حرائق غابات الأمازون..”رئة الارض”
على الرغم من أن الخبر بالغ الأهمية، إلا أننا وللأسف لم نسمع عنه بشكل كبير في نشرات الأخبار ومواقع التواصل الاجتماعي إلا منذ ساعات وأيام قليلة، نحن هنا نتحدث عن حرائق الأمازون الهائلة التي تندلع منذ فترة دون أن يتحرك العالم ليدافع عن “رئة الأرض”. وفي التفاصيل، سجلت حرائق غابات الأمازون المطيرة رقماً قياسياً، وسط تحذيرات من تداعيات الأمر على بيئة الأرض. وأوضح مركز أبحاث الفضاء البرازيلي أنه أحصى وجود 72 ألف حريق في الغابات الشاسعة التي يقع الجزء الأكبر منها في البرازيل. ويرتفع هذا الرقم بنسبة 83% عن الحرائق التي حدثت في الفترة نفسها من العام 2018. والحرائق التي اندلعت في 2019 هي الأعلى منذ بدء عملية تسجيل الحرائق في غابات الأمازون عام 2013. ورصدت الأقمار الصناعية نحو 9500 حريق في غابات الأمازون الموجودة في البرازيل منذ الخميس الماضي.
إقرأ ايضاً: إرسلان على رأس وفد سياسي في بيت الدين
حوض الأمازون يضم أكبر غابة استوائية مطيرة في العالم، تشمل أجزاءً من تسع دول وهي البرازيل، وبوليفيا، والبيرو، والإكوادور، وكولومبيا، وفنزويلا، وغيانا، وسورينام، وغيانا الفرنسية. وتتكون هذه الغابات من أعداد هائلة من الأشجار، والأنهار، والحيوانات البرية التي لا توجد في مكان آخر في العالم أو انقرض بعضها، هذا بالإضافة الى نُظم إيكولوجية مختلفة تتنوع ما بين السافانا الطبيعية والمُستنقعات. في عام 1500 كان يتراوح عدد السكان المحليين والقبائل التي تعيش في الأمازون من 6 الى 9 ملايين نسمة، أما حالياً فيبلغ 250 ألفاً مُقسمينَ بين عدةِ قبائل، ويتحدثون أكثر من مئةٍ وسبعين لغة مُختلفة، ويُعتقد أنه لا يزال هُناك خمسون قبيلة أمازونية لم تتصل أبداً مع العالم الخارجي. أدت الزيادة السكانية، وإدخال الآليات الزراعية، واستغلال خيرات الأمازون اقتصادياً إلى إزالة جزء يُقدر بمليون وأربعمئة ألف هكتار من الغابات في عام 1970.
إقرأ ايضاً: 40 مطبًّا بين قرى المناصف والشوف الأعلى ترهق المواطنين يوميًا
يعود تاريخ غابة الأمازون إلى أكثر من 55 مليون سنة، وهي عبارة عن غابات مطيرة، تقع ثلثها في البرازيل. تُشكل أكثر من نصف الغابات المطيرة في العالم، وتأتي بعدها الغابة المطيرة في حوض الكونغو وإندونيسيا بالمرتبة نفسها. تبلغ مساحة غابات الأمازون 6 ملايين و900 ألف كيلومتر مربع، ما يجعلها أكبر من مساحة الولايات المتحدةِ الأميركية ب48 مرة، وتُغطّي نحو أربعين بالمئة من قارةِ أميركا الجنوبية. يوجد فيها أكبر نهر في العالم، ويُسمى بنهر الأمازون، كما يوجد فيها حوالي 16 ألف نوعٍ مُختلفٍ من الأشجار، ويبلغُ عددها 390 مليار شجرة، وأكثر من 40 ألف نوعٍ من النباتات، وما يقاربُ 3 آلاف نوع من الفواكه القابلة للأكل، بالإضافة الى أكثر من مليونين وخمسمئة مليون نوع من الحشرات. توجد فيها كذلك أخطر أنواع الثعابين، والعناكب، كما أنّها موطن الأناكوندا والخفافيش الماصّة للدم، والضفادع السامة. يشار الى أن مياه الأمطار التي تهطل في الأمازون تحتاج إلى عشر دقائق حتى تصلِ إلى الأرض بسبب أوراق أشجارها العريضة التي تحجب أشعةِ الشمس أيضاً.
المصدر:صيحاتت