من القمر إلى الأرض… مهندسة لبنانية تبني المدارس في أفريقيا باستخدام تقنية لبناء المساكن على سطح القمر

المهندسة ليلى مروي

بهدف المساهمة في تسهيل عملية التعليم في المناطق المحرومة، قررت المهندسة اللبنانية ليلى مروي استخدام تقنية مبتكرة لبناء المدارس في السينغال وتحديدًا في قرية تيفوان بوله.

 

التقنية هي عبارة عن تصنيع الطوب (أحجار تشبه أحجار القرميد) لبناء هياكل المدارس من خلال مواد بناء متوفرة في موقع البناء نفسه، ما يوفّر عناء نقل الأحجار من مكان إلى آخر.

 

الطوب بحسب طريقة ليلى هو عبارة عن أكياس يتم تقطيعها وحشوها بمواد البناء المتوفرة (رمل، طين…) وخلطها مع عناصر أخرى حتّى تصبح مادة بناء طويلة الأمد، ومن ثم يتم ضغطها وتثبيتها ببعضها البعض من خلال قضيب معدني، فتصبح على شكل أحجار.

 

التقنية التي تستخدمها ليلى ليست فكرتها الخاصة بل تم ابتكارها في الأساس لبناء ملاجئ على سطح القمر، حيث أن الطوب هو مادة بناء طبيعية تستعمل في التشييد وتُصنع من الصلصال والرمل والماء والقليل من التبن وتتطابق مع المادة الرملية الموجودة على سطح القمر بنسبة 99.6% بحسب العينات المقدمة من بعثات “أبولو” التابعة لوكالة ناسا.

 

وقد قررت المهندسة ليلى اعتماد هذه الطريقة من أجل تشييد المدارس في السينغال، علمًا أن مروي هي أحد مؤسسي جمعية “دعونا نبني مدرستنا الخيرية” التي تهدف إلى تحسين ظروف التعليم في المناطق المحرومة، ليس من خلال زيادة عدد المدارس فحسب، إنما باعتماد ما يعرف بـ “هندسة الأرض” أي استعمال مواد للبناء مثالية للمناخ الحار تمتص الهواء البارد ليلاً ما يخفض الحرارة أثناء النهار، ويحافظ على برودة الصفوف الدراسية، ما يساعد التلاميذ على التركيز خلال وقت الدرس، فضلًا عن كونها مقاومة للمطر، كما أن المهندسة تحرص على ترك مسافات بين الطوب من أجل التهوية.

 

تقنية الأكياس المستخدمة لبناء المدارس

 

مبادرة مروى كان لها تأثير إيجابي كبير على التلاميذ في القرية، حيثّ وفرت عليهم قطع مسافات طويلة للوصول إلى المدارس، وكانوا يتناوبون على حضور الفصول الدراسية نظرًا لعددهم الكبير، أما بعد بناء هذه المدرسة أصبح بإمكانهم الحضور إلى الصفوف من الاثنين إلى الجمعة.

 

كما أن المبادرة ساهمت بتأمين فرص عمل للسكان المحليين من الرجال.

 

وقد أكدت المهندسة اللبنانية ليلى مروي على أن عملها لن ينتهي هنا، فالمشروع القادم سيكون في كازامانس، آملة أن تصدر نفس النموذج الأولي للبناء في كل مكان في العالم يحتاج سكانه إلى المزيد من المدارس، وربما إلهام المجتمعات لبناء منازلهم الخاصة وتوسيع قراهم بنفس تلك التقنية في البناء.

 

لمشاهدة فيديو المقابلة مع المهندسة ليلى عبر موقع BBC إضغط هنا

Leave a Reply