توقيف بشارة الأسمر ونقمة شعبية عليه بعد إهانته البطريرك

رئيس اتحاد العمالي العام بشارة الأسمر

توقيف بشارة الأسمر على خلفية إهانته البطريرك الكاردينال الراحل مار نضر الله بطرس صفير

بوقت قياسي أصبح اسم بشارة الأسمر رئيس اتحاد العمالي العام في لبنان على كل لسان، والأكثر تداولًا على تويتر، على خلفية كلامه الذي تناول خلاله مقام البطريرك الراحل الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير، والذي جاء قبل بدء مؤتمره الصحافي مساء أمس الجمعة.

 

المغردون على تويتر هاجموا الأسمر وطالبوا بإقالته وضرورة محاسبته، فيما البعض استهجن توقيفه على خلفية كلام قاله ممازحًا وفي جلسة خاصة.

 

توقيف بشارة الأسمر

وعلى إثره، تم توقيف الأسمر بعد أن خضع للتحقيق، بحسب ما أعلن وزير العدل ألبير سرحان أنه يتابع منذ الصباح مع النائب العام التمييزي بالإنابة القضية  وقال: “قد أعلمني النائب العام أنه نتيجةً للتحقيق معه تم توقيف الأسمر”.

وكان المجلس التنفيذي للرابطة المارونية قد قرر اليوم بالاجماع شطب عضوية رئيس الاتحاد العمالي بشارة الأسمر من الرابطة المارونية، والتقدم بشكوى جزائية بحقه. كما طلب من جميع وسائل الاعلام والناشطين على مواقع التواصل وسائر الجهات وقف التداول فورًا بالفيديو الذي ينقل ما تفوّه به الاسمر من كلام مشين في حق المثلث الرحمة غبطة البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير.

 

بيانات اعتراضية على كلام الأسمر

بيان “القوات اللبنانية”

تعليقاً على كلام الأسمر المشين دان نواب وشخصيات سياسية هذا الكلام ودعوا الأسمر إلى الاعتذار والاستقالة من منصبه. كما صدر عن مصلحة النقابات في حزب القوات اللبنانية البيان الآتي:

تستنكر مصلحة النقابات في حزب القوات اللبنانية ما صدر على لسان رئيس الإتحاد العمالي العام بشارة الأسمر في الفيديو المسرب له، والذي تناول فيه رجل الاستقلال الثاني، مثلث الرحمات الكاردينال البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، بطريقة أقل ما توصف بالحقارة، متناسياً الموقع الروحي والوطني للبطريرك ومتغاضياً عن حرمة الموت واحترامه.

كما وتدين مصلحة النقابات طريقة تعاطي الحاضرين: أكرم عرابي، حسن فقيه، أنطون أنطون، بطرس سعادة وعلي الموسوي من إستهزاء ورضى عما سمعوه.

في الختام، تطالب مصلحة النقابات في حزب القوات اللبنانية من النقيب بشارة الأسمر بالاعتذار العلني عما تفوه به، كما تطالبه بتقديم استقالته من رئاسة الاتحاد العمالي العام مع الأعضاء الحاضرين. كما تطالب مصلحة النقابات في القوات اللبنانية القضاء بالتحرك الفوري وإجراء المقتضى بعد التعرض لرمز وطني وليس فقط مسيحي”.

 

المؤسسة المارونية للانتشار
وفي ساعة متأخرة من الليل، توجهت المؤسسة المارونية للانتشار في بيان “بطلب عاجل للنيابة العامة التمييزية للإيعاز فورًا إلى القوى الأمنية باعتقال المدعو بشارة الأسمر، وزجه بالسجن، ومحاكمته، لارتكابه جملة جرائم تبدأ بالقدح والذم، ولا تنتهي بالاعتداء على اللبنانيين، من خلال التعدي على أيقونتهم المقدّسة”. وأعلنت أنّها ستتخذ صفة الادعاء الشخصية على من اعتدى على مؤسسها، وتهيب بالمرجعيات القضائية ووزارة العدل للتحرك وانهاء هذه المسألة بسرعة.

 

وزير العدل
من جهته أكد وزير العدل، ألبير سرحان، في تصريح له عبر مواقع التواصل الاجتماعي: “من المؤسف أن يتم التعرض بهذا الشكل المستنكر لقامة وطنية ودينية كبيرة كالبطريرك الماروني الراحل مار نصرالله بطرس صفير، لاسيما وأنّه أصبح في دنيا الحق. والنائب العام التمييزي بالإنابة تحرّك وكلّف قسم المباحث الجنائية المركزية لمباشرة التحقيقات، ليبنى على الشيء مقتضاه”.

