أعلن رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام الحداد الرسمي في البلاد لمدة ثلاثة أيام، من الإثنين 21 نيسان حتى الأربعاء 23 نيسان 2025، حدادًا على وفاة البابا فرنسيس عن عمر يناهز 88 عامًا، في لفتة تعكس احترام لبنان العميق للزعيم الروحي الذي ترك بصمة إنسانية وروحية عالمية.
وتتزامن مراسم الحداد مع بدء الفاتيكان تنفيذ سلسلة طقوس جنائزية استثنائية، تعكس التعديلات التي أدخلها البابا الراحل على مراسم دفن البابوات. وقد أوصى فرنسيس بأن يُدفن في تابوت خشبي واحد مبطّن بالزنك بدلًا من التوابيت الثلاثة التقليدية، كما طلب أن يُدفن في بازيليك سانتا ماريا ماجوري في روما، تعبيرًا عن حبه العميق للعذراء مريم، وأن لا يُعرض جثمانه على منصة مرتفعة بل داخل تابوت مفتوح لتوديع شعبي بسيط.
وبحسب التقليد، تستمر فترة الحداد الكنسية لمدة تسعة أيام (نوفيندياليس)، وتُقام خلالها قداديس يومية في كاتدرائية القديس بطرس، على أن يُدفن البابا بين 25 و27 نيسان. ومع ختام مراسم الدفن، ينطلق الكونكلاف لانتخاب البابا الجديد، بمشاركة الكرادلة الذين تقل أعمارهم عن 80 عامًا.
أمنيًا، فرضت الفاتيكان بالتعاون مع السلطات الإيطالية إجراءات مشددة، تشمل الحرس السويسري، ودرك الفاتيكان، والشرطة الإيطالية، إضافة إلى استخدام تقنيات مراقبة متقدمة كالمسيّرات والذكاء الاصطناعي، لضمان أمن الحشود المتوقعة في روما.
ويُتوقّع أن تستقطب الجنازة حضور شخصيات رفيعة من رؤساء دول وزعماء دينيين ومسؤولين دوليين، بالإضافة إلى عشرات الآلاف من الحجاج، مما سيؤدي إلى ازدحام كبير في مطارات روما، خاصة “فيوميتشينو”، مع احتمال اضطرابات في الرحلات الجوية.
في باريس، أعلنت رئيسة البلدية آن إيدالغو إطفاء أضواء برج إيفل مساء اليوم تكريمًا للبابا فرنسيس، وأشارت إلى نيتها إطلاق اسمه على أحد المواقع العامة في العاصمة الفرنسية، إشادةً بـ”التزامه تجاه الأكثر ضعفًا، ودفاعه عن البيئة واللاجئين”.