كتب الصحافي الأستاذ عبدالله ذبيان في موقع الميادين:
خاصيّة العرض الخيري في مدرسة أمجاد أنه جاء بثقة عالية، بعزم الشريحة العمرية اليانعة، وقبل دوس السجادة الحمراء في القاعة القشيبة، خمّن بعض المدعوين أنه قادم إلى ندوة صحية، بينما كان لمنظّم الحدث أستاذ العلوم في “أمجاد” فؤاد بكّار وأعضاء ناديه كلامٌ آخر!
قد يبدو المشهد “سريالياً” متخطّياً طاقة المدارس وطلابها التقليديين في مخاطبة المجتمع والإنسانية جمعاء والصحة البشرية لدرء خطر الأمراض والتسلّح بالصبر والشغف في وجه مرض السرطان.
Red Carpet سجادة حمراء وآلاف الأزرار التوعوية التي ترسم الطريق نحو رفدٍ “غير اعتيادي” لساكني ومرضى مركز سرطان الأطفال في لبنان.
بدا المشهد في مدرسة أمجاد العالية في منطقة الشويفات قرب العاصمة بيروت إنسانياً مبهراً، طالبات وطلاب يخطفون الأضواء سحابة ساعة ونصف الساعة من الوقت، ختمتها الطالبة لين شيّا بالقول: “حلمنا بهذا اليوم قبل 5 أشهر، حلمُنا كان كبيراً وعملنا بجهد، فأصبح الأمل حقيقة ملموسة”.
خاصيّة العرض أنه جاء بثقة عالية الوتيرة، ومن فِعل شباب في عقدهم الثاني اليانع من العمر، فمِن على السجادة الحمراء وحلّة القاعة القشيبة التي اجتمع فيها رسميون وأكاديميون وممثّلون لمركز سرطان الأطفال وللجامعات ولفيف من الأهالي والضيوف، فُتحت الستارة على مشهدية راقية، قلّما نعرفها، ففي حين خمّن البعض أنه قادم لحضور ندوة صحية أو توجيهية، كان لمنظّم الحدث أستاذ العلوم فؤاد بكار وطلابه في نادي العلوم، ومن خلفه مدير أمجاد المربّي وليد ذبيان كلام آخر..
بعد توزيع الأزرار الخاصة بالحملة My WAY على الحضور والترحيب لسائد إسماعيل، فكلمات لكلّ من مدير عامّ وزارة الصحة فادي سنان، وضيف الشرف نقيب الفنانين السابق جهاد الأطرش، أثنيا فيها على دور المدرسة في تعريف الطلاب بواقعهم ومحيطهم، متطلعين إلى أبحاثٍ علمية وطبية، ماحضين إياهم الثقة وقوة الشخصية والخروج من قمقم الألم إلى فضاءات الأمل، قبل أن يسمع الجميع شهادة الشاب أحمد طه من “أبطال” مركز سرطان الأطفال، وكيف تغلّب على “الخبيث”، مع تسليم دروع تكريمية للضيوف.
رسالة من اللبنانية الأولى
وفي خطوة إنسانية تنمّ عن محبة وعاطفة رئاسية، عبّرت اللبنانية الأولى نعمت عون برسالة عبر المراسم في القصر الجمهوري قُرئت في الحفل، عن شكرها وتقديرها للمبادرة الخيّرة لدعم مركز سرطان الأطفال والمشاركة في رسم الابتسامة على وجه كلّ طفل منتصر”.
منطلق حياة للشباب
لطالما كان التوجّه العامّ منذ تأسيس المدرسة، يشدّد على المنحى الأكاديمي التثقيفي الإنسانيّ الوطني الشامل، فالمدرسة يجب إلّا تكون للتحصيل العلمي فقط، بل هي منطلق حياة التلميذ، كما هي بيته، لذلك كانت الفعّاليات الوطنية، الثقافية ،العلمية ،الرياضية، المجتمعية والبيئية وغيرها،مع مراكز أولى دراسياً، لبنانياً وعربياً، ودخول إلى موسوعة “غينيس” للأرقام القياسية، مواكبة للتعليم، وشهادة تصنيف اعتماد دولي حيث تشير وكالة Cognia العالمية إلى أنّ “المدرسة تلبّي أو تتجاوز المعايير الصارمة للجودة والفعّالية التعليمية، ما يمكن أن يعزّز مصداقيّة المؤسسة والإعداد الأكاديمي لطلابها”.
يأتي ذلك، مع التركيز على الإنسان وعلى مكامن ما يختزنه الشباب، واستنهاض الهمم، والتعبير عن طاقاتهم الواسعة،ضمن وطنٍ واحد لجميع أطياف قوس قزحه الجميل، كما يقول مديرها، وقد يعجب البعض أن الطلاب عرفوا التجارب الإعلامية عبر مجلة “أمجاد”، ومن خلال النشر في وسائل الإعلام، وإجراء لقاءات داخل وخارج لبنان مع شخصيات اعتبارية هامة.
لوحات حول الإنسان ولبنان و..السرطان
إطلالة أولى للطالبة سارة شريف بعباءة “بيروت ست الدنيا”، مع تعليق لرفيقتها جولي الرماح، حضور الطلاب والواثق وشرحهم الجميل الوافي طغى على العرض الموسيقي المتلفز، الذي لم يعره الحضور اهتماماً.
توالت اللوحات وعددها 12 مع الطلاب والطالبات سيبال نعماني ،كارن معنّا، رهف بوادي،نوال عيتاني، مارية عيساوي، حسن برّو، مريم فرح، ميا محيو، أمارة الأتات، سارة سري الدين، لين شيّا، نتالي بو عرم، نور ذبيان، جنى شمص، سيليا طرابلس،ماريا الخطيب، ليا ذبيان وعمر عوّاد.
شرح بلغة علمية حنينية رافق كلّ لوحة وعباءة عن تفاصيل خاصة بالمرض والخلايا والعلاجات والأدوية واللقاحات والأوعية الدموية، والشرايين، والجينات والعوامل المسرطنة وتاريخ المرض وسبل التخفيف منه إلخ.
اللوحة 12: يجب ألّا يموت أيّ طفل!
اللوحة 12 جسّدت النهاية بعبارات مؤثّرة قالها عمر: “عزيزتي ليا، يجب ألّا يموت أيّ طفل في فجر حياته، هذا ما آمن به داني توماس قبل أن يتحقّق حلمه في عام 1962 بتأسيس مستشفى الأبحاث “سانت جود” للأطفال في الولايات المتحدة.. ومنذ 23 عاماً تأسّس مركز سرطان الأطفال في لبنان.
وأضاف “حتى الآن: تمّ علاج 5100 طفل، وتقديم 6000 استشارة طبية، ونسبة الشفاء وصلت إلى 80%، ولكننا بحاجة إلى 15 مليون دولار سنوياً لمواصلة هذه المهمة، معاً نحن أقوى، والأمل شمعة يمكن لضوئها أن يمتد بعيداً بفضل مساهمتكم وتبرعاتكم اليوم، وإيمانكم أنّ كلّ طفل مصاب بالسرطان هو محارب، وهذه المساعدة مهما كانت بسيطة هي طوق نجاة..”
والجدير بالذكر أنّ باب التبرّع فتح أمام الحضور،كما وضعت لوحات كبيرة في الملاعب دوّن عليها الحضور تعليقات ورسومات من وحي المناسبة.