في مبادرة غير مسبوقة على مستوى الجامعات اللبنانية، نظّمت كلية العلوم الإنسانية في جامعة بيروت العربية مؤتمرًا طلابيًا بعنوان: “لغتنا العربية: كيف نحب أن نتعلمها ونتواصل بها؟”، استضافت فيه طلاب المرحلة الثانوية من مختلف المدارس اللبنانية، بحضور أكاديمي وتربوي لافت.
شارك في المؤتمر عميد كلية العلوم الإنسانية البروفيسور صديقة لاشين، ورئيس قسم اللغة العربية الدكتور بشير فرج، ومنسّق برنامج “عين” الدكتور خليل عجينة، إلى جانب مديري مدارس وطلاب وأساتذة جامعيين، حيث ناقش الحضور واقع تعليم اللغة العربية وتحدياته وآفاق تطويره، من وجهة نظر الطلاب أنفسهم.
ثلاثة محاور… وصوت الطلاب أوّلًا
انقسم المؤتمر إلى ثلاث جلسات رئيسية تناولت محاور:
• اللغة العربية: هوية، انتماء، ثقافة، ومستقبل
• تحديات تعلم اللغة العربية ومهاراتها
• كيف نحب أن نتعلم اللغة؟ رؤى وتجارب طلابية
هدف المؤتمر إلى تشخيص مشكلات تعليم اللغة العربية كما يراها الطلاب، وتعزيز مهاراتهم في النقاش والعرض، مع تقديم اقتراحات عملية تواكب تطلعات الجيل الجديد، وتعزز العلاقة بين المدارس والجامعة من خلال تبادل التجارب.
من الجامعة إلى الطلاب: سنصغي إليكم
استُهلّ المؤتمر بالنشيد الوطني ونشيد الجامعة، ثم عُرض فيلم وثائقي عن كليات الجامعة واختصاصاتها، لتتوالى بعدها الكلمات الترحيبية، أبرزها كلمة البروفيسور صديقة لاشين التي شكرت رئيس الجامعة البروفيسور وائل نبيل عبدالسلام على جهوده “في النهوض باللغة العربية داخل الجامعة”، مؤكدة أن هذا المؤتمر هو “الأول من نوعه الذي تقيمه جامعة لبنانية”، وأنه يعكس “إيمان الكلية بضرورة الإنصات للطلاب والعمل بملاحظاتهم”.
ودعت عميدة الكلية الطلاب إلى التفاعل قائلة: “سننصت إلى متطلباتكم، ونأخذها على محمل الجد، وسندرجها في خطط تعليمية مستقبلية”.
بدوره، شدّد الدكتور خليل عجينة على أهمية تحويل تعليم اللغة العربية إلى تجربة حيّة، وأثنى على الطروحات الطلابية المبدعة، بينما دعا الدكتور بشير فرج الطلاب إلى التمسّك بلغة الضاد وعدم استبدالها، مشيرًا إلى ضرورة إيجاد توازن بين استخدامها واللغات الأجنبية.
إبداعات طلابية وحوارات تفاعلية
تميّز المؤتمر بعروض طلابية إبداعية تضمنت لوحات شعرية، ومشاهد تمثيلية، ومداخلات حوارية، عبّرت عن التحديات التي تواجههم في تعلم اللغة العربية، واقتراحاتهم لجعلها لغة محببة وفعالة.
أدار جلسات الحوار كل من الدكتور نور الدين عابدين، الدكتور خليل عجينة، والدكتور سمير عيتاني، وتناولت الجلسات محاور الهوية، الصعوبات التعليمية، وسبل تحويل اللغة إلى مادة محببة من خلال أساليب تفاعلية حديثة.
توصيات المؤتمر: نحو لغة حيّة ومواكبة
اختُتم المؤتمر بسلسلة توصيات أبرزها:
• اعتماد أساليب تفاعلية ومشاريع جماعية لتعليم اللغة.
• دمج اللغة العربية في النشاطات اليومية داخل المدارس.
• إعادة النظر بالمناهج والمقررات لتتلاءم مع اهتمامات الجيل الجديد.
• استبدال الامتحانات التقليدية بتقييمات تطبيقية ومشاريع إبداعية تعكس المهارات الحقيقية للطلاب.
بهذا، يكون المؤتمر قد فتح نافذة جديدة للتفكير في تعليم اللغة العربية من خلال صوت الطلاب أنفسهم، في تجربة تعليمية تضع المتعلم في موقع الشريك الفعلي في رسم مستقبل لغته وهويته.