بعد شهر على الفاجعة… محطات من تدمير معالم بيروت آخرها 4 آب!

بشوفك –  ميرا نصر

 

“كانت بيروت أجمل” كم سمعنا هذه العبارة من جدودنا وأهلنا!

هل تصفحتم يومًا صور بيروت القديمة؟ بيوتها وأبنيتها؟ وساحة البرج؟

ساحة البرج هي أول ما تم القضاء عليه من هوية بيروت وتاريخيها.

كانت ساحة البرج ساحة الناس، كل الناس، يقصدها الغني والفقير لشراء الحاجيات، تمتد أسواقها على الجانبين وعلى طول الشارع، يمر فيها ترمواي بيروت، كما يوجد فيها سينما ريفولي…

 

 

 

 

هُدمت ساحة البرج وكل المباني المحيطة بها في عهد الإنتداب الفرنسي، بهدف إنشاء ساحة شعاعية تحاكي ساحة النجمة الفرنسية في باريس، إلا أن ولحسن الحظ اصطدمت بعض شعاعات ساحة النجمة بالكنائس والمساجد العتيقة المكتظة في المنطقة. وعندما عجزوا عن تجاوز هذه المقرّات الدينية، توقف الهدم واستطاعت المنطقة الحفاظ على قسم كبير من نسيجها القديم.

 

 

ومع الحكومات المتعاقبة استمر تشويه معالم بيروت، لا سيّما بعد تعديل قانون البناء ليسمح لأبنية – العشر طوابق وما فوق – أن تحجب البحر عن أبنية بيروت القديمة التي تقع على مرمى حجر منه! ومن هنا بدأ القضاء على تضاريس بيروت الطبيعية وعلاقتها مع البحر!
 

 

 

 

 

مرت الحرب على لبنان بويلاتها وكأنه لا يكفي ما تم القضاء عليه من تراث بيروت! حتّى أتى مشروع سوليدير لإعادة إعمار وسط المدينة، فشرّع الهدم بدل ترميم ما تبقى من معالم بيروت القديمة، من الساحات والأسواق التقليدية والمرفأ القديم، إلى الأبنية الأثرية التاريخية والسكنية. 

خسرنا ساحة الدباس، وجزء من ساحة رياض الصلح، وما بقي اليوم هو عدد قليل من الشوارع القديمة مثل تلك في منطقة الجميزة، وبعض الأبنية المنفردة مثل أبنية آل سرسق، والسان جورج، والأشرفية، وزقاق البلاط.

أما البحر فتم ردمه واحتكاره! فحُرم أهل بيروت من البحر والشاطىء، ولم يبقَ لهم إلا فسحة في عين المريسة وأخرى في الرملة البيضاء!

 

منطقة السان جورج قبل ردم الشاطىء

منطقة السان جورج قبل ردم الشاطىء

 

منطقة السان جورج قبل ردم الشاطىء

منطقة السان جورج بعد ردم الشاطىء

وقد تحوّل وسط المدينة من ساحة شعبية بإمتياز كما كل ساحات العواصم في العالم، إلى ساحة أرستقراطية يقصدها المتمولون اللبنانيون والسيّاح العرب والأجانب، وتحوّلت الأسواق الشعبية إلى أسواق الماركات العالمية، فلم تعد الساحة لناسها ولم يبقَ من بيروت إلا اسمها!

 

الصورة من حساب فاطمة محمد على انستغرام

0_fampy_0

 

أما اليوم وبعد مرور شهر على فاجعة الرابع من آب وانفجار مرفأ بيروت، نمشي في الشوارع، نبكي الحجر بعد أن بكينا البشر، ونتسأل…

ماذا بعد إنفجار مرفأ بيروت؟!
ماذا سيحل بالقليل القليل المتبقي من عمارة بيروت القديمة؟ من ذكريات بيروت الهادئة الجميلة؟ هل ستُشّرد عائلتها التي حافظت على آخر رمق من تراثها! أسيهدمُ أخر ما تبقى من عمارتنا التراثية؟!
هل ستستملكون أرضها كما استملكتم كل شبر في محيط وسط بيروت؟!
أستقيمون الأبراج الفاخرة مكانها؟!
هل ستأجرونها بآلاف الدولارات كغيرها من المشاريع المحيطة وترمون أهل بيروت خارجًا؟

 

 

 

Leave a Reply