“عم إسمعك”.. مبادرة للخروج من الأزمات النفسية

كتب الصحافي الأستاذ عبدالله ذبيان في موقع الميادين:

لا تغفلوا أن الصحة النفسية لا تقل أهمية عن الصحة البدنية، لذا اطلبوا المساعدة، بوحوا، تحدثوا، عبّروا، ” فضفضوا” لمن ترونه مناسباً ومريحاً، لا بل مختصاً بكل ما هو نفسي وفق المنظمات الإنسانية.. من هنا كانت حملة “عم إسمعك” الرائدة في هذا المضمار.

هل تدركون معنى الصحة النفسية؟ هل يفقه البعض أن التوتر  والاكتئاب و ما نسمّيه في حياتنا بـ “الستريس” (Stress) قد يفضي إلى عواقب لا تُحمد عقباها.

هل تدركون أن الصحة النفسية لا تقل أهمية عن الصحة البدنية؟ تواصلوا مع أنفسكم،  اطلبوا المساعدة، بوحوا، تحدثوا، عبّروا، ” فضفضوا” لمن ترونه مناسباً ومريحاً، لا بل مختصاً بكل ما هو نفسي..

الوحدة قد تجرّ إلى منحدرات لا تُعرف مآلاتها، فلا تترددوا في طلب الرفد الصحي النفسي المطلوب،لا تجعلوا أنفسكم أسرى قضبانٍ شخصية وهمية!

تفرد منظمة “اليونيسف” مساحة للحديث عن هذه المشكلة التي تتفاقم في عالمنا، وخاصة في الدول التي تعيش أزمات واضطرابات وحروباً، فتقول “إن تعزيز الصحة النفسية والعناية بها لا يقلّان أهمية عن العناية بالصحة الجسدية، بل يُعتبران مكملّاً لها. نحن كأفراد نمرّ بالعديد من الضغوط الحياتية والاجتماعية والاقتصادية والعاطفية التي تولّد الإرهاق والتوتر والاكتئاب، والتي تؤدي دوراً كبيراً في صحتنا النفسية. وتؤثر حالتنا النفسية على الأنشطة اليومية والتواصل الاجتماعي مع العائلة والأصدقاء والمجتمع،تعرّفوا هنا على بعض المؤشرات التحذيرية والأعراض المبكرة لحالات الصحة النفسية.

حملة إنسانية: “عم إسمعك”

وفي السياق، وعبر خطوة مهمة تهدف إلى تعزيز الوعي بأهمية الدعم النفسي والصحة النفسية في المجتمعات العربية، أعلنت “مدّربة الحياة” الاختصاصية اللبنانية ناريمان برق عن انطلاق حملة “عم إسمعك”، وهي مبادرة تهدف إلى خلق مساحة آمنة للبوح والتعبير، بعيداً عن أي وصفة أو تصنيف طبي وحكم علني.

حملة برق تأتي بعد العدوان الإسرائيلي على لبنان وغزة وفلسطين وغيرها، وما خلفّته من حالات نفسية واضطرابات سلوكية لدى الكبار والصغار، فالحروب تؤثر  على الصحة النفسية للإنسان، بما ينتج عنها من اضطرابات نفسية وعقلية قد تمتد لفترات زمنية طويلة، والتي قد ينتقل أثرها من جيل إلى آخر.

فقد يتعرّض الشخص للصدمة النفسية (Posttraumatic Stress) التي تجعله في حالة ذعر وخوف حتى في الحالات التي يكون فيها آمناً خاصة في ظل حالة الحرب واستهداف المدنيين الأبرياء، وغالباً يُصاب الشخص بهذه الحالة في إثر تعرّضه لموقف صعب، مثل:  حالات الحرب، أو بعد موت شخص عزيز.

مساحة آمنة للكلام والدعم..

تقول برق “عم_إسمعك هي حملة إنسانية تخلق مساحة آمنة للكلام، وللدعم النفسي، وللتنفيس عن ضغط الحياة، خاصة بعد الحروب التي تركت أثراً كبيراً في حياة الكثيرين، وهي توفر الدعم العاطفي والعقلي للعائلات التي فقدت أحد أفرادها في الحروب، ولكل شخص مرّ بتجربة قاسية ويحتاج لمن يسمعه”.

كذلك “تهدف الحملة إلى تأمين الاستماع والدعم المعنوي لكل من يشعر بالضغط، والقلق، أو الغضب، من دون أن يكون هناك توصيف مرضي مباشر أو استباحة خصوصية من قِبل أي معالج. بل تعتمد الحملة على تقديم جلسات دعم نفسي بأسعار مدروسة ومتاحة للجميع، ما يجعلها أقرب لكل شخص بحاجة إلى مساحة يسمع فيها نفسه، ويلاقي فيها من يسمعه بصدق ومن دون أحكام”.

وتؤكد برق في حديثها أن “الدعم النفسي ليس ترفاً ولا رفاهية، بل هو أساس لبناء حياة متوازنة ومستقبل أوضح”.