إنطلاق موسم صيف الشوف 2019: ثقافة المحبة والحياة
تخطّت مشهدية اللقاء الجامع في قصر المير أمين مجرد إطلاق موسم “صيف الشوف 2019” لتجسّد رسالةً أرادت رئيسة مهرجانات بيت الدين الدولية نورا جنبلاط توجيهها برقيّها المعهود “ثلاثية الثقافة والفرح والحضارة نهجنا، وبه نتمسك”.
لا شك أنّ توقيت اللقاء على مأدبة غداء في قصر المير أمين في الشوف بمشاركة إعلامية لافتة، وبتعاون الفعاليات كافة في المنطقة بمختلف إنتماءاتها السياسية والطائفية، لا ينفصل عن رفض محاولات توتير الأجواء في جغرافيا الجبل، لا بل هو أبلغ ردّ على افتعال الفتن، فكما انتصرت المصالحة على الأحقاد، تنتصر ثقافة الحياة في الشوف على خطابات نبش القبور وسياسات زرع الشقاق والتفرقة بين أبناء الوطن.
رعاية وزير السياحة أفاديس كيدانيان لحفل إطلاق صيف المهرجانات في الشوف، وهو المنحاز للنهج السياحي وعرّابه بدا متناغما وهدف الحفل ” مبادرة السيدة نورا ممتازة لإطلاق موسم صيف 2019 من الشوف إلى كلّ لبنان، وإنّني تعهدت بنقل ثقافة المحبة والضيافة والرقي في التعامل بين اللبناني والسائح ، هذه السنة سنحطّم الأرقام القياسية للسياحة في لبنان”. وعلى طريقته أشار إلى النهج القاتم وتداعياته السلبية ” ما حدن ممكن يربح اذا الوطن خسر او منربح كلنا او منخسر كلنا”.
جنبلاط التي صنعت من خشبة بيت الدين صورة حضارية ثقافية على مدى خمسة وثلاثين عامًا، واستمرت بتجديدها سنوياً طيلة تلك السنوات رغم كل الصعوبات والتحديات، أكّدت مضيّها بنشر ثقافة الفرح والحياة من خلال المهرجانات التي تستقطب 30 ألف شخص في كلّ موسم، داعية إلى الترفع عن الحسابات الفئوية الصغيرة.
أبناء الجبل بكل تلاوينه تلاقوا في قصر المير أمين لدعم الموسم السياحي، ومحوره مهرجانات بيت الدين الدولية التي تنطلق الخميس المقبل في 18 تموز وتستمر حتى العاشر من آب، فضلاً عن السياحة البيئية الناشطة في الشوف لاسيّما في محمية أرز الشوف، وبيوت الضيافة والعشاء القروي في البلدات. فتماهت رسالتهم وروعة المكان، ولعل صورة المطران والشيخ وما تمثل من رمزية، يشاركان جنبلاط إطلاق صيف المهرجانات، أبلغ تعبير عن قدسيّة الحياة التي تجمع أبناء الشوف في عيشهم الواحد في ربوع إحدى أروع مساحات وطن الـ 10452 كلم مربع.
مشاركة النائب فريد البستاني من تكتل “لبنان القوي” بدت لافتة أيضّاً، بحيث جلس إلى طاولة السيدة جنبلاط فكان أوّل الواصلين وبقي طوال الوقت، في لفتة داعمة لحدث إطلاق صيف المهرجانات في منطقته بعيدًا عن حسابات ومواقف فريقه السياسي، وهو المتمايز في خطابه وأدائه.
الدعم الأكبر للقاء بيت الدين ورمزيته في تكريس لغة الفرح ونبذ لغة التفرقة، أتى من كبار الإعلاميين الذين لبّوا الدعوة قادمين من أماكن بعيدة. عن جمالية الشوف وروعته ونظافة بيئته تحدّثوا، وعن حسن الضيافة وحفاوة الإستقبال، وهي عادات متأصّلة بين أبناء الجبل، عمرها من عمر الإمارة. ولعلّ ما كتبه الإعلامي فارس الجميل على صفحته على الفيسبوك يختصر المشهد.
صيف الشوف 2019
الشوف المكلل بالارز الخالد الرابض على أرض صلبة لا تؤثر فيها العواصف وغدرات الزمان والحروب التي ولتّ إلى غير رجعة باذن الله، كان اليوم على موعد مع إطلاق “موسم صيف الشوف 2019” في لقاء جامع أقيم في قصر المير أمين في بيت الدين تخللته كلمات عدّة شدّدت على الدور الوطني والسياحي والانمائي للشوف. وقد اختصرت رئيسة لجنة مهرجانات بيت الدين السيدة نورا جنبلاط اللقاء بالقول”أمامنا صيف واعد، فلنترفع جميعا عن الحسابات الفئوية الصغيرة ولنكرس جهودنا المشتركة لتحقيق المزيد من الإنماء في الشوف لخدمة الإنسان أوّلاً وأخيرا”.
سيدة نورا اقدر على الدوام جهدك وعطاءك الجامع وحضورك المحبب، واكرّر ما قلته لك خلال اللقاء” لو جرت الإنتخابات على مستوى لبنان ككل، لكنت بالتأكيد من اوائل الفائزين، ليس بمقعد نيابي، بل باستفتاء التقدير الجامع لك من كلّ الناس. شكراً لك والله يعطيك العافية”.
دعم فني للسياحة في الشوف تجلّى بمشاركة العديد من الوجوه الفنية، رئيس نقابة الفنانين المحترفين جهاد الأطرش، نقيب محترفي الموسيقى والغناء فريد أبو سعيد، المايسترو باركيف تاسلاكيان، فضلا عن شخصيات مصرفية بلدية اجتماعية ثقافية. وكان لرئيس بلدية الباروك إيلي نخلة كلمة دعا خلالها السياح واللبنانيين إلى زيارة الشوف والتمتّع بطبيعته الخلّابة والتعرف على حِرَفه والتجول في أسواقه، ولم ينسّ دعوة الجميع للتصويت لبلدة الباروك في قائمة التنافس بين البلدات على تاج الجمال. وكذلك ابن إقليم الخروب رئيس اتحاد بلديات إقليم الخروب الشمالي المهندس زياد الحجار رأى في الإحتفال تمثيلًا لقوة الخير والسلام والتلاقي.
المصدر: لبنان24