صدر عن حملة “أنقذوا مرج بسري” البيان الآتي والذي نشرته على حسابها الخاص في موقع فيس بوك:
“وزير البيئة فادي جريصاتي يتهرّب من مسؤوليّته: لا علاقة لنا بحماية مرج بسري!
لم نستغرب المواقف التي أطلقها الوزير جريصاتي خلال زيارته الأخيرة لمنطقة جزّين. فمنذ تعيينه وزيراً حتى يوم أمس كان الوزير يتهرّب من الحديث عن قضيّة مرج بسري تفادياً للحرج أمام رئيس حزبه، متجاهلاً المجزرة البيئية الهائلة التي قد تحصل في حال تنفيذ المشروع. وخلال زيارته لجزّين يوم السبت الماضي، حاول الوزير الهروب إلى الأمام عبر القول إن السد هو “مشروع وطني وحيوي وأساسي للبلد”، وبأنّنا اليوم “في مرحلة دراسة التعويض عن مرج بسري”، وبأنّ “صلاحيّات وزارة البيئة لا تسمح له بحماية مرج بسري”!
حضرة الوزير فادي جريصاتي،
مع كامل تقديرنا لخبرتك في شركات البناء والتطوير العقاري، إنّ التعامل مع البيئة يختلف تماماً عن المنطق التجاري الذي اعتدت عليه. فالغابات والأحراش المعمّرة والنظم الإيكولوجيّة الفريدة من نوعها لا يمكن تعويضها لا بالمال ولا بزرع شجيرات بديلة هنا وهناك. وإن لم تسمح لك الأشهر الأولى من عهدك الوزاري باكتساب الثقافة البيئيّة الضرورية لعملك، الأجدر بك أن تستقيل فوراً قبل أن تذهب المزيد من مواقعنا الطبيعيّة ضحيّة تقاعس وزارتك وتواطؤها.
أمّا عن صلاحيّة وزارة البيئة في حماية مرج بسري، من المفيد تذكيرك بأنّ دراسة تقييم الأثر البيئي لمشروع سدّ بسري انتهت في العام 2014، وبالتالي فإنّ موافقة وزارة البيئة على هذه الدراسة أصبحت منتهية الصلاحية استناداً للمادة 13 من المرسوم رقم 8633، ما يجعلك مسؤولاً عن المطالبة بتجميد المشروع وإجراء دراسة أثر بيئي جديدة.
أمّا بالنسبة لاعتبارك أنّ مشروع سد بسري هو مشروع “وطني وحيوي وأساسي للبلد”، فإنّ استدانة مئات ملايين الدولارات من البنوك الدولية لبناء مشروع مدمِّر، مكلف، وغير مجدي هو موضوع حيوي لجيوب السياسيّين والمتعهّدين فقط، فكافكم متاجرة بحاجة الناس للمياه لتبرير مشاريع الجشع والتحاصص. إنّ الحلول العلميّة لمشاكل المياه تبدأ بتأهيل الشبكة المهترئة في بيروت الكبرى وضبط الهدر الذي يفوق ال %40. وقد أكّدت الدراسات أنّ باستطاعة منطقة تغذية نبع جعيتا تأمين ما يكفي من مياه لبيروت الكبرى وهي تتميّز بنوعيّة ممتازة من مصدرها. لذلك، يكون الإستثمار أكثر استدامة لو توجّه إلى ترميم وتوسيع قناة جعيتا-ضبيّة وزيادة التغذية من مياه نبع جعيتا بدل جرّ المياه من مصادر أخرى بعيدة عن بيروت وأكثر تلوّثاً كسد القرعون أو سد بسري.
وأخيراً، حبّذا لو أنّ وزارة البيئة تطرح الحلول لحماية الأنهار والينابيع والمياه الجوفيّة من مصادر التلوّث، بدل التلهّي بتبربر مشاريع السدود الفاشلة”.
إقرأوا البيان على الفيس بوك هنا