 

المستقبل
وتوالت البيانات حتى ساعة متأخرة من الليل، فصدر عن مصلحة النقابات العمالية في “تيار المستقبل” بياناً جاء فيه: “تستنكر مصلحة النقابات العمالية في “تيار المستقبل” ما صدر على لسان رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر من إسفاف كلامي بحق الكاردينال البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، وما يمثله في وجدان اللبنانيين من قيمة وطنية وروحية. وإن ما صدر عن الأسمر كلام مهين بحق كل اللبنانيين، لا يمكن أن يمر مرور الكرام، ولا يمكن تبريره بأنه زلة لسان، وهو بالتالي مردود له ولمن وافقوا عليه وضحكوا له، ولا يليق بالاتحاد العمالي العام وتاريخه النقابي.

 

الرابطة المارونية
كما صدر عن الرابطة المارونية بيان جاء فيه: “تستنكر الرابطة بشدة، وتدين بأقسى العبارات ما تفوه به رئيس الاتحاد العمالي العام بشاره الأسمر وتعتبر أن كلامه خال من التهذيب، ويضرب حرمة الميت، ويسيء إلى اللبنانيين جميعاً من خلال التطاول على رمز وطني وروحي، أجمعوا على احترامه ومحبته.

إن محامي الرابطة يتدارسون موضوع مقاضاة الأسمر أمام المراجع المختصة، كون الرابطة المارونية هي المرجع ذو الصفة بملاحقة القضايا العائدة إلى الطائفة، خصوصا في كل ما يتعلق بمصالحها العليا وكرامتها. ان رئيس الاتحاد العمالي العام، ارتكب حماقة ترقى إلى درجة الخطيئة التي لا تغتفر. وان بيان الاعتذار الذي اصدره ينطبق عليه المثل السائر: عذر أقبح من ذنب”.

 

المركز الكاثوليكي للإعلام
وعلّق مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الأب عبدو أبو كسم: “فوجئنا بالكلام المنحط بحق غبطة أبينا المثلث الرحمة البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، ولم نكن ننتظر من رئيس الاتحاد أن يصل بمستوى كلامه المتدني إلى هذه الدرجة، وعندما يتكلم أحد بصِغر عن رجالات كبار أمثال غبطة البطريرك صفير فهو لا يستحق البقاء في موقع المسؤولية”.

 

حركة الأرض وجزين
ودعتْ “حركة الأرض” البطريرك الراعي إلى “إصدار حرم كنسي على المدعو بشارة الأسمر على إهانته الكنيسة المارونية والمسيحيين واللبنانيين”.

وأصدر نائب رئيس اتحاد بلديات جزين بياناً جاء فيه: أولاً، نتقدّم من بكركي وبطريرك الموارنة الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بأشد الاعتذار، رافضين أن تكون هذه العبارات الحقيرة صادرة من ابن منطقتنا، والذي نتبرّأ من أي من ألفاظه المسيئة لمقام عظيم كالبطريرك صفير. ثانياً، نرفض ونستنكر وندين هذا الانحطاط الأخلاقي الذي وصل إليه من يعتبر نفسه رئيس اتحاد عمالي عام، هو وكل من شاركه هذه القذارة في محاكاة “صخرة” عاش حياة القداسة على الأرض وليس ببعيد أن تعلن قداسته في السماء، فنصلي له أن يسامحكم من عليائه. ثالثاً، نطالب الأسمر بالاستقالة الفورية، لأنه دنّس المركز الذي يعتليه.

 

ماذا قال بشارة الأسمر؟
كلام الأسمر جاء قبل بدء مؤتمره الصحافي غافلاً عن الكاميرات والميكروفونات، وحسب الفيديو المسرب والمنتشر بكثافة، قال الأسمر ممازحاً بقية ألاشخاص الذين اعتلوا المنبر إلى جانبه: “بعدين هلق البطرك ما عش إلو دور.. هيدا صار قديس! الليلة، كل الليل أنا صلي بركي بيطلعلي شعر (مشيراً نحو رأسه) وبيصير يقوم معي مظبوط (مشيرا إلى عضوه التناسلي) لأنو صار قديس”.

 

إعتذار بشارة الأسمر
وبعد تداول الفيديو المسرب لفعلة الأسمر، حاول الأخير تدارك السوء الذي اقترفه وأصدر بياناً قال فيه: “يتمّ التداول بفيديو مصوّر ينقل عنّي كلاماً قلته في معرض المزاح، وقبل بدء التصوير أثناء مؤتمر صحافي، إلا أنّ بعض المغرضين قاموا بتسريبه عمداً.. أؤكد أنّني أكنّ للبطريرك الراحل مار نصرالله بطرس صفير جزيل الاحترام، كما للبطريرك مار بشارة بطرس الراعي، ولجميع المقامات الروحيّة. وما قلته ليس سوى زلّة لسان أملك الجرأة للاعتذار عنها وأضع اعتذاري هذا بتصرّف البطريرك الراعي، رأس الكنيسة المارونيّة التي لي شرف الانتماء إليها”.

 

Leave a Reply