من اللعب ما قتل! قصص عن أطفال ماتوا بسبب الألعاب الإلكترونية

قصص عن أطفال ماتوا بسبب الإدمان على الألعاب الإلكترونية

صنفت منظمة الصحة العالمية بشكل رسمي مواصلة لعب ألعاب الفيديو أو الألعاب الإلكترونية كإدمان يؤدي إلى الهوس، وأعلنت أن المصابين بهذا الهوس لديهم سمات معينة وهي عدم القدرة على التوقف عن اللعب، ووضع اللعب كأولوية قصوى أكثر من الأولويات الأخرى، ومواصلة اللعب بالحماس نفسه رغم المؤشرات السلبية التي تظهر على الشخص، سواء كانت صحية أو نفسية أو اجتماعية.

 

وبحسب المنظمة فإن الشخص يصنف كمصاب بهذا المرض إن استمر سلوكه الإدماني لمدة 12 شهرا على الأقل، غير أنه يمكن تأكيد التشخيص خلال مدى زمني أقل من ذلك في حالة التيقن من وجود كل الأعراض عليه.

 

يظن الكثيرون أن خطر هوس الألعاب الإلكترونية يتمثل في أشياء مثل الفشل الدراسي، أو التسبب في مجموعة من الأمراض العضوية، لأن اللعب الإلكتروني يجبر اللاعب على الجلوس لفترات طويلة مما يدفعه إلى تناول أطعمة غير مغذية إضافة إلى الخمول، وربما أقصى ما يعتقده البعض هو أن إدمان الألعاب الإلكترونية العنيفة يحول اللاعب إلى شخص عنيف، ولكن للأسف فإن خطر هذه الأمراض يمتد لما هو أكثر، فتلك الألعاب الإلكترونية قد تتسبب في مقتل الأطفال والمراهقين بل وحتى البالغين.

 

من اللعب ما قتل
في عام 2005 وبحسب موقع “بي بي سي”، توفي شاب بكوريا الجنوبية كان يمتهن اللعب إلكترونيا مقابل 100 ألف دولار سنويا، وجاءت وفاته بعد الاستمرار في لعب “ستار كرافت” ضد منافسين متعددين عبر شبكة الإنترنت لمدة 50 ساعة، كان يتخللها استراحات شديدة القصر، ثم انهار فجأة على كرسيه وتوقف قلبه عن العمل، وشخص الأطباء حالته بكونه أسرف في الإجهاد والانفعال.

 

أما في عام 2010، وبحسب الغارديان، فقد اندمج والدان كوريان في تربية طفلة بداخل لعبة إلكترونية، حتى أنهما نسيا إطعام طفلتهما الحقيقية التي جاعت حتى الموت ووجهت تهمة الإهمال والقتل الخطأ إلى الزوجين، وفي عام 2015 بالصين توفي شاب يبلغ 24 عاما في مقهى للإنترنت بعدما لعب 19 ساعة متواصلة دون أخذ أي استراحة، وسقط ميتا في كرسيه الذي لم يغادره طول تلك الفترة.

 

بالطريقة نفسه توفي رجل تايواني (32 عاما) وكان عاطلا عن العمل، فأدمن ألعاب الفيديو وتوفي بعد اللعب لمدة 3 أيام متواصلة في مقهى للإنترنت.

ومؤخرا توفي مراهق بالهند كان يبلغ من العمر 16 عاما، ظل يلعب اللعبة الأكثر شعبية PUBG بشكل متواصل لمدة 6 ساعات، ثم انفعل بشدة عندما خسر في اللعبة فلم يتحمل قلبه كل هذا الانفعال وتوقف عن العمل، لتنتهي حياة الصبي بسبب خسارة اللعبة الإلكترونية، وقبل هذا الحادث بأيام قليلة توفي شاب عمره 20 عاما بعدما لعب اللعبة نفسها لمدة 45 يوما متواصلة، ثم بدأ يشكو آلاما في الرقبة ونقل للمستشفى في الحال ومات أثناء محاولة علاجه، أرجع الأطباء موته إلى تهتك أعصاب الرقبة.

 

رغم ندرة الوفيات الناتجة عن هوس اللعب الإلكتروني ولو لفترات طويلة، فإنه يظل أمرا وارد الحدوث كما ورد في الحوادث السابق ذكرها، وتنتشر الوفيات في شرق آسيا لأن الكثيرين أصبحوا يمارسون اللعب الإلكتروني بدلا من ممارسة الرياضة الاعتيادية، كما أن ماراثون اللعب الإلكتروني المباشر ساهم في هذا الأمر، حتى أنه أصبح هناك فئة في موسوعة غينيس لصاحب أطول فترة متواصلة في ألعاب الفيديو، والرقم العالمي حاليا مسجل باسم “كاري سفيدكي” الذي ظل يلعب بشكل متواصل لمدة 138 ساعة و34 ثانية.

 

 

جوال ذكي بجرعة كوكايين
في السياق نفسه صرحت ماندي سالغاري المتخصصة في العلاج من الإدمان، بأن إعطاء الأطفال جوالا ذكيا يتساوى في الخطورة مع إعطائهم غراما من الكوكايين، وأعلنت أنه يجب على الأهل أن ينتبهوا للوقت الذي يقضيه الأطفال أمام الشاشات المختلفة مثل حرصهم على عدم تناول الأطفال للخمر أو المخدرات. وبحسب موقع الإندبندنت فإن مراكز إعادة التأهيل المختصة بمدمني الشاشات الإلكترونية أصبحت تستقبل أعدادا كبيرة من المراهقين في عمر 12 و13 عاما.

 

بشكل عام، فإن التحذير من خطورة إدمان الألعاب الإلكترونية ليس بجديد، ولكن تصنيف هذا الإدمان بشكل رسمي كهوس مرضي من قبل منظمة الصحة العالمية قد يشكل دفعة كبيرة لزيادة الوعي بهذا “المرض” واتخاذ خطوات جادة على مستوى الأسر والمجتمعات لمواجهته.
 

المصدر : الجزيرة

Leave a Reply