بعد عام على انفجار المرفأ … كيف نحمي الأطفال من آثار الصدمة النفسية؟

4701-658439246

بعد عام على انفجار المرفأ … كيف نحمي الأطفال من آثار الصدمة النفسية؟

عام مرّ على كارثة مرفأ بيروت؛ وعام على الفاجعة التي أودت بحياة المئات، وتركت ندوبها على آلاف الضحايا. عام مرّ على خسارات لا تعوّض إلا بتحقيق العدالة للضحايا بأقلّ تقدير. فمشاهد الدماء والجثث وعدم المساعدة، قصص الضحايا، وصور المستشفيات والشوارع، وذكريات وحدها وثّقت هذه الأوقات العصيبة.

بكاء ورفض وسعي للهروب كلّها عوامل نفسيّة عاشتها أغلبية المواطنين، بغضّ النّظر عن طريقة تعبيرهم واعترافهم بها. فهذه الكارثة دخلت بيوت اللبنانيين دونَ استثناء، لا سيّما بالرعب الذي بثّته في نفوسهم.

وبعد رحلة من ال#علاجات والنشاطات التي قامت بها مجموعات أو أفراد لمعالجة اضطرابات ما بعد الصدمة، بقي كثيرون يُعانون آثارها النفسية، خصوصاً فئة الأطفال الذين هم الفئة العمرية الأكثر توتّراً وتعبيراً عمّا حصل في ذاك اليوم المشؤوم. وتتفاوت درجات الاختلاف بين أطفال ما زالوا متأثرين بهذا الانفجار وآخرين استطاعوا التعامل مع مشاعرهم وقطع هذه المرحلة بأقلّ ضرر مُمكن.

من هنا، شدّدت المُعالِجة النفسيّة سحر صليبي في حديث مع “النهار” على ضرورة معالجة اضطرابات ما بعد الصدمة، نظراً إلى مضاعفاتها على المدى الطويل. ومن الضروري أن يستهدف هذا العلاج الأطفال الذين لم تتمّ معاينتهم من قبل اختصاصيّ للتأكّد من سلامة صحّتهم النفسيّة، إذ ما زالت ذاكرة الصّغار تحتفظ بمشاهد الانفجار القاسية أو الأصوات القويّة.
 

وتتمثل الظواهر النفسيّة، التي يعيشها الأطفال، بمشكلات سلوكيّة على غرار الكوابيس والتبوّل اللإرادي والقلق والخوف. وتُصنّف هذه الظواهر بالآثار غير المرئيّة، وتشمل أيضاً رفض الأطفال النومَ بمفردهم أو الانفصال عن ذويهم، ولو للحظات صغيرة، والعدوانية، وقضم الأظافر والصّراخ الانفعالي، إلى جانب حالات الخجل وما ينجم عنها من انسحاب اجتماعيّ أو فقدان للشهيّة أو الشعور بالحزن.

كيف يستطيع الأهل حماية أطفالهم والحدّ من هذه الآثار؟

قدّمت صليبي وسائل متنوّعة للأهل من أجل مساعدة أطفالهم على التعبير عن وجدانهم من أجل الحدّ من آثار اضطرابات ما بعد الصدمة، من أهمّها:

أولاً: تعبير الأطفال عمّا يدور في أنفسهم وأذهانهم وعدم كبت مشاعرهم.

ثانياً: الابتعاد عن المفردات التي تحدّ من تعبير الأطفال عن مخاوفهم كـ “يجب أن ننسى ما حصل”.

ثالثاً: الانخراط في نشاطات ترتبط بالرسم واللعب الحرّ وتمثيل الأدوار.

أما إذا كان الأطفال في فترة المراهقة، فيمكن دفعهم إلى المشاركة في أعمال تطوعيّة، لاسيّما أنّ هذا النوع من العمل أثبت فاعليّته في علاج اضطرابات ما بعد الصدمة، إضافة إلى ممارسة أنشطة جسديّة، وتوفير الجو الملائم في البيت للشعور بالراحة والأمان.

لم تنتهِ آثار صدمة #4 آب بالرّغم من مرور عام عليها، فهي تستدعي الانتباه إلى صحّتنا النفسيّة وصحّة أطفالنا كي لا يعيشوا محمّلين بهذا الثقل الكبير على عاتقهم.

 

المصدر: النهار

Leave a Reply