النحات اللبناني بسام مشنتف يُبدع خارج حدود الوطن… و500 منحوته في رصيده
خارج حدود الوطن يتألق النحات اللبناني بسام مشنتف، الذي يحيل بإزميله الصخور والحجارة الصماء إلى أعمال فنية تنطق جمالا، لكل منها قصة وفكرة.
مشنتف ابن بلدة عبرا في قضاء صيدا جنوبي لبنان عاش فترة دراسته في بلده، ثم سافر إلى إيطاليا أثناء الحرب لإكمال تعليمه العالي، وهناك تعلم فن النحت قبل أن ينتقل ليستقر في سلطنة عُمان حيث كان والده يدير معملا للرخام هناك.
وكان قرب مشنتف من بيئة وعمل والده في الرخام والحجر سببا لبزوغ موهبته، ومن أودية عُمان التي يجول فيها باستمرار منذ نحو 4 عقود، صار ينتقي حجارتها ليصنع منحوتاته ويستوحي أفكاره.
ويقول مشنتف في حديث خاص لموقع “سكاي نيوز عربية”: “أحببت الحجر منذ الصغر، فصنعت أول تمثال منه عندما كنت في عمر 13 عاما وقدمته هدية لوالدتي بعدما أتيت بالحجر من إحدى أراضي بلدتي الجنوبية”.
وأضاف: “أنا هاو للنحت وللفن وسأبقى أعتبر نفسي كذلك، فلا أنفذ أعمالا فنية من أجل المادة، إنما للسعادة التي تغمرني عندما أرى نتيجة كل شكل أنفذه وأحوله إلى رسائل وأفكار تنتشر انطلاقا من لبنان إلى العالم”.
وكشف الفنان أنه زار في عام 1997 النحات اللبناني المبدع ألفريد بصبوص في بلدة راشانا بمحافظة جبل لبنان، التي تعتبر متحفا مفتوحا من التماثيل واللوحات الفنية على الصعيد العالمي، وأطلعه على بعض منحوتاته، وتوقع له بصبوص مستقبلا زاهرا.
ويضيف مشنتف: “أرسم الفكرة بعيني وبمخيلتي قبل أن أنحتها على الحجر الأصم، وبالنسبة لي الفن رسالة والناس يفهمونها من دون حاجة للشرح كل على طريقته، ورسالتي هي جعل الحجارة الصماء ناطقة وناقلة للشعور والإحساس”.
لم تتح الفرصة بعد لمشنتف لإقامة معرض حيث يقيم في العاصمة العمانية مسقط، لكنه يقول: “انتشرت منحوتاتي في أرجاء العالم وحملت بصمات لبنانية وهذا يكفيني فخرا، وخاصة في إيطاليا حيث درست”.
كما قدمت منحوتته المميزة لسفينة “تيتانيك” الشهيرة التي غرقت في المحيط الأطلسي عام 1912، إلى متحف جامعة اللويزة في جبل لبنان.
وقال مشنتف: “أميل حاليا إلى النحت السريالي التجريدي في مفهوم خاص بي. أحاول تحويل المبهم والغريب في النحت والحجر للتعبير عن فكرة، فأجسد الصخرة محنية الظهر مثلا كإشارة للتعب وللهموم”.
ويختم: “النحت على الحجر شغف، وقد أدخل الخشب أحيانا في منحوتاتي على الرخام، وأكتب من خلال ذلك قصة أريد تجسيدها بأسلوب سريالي تجريدي لإيصال الفكرة إلى المتلقي ولكن بشكل غير مباشر”.
وفي رصيد مشنتف أكثر من 500 منحوتة، تنتشر في مراكز مهمة في مسقط وأنحاء سلطنة عُمان بشكل عام.
المصدر : صوت بيروت انترناشونال