أعلنت السفارة الإيطالية في لبنان والمعهد الثقافي الإيطالي في بيروت، بالتعاون مع مدرسة الفن المعماري والتصميم في الجامعة اللبنانية الأميركية (LAU)، في بيان، عن تنظيم ندوة دولية ومعرض للفن المعماري بعنوان “إعادة الإعمار بعد الحرب: أدوات ما بعد التصميم”، وذلك عند الساعة الثالثة والنصف من بعد ظهر غد الأربعاء، في مبنى الجزائري في حرم LAU ببيروت.
وأشار البيان إلى أن الندوة، التي تأتي في أعقاب الدمار الأخير الذي شهده لبنان، توفّر مساحة للتأمل والنقاش النقدي المتعدد التخصصات. ويشارك فيها نخبة من المهندسين المعماريين والمصممين والباحثين من لبنان وإيطاليا، لاستكشاف اتجاهات مستقبلية لإعادة الإعمار، مع التركيز على التصميم المستدام وتجديد المدن بما يتلاءم مع السياق المحلي، إضافة إلى إمكانات استعمال المواد البديلة في عمليات البناء.
وأوضح المنظمون أن هذه المبادرة تنطلق من قناعة راسخة بأن التعافي بعد النزاعات ليس مجرد تحدٍّ هندسي، بل هو مسعى ثقافي ومدني بامتياز.
تُفتتح الندوة بكلمة عبر الفيديو للمهندسة المعمارية والباحثة المتميزة فالنتينا سوميني، المنتسبة إلى مختبر MIT Media Lab وجامعة البوليتكنيكو في ميلانو، والمتخصصة في عمارة الفضاء. وتدفع أعمالها الرائدة، سواء في تنظيم المواطن في البيئات القاسية على الأرض أو في الفضاء، إلى إعادة التفكير في مفهوم الصمود من خلال عمارة تتطلع نحو المستقبل.
أبرز المشاركين في الندوة:
• فيرجينيا كوربيسيرو: تعرض مشروع “بيبول موفر”، وهو بنية تحتية مبتكرة صمّمها ماسيمو يوزا غيني، تربط مطار بولونيا بمحطة القطار المركزية عبر قطار كهربائي يعمل بالطاقة الشمسية.
• سيلينيا مارينيلي: تستعرض أبحاثها حول التقاطع بين علم الأحياء والتصميم، وتحديدًا المواد البلاستيكية الحيوية والتصنيع المحلي المستدام.
• باربارا ناريتشي ومادلينا فيراريزي: مؤسِّستان لمجموعة “جيولوجيكا كوليتيفا”، تعرضان خبرتهما الطويلة في البناء باستخدام الطين الخام والقش، وإبراز أهمية هذه المواد في الهندسة المعمارية المعاصرة.
• كريستينا ستي: تقدم منهجية “كانيافيفا”، التي تستخدم القصب البري (أروندو دوناكس) وتمزج بين المعرفة التقليدية والإبداع التشاركي والوعي البيئي.
• ماوريسيو كارديناس لافيردي: مهندس معماري إيطالي-كولومبي شهير وخبير في استخدام الخيزران في البناء المستدام، يعرض نظام “بووتك”، وهو نظام منخفض الكربون يُستخدم في المناطق الحضرية والريفية حول العالم.
ويرافق الندوة معرض بعنوان “أدوات ما بعد التصميم”، يضم نماذج مادية وعروضًا سمعية وبصرية مع شروحات تفصيلية حول القطع المعروضة. وقد صُمم المعرض ليكون بمثابة مختبر مفتوح للأفكار، يسعى إلى تجسيد الخيال المعماري الذي يوازن بين الواقعية والرؤية المستقبلية، ويدعو الجمهور إلى التفكير في إجابات ملموسة للتحديات الملحة لإعادة الإعمار.
ويأتي هذا الحدث في إطار التزام أوسع للمنظومة الإيطالية في لبنان، والتي تضم السفارة الإيطالية والمعهد الثقافي الإيطالي والوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي (AICS) والوكالة الإيطالية للتجارة (ITA/ICE)، لدعم التعاون الفني والحوار الأكاديمي والدبلوماسية الثقافية في سبيل تجديد لبنان.
ومن خلال المعمار والتصميم وتبادل المعرفة، يطمح المعرض إلى تخيّل مدن لا يُعاد بناؤها فحسب، بل يُعاد ابتكارها لتكون أكثر عدالة واستدامة وتناغمًا مع تعقيدات عصرنا.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام