاضي فيصل ناصر الدين، رئيس الأركان اللواء أمين العرم، رئيس صندوق المهجرين العميد نقولا الهبر، رئيس “الحركة اليسارية اللبنانية” منير بركات ورئيس “المركز الكاثوليكي للاعلام” الأب عبدو أبو كسم.

 

بعد انتهاء القداس، ألقى جنبلاط كلمة، فقال: “عندما وصلت إلى المختارة في ذاك النهار المشؤوم، منذ 42 عاما، قادما من بيروت برفقة النقيب رجا حرب، بعد أن تبلغت خبر الاغتيال، كان كمال جنبلاط لا يزال في السيارة في وسط الباحة، باحة الدار، مضرجا بدمائه، ومن حوله جمهور صاخب، وغاضب، هائج لا يوصف، وكان الشيخ محمد أبو شقرا، شيخ عقل الدروز، يحاول جاهدا تهدئة الأمور”.

 

أضاف: “ولست أدري كيف استجمعت قواي، وصرخت بهم: “خذوه إلى المستوصف”، مستوصف الشؤون الاجتماعية داخل البيت آنذاك، لتضميد جراحه، ووضعه لاحقا على فراش الموت، مع رفيقيه تمهيدا للصلاة، وثم الدفن. واستجابوا، وعندما شرعت بصعود الدرج مع الشيخ محمد أبو شقرا، أتى من قال: “إنهم يقتلون المسيحيين في المزرعة”. فطلبت من الشيخ محمد أبو شقرا أن نذهب إلى المزرعة ومعنا رجا حرب، حيث قصدنا بيت المختار أبو رامز يوسف البعيني وهناك علمنا، أن المختار، وجمعا كبيرا من الخيرين والعقلاء، استطاعوا حماية من تبقى من إخوانهم المسيحيين في بيوتهم. إطمأنينا نسبيا ووضعنا آلية أو تصورا للاخلاء”.

 

وتابع: “وفي وسط هذا الجو من القلق، والفوضى، وفي طريق العودة إلى المختارة، وصل خبر المعاصر. فذهبنا للتو ومعنا موكب جرار، من الصعب أن يعلم المرء من فيه، ومن أين أتوا. وفي ساحة البلدة، استوضحنا الأمر، فعلمنا بأن مجموعة من أهالي المعاصر، التي كانت موجودة في الكنيسة، حماها عقلاء وخيرون، لكن الباقي، أصابهم ما أصاب إخوانهم في المزرعة، الذين كانوا في واجب تعزية. قتلوا لاحقا على طريق العودة، وفي أماكن أخرى”.

 

وأردف: “وحل الظلام، ظلام الطبيعة إلى جانب ظلام الحدث، وظلام النهار. وكدنا أن نعرج على الباروك، لكن لم أكن ولا الشيخ محمد أبو شقرا، لنعلم ماذا سنفعل. بالمناسبة، كانت على مداخل الشوف وفي معظم الشوف، وفي الباروك والمزرعة، كانت الوحدات الخاصة السورية”.

 

واستطرد: “وأعتذر إن كنت أغفلت بعض الوقائع. فخيانة الذاكرة بعد 42 عاما تطغى أحيانا، وتلخيص الحدث أفضل من الاسترسال بالتفاصيل، التي قد تفتح الجراح، ونحن في صدد ختمها إلى الأبد”.

 

وأكمل: “وعدنا إلى المختارة، وخلال صياغة النعي، فرضت ساعة الصلاة في النهار التالي الساعة الواحدة، بعد أن وصل خبر بطمة، حيث تكررت المأساة، واستمر مسلسل الدم، وأنقذ ما أمكن إنقاذه”.

 

وقال: “في النهار التالي، بكت الطبيعة، ولا تزال تبكي الشهداء الأبرار، جميع الشهداء، وودعنا كمال جنبلاط، وكاد الجبل أن يودع وحدته التاريخية، وأدركنا جميعا مشروع الفتنة، الذي كان يحضر للبنان. ومنذ ذلك النهار، سرنا وسار لبنان على طريق الجلجلة، من حرب إلى حرب، من جولة إلى جولة، من هدنة إلى هدنة، من مجزرة إلى مجزرة، من مبادرة إلى مبادرة، ومن اغتيال إلى اغتيال، طبعا غير متناسين أحداث الـ 75 والـ 76. وفي سنة 1990، وفي يوم داني شمعون زحف الجبل لوداعه في دير القمر، قبل أي مصالحة رسمية. وبين عام ألفين وألفين وواحد، بدأنا العمل على المصالحة مع رفاق أعزاء، وفي طليعتهم الراحل سمير فرنجية، فاستجاب البطريرك صفير، والتقط كعادته اللحظة التاريخية فكان لقاء المختارة في الرابع من آب 2001”.

 

أضاف: “وإذا كانت الظروف السياسية آنذاك، منعت العماد عون من الحضور، نتيجة أنه كان في المنفى، وحالت دون حضور سمير جعجع بسبب وجوده في السجن، لكن وجود غبطة البطريرك وغطاءه، جسدا إرادة العودة والمصالحة. لقد كان لبنان بغالبيته في ذاك النهار المجيد، وفتحنا الطريق سويا، مع البطريرك صفير، لمزيد من المحطات المشرقة والرائدة على طريق التلاقي، والتواصل، والوحدة الوطنية، وصولا إلى رفض الوصاية وتحرير لبنان”، مستذكرا “في السادس من آب 2016، كانت الذكرى 15 للمصالحة، برعاية البطريرك الراعي وحضور الرئيسين ميشال سليمان وأمين الجميل، في مناسبة تدشين كنيسة الدر في المختارة بعد ترميمها”.

وختم “واليوم، وبرعاية كريمة ومشكورة من الرئيس ميشال عون ومباركة الكاردينال الراعي، نسير قدما، تأكيدا أن المصالحة أقوى وأهم، وفوق كل اعتبار من أجل لبنان واحد موحد، ومستقبل أفضل”.

 

بدوره، قال باسيل: “هذا اليوم سيسجَّل في تاريخ لبنا،ن وسلكنا قبل وصولنا إلى دير القمر، درب الشهداء ووحدة الجبل، التي تحفظ وحدة لبنان”، معتبرا أن “الشهيد كمال جنبلاط، هو شهيد كل اللبنانيين، والجريمة وقعت، كانت بحق كل الوطن، واغتياله استجلب المآسي للوطن”.

 

أضاف: “نلتقي اليوم، في بلدة الرئيس كميل شمعون، لتقريب القلوب من بعضها بعضا، تحت عنوان “التوبة والمغفرة”. ومن غير المسموح عدم إعطاء المغفرة عندما تطلب”، مضيفا “نحن أبناء مدرسة، يقول قائدها بأننا قوم نسامح، ولكن لا ننسى، وعدم النسيان لعدم تكرار الخطأ، وليس للثأر، لأن التكرار هو الجريمة الأكبر”.

 

ورأى أن “العودة السياسية تحققت في الانتخابات الأخيرة، وأن وحدة الجبل أساس لوحدة لبنان، لكن وحدتنا في الجبل، لا تعني الانعزال والانغلاق عن الآخرين في الجبل”، معتبرا أن “لا مصالحة بلا معرفة الحقيقة، ولا ينبغي أن تهتز المصالحة إذا اختلفنا في السياسة حول مواضيع مثل الفساد والكهرباء”.

 

وقال: “بدأنا التفاهمات لتعزيز الوحدة الوطنية مع حزب الله و تيارالمستقبل والقوات اللبنانية، ونأمل أن نقوم بذلك مع الحزب الاشتراكي”، لافتا “لقاؤنا ليس للمصالحة بين فريقين تحاربا في الحرب، فنحن لم نكن مشاركين، وهو ليس إعلانا لتحالف سياسي، نأمل أن نتمكن من الوصول إليه”.

 

وختم “اليوم نطوي صفحة دموية من تاريخ حرب الآخرين على أرضنا، ونكرم الشهداء، ونتعلم من الماضي لبناء المستقبل، ونكون ضمانة لبعضنا بعضا”.

 

وختاما، التقى جنبلاط وباسيل يرافقهما عدد من الشخصيات الرسمية وفد من مشايخ طائفة الموحدين، في صالون الاستقبال.

 

Leave a Reply