فتاة تحوّل هوايتها إلى مصدر رزق وتجني أرباحًا بقيمة 1.2 مليون دولار تعرّفوا على قصّتها
تخرجت هذه الفتاة في جامعة كليمسون (كارولينا الجنوبية) وهي في الـ26 من عمرها، ثم انتقلت إلى بوسطن على أمل إيجاد عمل لتعيل نفسها، ولكن في كل الوظائف التي تقدمت لها كانت الإجابة “أنت لا تصلحين”.
تقول الكاتبة كوري ستيغ -في تقرير نشره موقع “سي إن بي سي” (Cnbc)- إن السيدة كوليت ديفيتو قصتها ملهمة، إذ تمكنت في ظرف 5 سنوات من تأسيس شركة لإنتاج البسكويت وصلت مكاسبها إلى 1.2 مليون دولار حتى الآن.
تقول كوليت ديفيتو -التي عمرها 31 عاما الآن- في لقاء لها مع محطة “سي إن بي سي” الأميركية: “لقد كنت جاهزة لأستقل بنفسي وأتحمل المسؤولية، ولكنني واجهت صعوبة كبيرة في إيجاد عمل”.
تنحدر كوليت ديفيتو -التي ولدت بخلل جيني يسمى متلازمة داون- من عائلة فيها كثير من رواد الأعمال، ولقد كانت طموحة جدا وقررت تحويل هوايتها إلى مصدر للدخل.
وقد واجهت في البداية صعوبة في إطلاق هذا المشروع، إلا أن والدتها روزماري ألفريدو قررت تعليمها أبجديات إدارة المشاريع الصغرى. واليوم تقوم كوليت ديفيتو بتشغيل شركتها الخاصة “كوليتيز كوكيز” (Collettey’s Cookies)، وهي شركة ناشئة سريعة النمو تبيع البسكويت عبر شبكة الإنترنت، وفي 7 محلات تجارية، وفي واحدة من كبرى حدائق بوسطن. وحققت هذه الشركة حتى الآن مكاسب بقيمة 1.2 مليون دولار منذ إطلاقها في ديسمبر/كانون الأول 2016.
وتشغّل هذه الشركة 15 موظفا، أغلبهم لديهم إعاقات، وتؤكد كوليت ديفيتو أنها تعمدت توظيف هؤلاء الأشخاص، لمساعدتهم على دخول سوق العمل، لأنها تعرف جيدا الصعوبات التي يواجهها الذين ولدوا بإعاقات في الولايات المتحدة. كما أن المكتب الأميركي لإحصاءات العمل أكد أنه خلال عام 2020، تمكن 17.9% فقط من أصحاب الاحتياجات الخاصة من إيجاد وظيفة.
وتخصص ديفيتو جزءا من جهدها ووقتها لتقديم التدريب المباشر للموظفين الجدد الذين لديهم إعاقات، حتى تساعدهم على الاندماج والقيام بعملهم على أفضل وجه، وهي تعتبر أن هذا الدور يمثل مهمة نبيلة يجب عليها مواصلة القيام بها.
وتشير الكاتبة إلى أن ريادة الأعمال والابتكار يسري في عروق عائلة ديفيتو، إذ إن جدها كان يمتلك شركة للديكورات وتنسيق الحدائق، وأمها وخالاتها يمتلكن أيضا مشاريع خاصة بهن، ولذلك فإنها ورثت عنهم العناد والاستقلالية والقدرة على اتخاذ القرارات الهامة، وهي الصفات التي يجب أن يمتلكها الشخص لينجح في عالم الأعمال.
وقد شرعت أمها في تعليمها إدارة الأعمال من خلال شرح الجوانب اللوجستية والقانونية المتعلقة بتسجيل الشركة وتصميم شعار وإنشاء موقع إلكتروني. ثم بدأت كوليت ديفيتو بتحضير البسكويت الذي كانت تهوى صنعه منذ أن كانت في الرابعة من عمرها، وتقوم بإيصال عينات منه بمختلف النكهات إلى محل في بوسطن معروف ببيع هذا النوع من المنتجات. ولأنها كانت تعد نوعا من البسكويت بالشوكولاتة والقرفة لذيذا جدا، فإن مالك هذا المحل قرر التزود بكمية كبيرة من منتجاتها. وفي البداية، كانت ديفيتو مرتبكة وتخشى ألا تكون قادرة على توفير كميات كبيرة من الدقيق وبقية المكونات، ولكنها مع الوقت أصبحت تتمتع بالثقة والخبرة.
بعد ذلك حصلت هذه السيدة على منفذ للبيع في مركز تجاري آخر، وزاد إنتاجها. واليوم تبرز شركة “كوليتيز كوكيز” على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ يتابعها أكثر من 40 ألفا على فيسبوك و28 ألفا على إنستغرام.
وبحسب موقع الشركة، فإن بسكويت رقائق الشوكولاتة والقرفة، الذي يسمى “البسكويت المذهل” هو أكثر منتجات الشركة رواجا.
المصدر : الجزيرة