نسرين خطار صاحبة مبادرة Shouf Food Bank في الشوف لمساعدتكم في توضيب الطعام المتبقي من المناسبات وتوزيعه على أقارب العروسين أو على من يحتاجه
بشوفك – غيدا الصايغ زيتوني
“المحافظة على النعمة أصعب من فقدانها” مقولة غالبًا ما يرددها الكبار على طاولة الطعام عندما يترك أحدهم كمية من الطعام في طبقه ويقوم برميه.
والطعام من أعظم نعم اللّه تعالى على الإنسان، لذلك وجب علينا حمده بعد تناوله، وشكره على إحسانه به، واحترام هذه النعمة وعدم إلقائها، ورفعها عن مواضع الإهانة والقذارة، وحفظها عن ما يفسدها.
من هنا جاء مشروع السّيدة نسرين خطار أبو حمدان التطوعي “Shouf Food Bank” بغايته الأساسيّة المحافظة على النعمة، وعدم رمي الطعام بكميات كبيرة، حيث تقوم مع عدد من المتطوعين بتوضيب الطعام المتبقي من المناسبات ووضعه في علب وتوزيعه على العائلات المستورة، واليوم بعد أن أصبحت المناسبات محدودة وتقتصر على عدد قليل من الأشخاص، فحولت نسرين وجهة توزيع الطعام إلى أقارب العروسين لمشاركتهما “لقمة الفرح”، على حد تعبيرها.
وفي حديث نسرين إلى موقع “بشوفك” تقول: “عملت المشروع على مستوى شخصي جدًا يعني أنا وأختي وأولادي وكم صديقة متطوّعة.”
وأوضحت نسرين بأنّ الفكرة ليست جديدة، ولكنها بدأتها في العام 2018، بعد حضورها عدّة مناسبات أفراح، ورؤيتها لكميّات كبيرة من الطعام مهدورة بطريقة لا إنسانية، ولا أخلاقية، ومن هنا تبلورت الفكرة في رأسها وقرّرت المضي بالمشروع، فعرضتها على وسائل التواصل الإجتماعي، لكنها بداية قوبلت بمعارضة شديدة، فاعتبر البعض أن تناول ما تبقّى من الطّعام… إهانة!.
لكنّ نسرين لم تيأس بل كانت تشدّد في كلّ مرّة أنّ مشروعها ينطلق من مبدأ “المحافظة على النّعمة”، ومن الممكن توضيب الطعام وإرساله لأهل العروسين وليس شرطًا توزيعه.
أمّا بالنسبة للتجهيزات فقد أشارت نسرين في حديثها إلى موقع “بشوفك” إلى أنّ أحد الأصدقاء تبرّع لها ببراد لحفظ المأكولات، لأن كميّات الطعام في الأعراس كبيرة جدًا، كما أمّنت بداية علبًا بلاستيكيّة، على نفقتها الخاصّة، لا سيما وأن المشروع يتطلّب معاييرًا خاصّة لتوضيب الطعام بطريقة احترافية مع المحافظة على أعلى معايير النّظافة والترتيب والتبريد، بحسب تعبيرها.
وبعدها اتفقت نسرين مع عدّة مؤسّسات تُعنى بتقديم المأكولات في الأعراس، وبدأت بتنفيذ مشروعها على الأرض، وعلى الرغم من الانتقادات التي طالتها بداية، إلا أنها أصرّت في إكمال المشروع ولاحظت بعد فترة أنّ النّاس بدأوا يتعودون عليها بل وقد لاقت استحسانًا عند البعض، وبدأوا يستدعونها للمساعدة في مناسباتهم، وأفراحهم، خاصّة بعد أن عرفوا بأنّ الموضوع تضامني وأساسه مشاركة العروسين بلقمة فرح، والدّعاء لهما بالتوفيق… وهل يوجد أجمل من دعوة خير يطلقها لك إنسان عن ظهر غيب، إنسان ليس شرطًا أن تعرفه أو يعرفك، دعْ عملك يعرِّفه بك ويخبره عنك… “حسنة صغيرة تدفع بلاوي كبيرة”.
وأوضحت نسرين أنّ عملها التطوعي قد توقّف في فترة إغلاق البلد بسبب الوضع الصحي وأزمة كورونا، ولكن بعد فترة، تجدّد نشاطها ولم تعد بحاجة لعدد كبير من المتطوعين، بعد أن قل عدد الأعراس والحاضرين.
أمّا اليوم في ظلّ الظروف الرّاهنة الّتي تمرّ بها البلاد من وضع إقتصادي متردّ وغلاء معيشة وارتفاع أسعار جميع السلع ومنها البلاستيك، إضافة إلى أزمة البنزين وشحّ المحروقات، جعل عمل نسرين يتعسّر، لذلك فلم تعد قادرة على إكمال المسيرة الّتي بدأت بها إلّا إذا أمّن لها أهل العروسين البنزين وعلب البلاستيك.
وتقول: “هدفي الأساسي، المحافظة على النّعمة، مشاركة النّاس أفراحهم وتشجيعهم على عمل الخير”.
لذلك إذا كنتم تريدون توضيب الطعام المتبقي في مناسباتكم وتوزيعه على أهالي العروسين أو العائلات المستورة، والمشاركة في هذه الرسالة الإنسانية، أو حتّى مساعدة نسرين في عملها التواصل معها على الرقم الآتي 417400 70.
شكرًا نسرين، على هذا العمل القيّم والعظيم الّذي تقومين به، وأمدّك اللّه بالصحة والعافية. فاحترام الطعام وحفظه عن الإبتذال سبب للمحافظة على النّعمة وعدم زوالها.