المخرج اللبناني الكندي وجدي معوض يبدع بإعادة إحياء “أوبرا أديب” في باريس

4857-1729467375

المخرج اللبناني الكندي وجدي معوض يبدع بإعادة إحياء “أوبرا أديب” في باريس 

خرج الشباب الذين حضروا عرض أوبرا “أوديب” في باريس مبهورين بالقصة والإخراج الذي تولاه اللبناني الكندي وجدي معوّض، معيداً إحياء الصيغة الأوبرالية التي قدمت للمرة الأولى قبل 85 عاماً في العاصمة الفرنسية.

فهذه الأوبرا اليتيمة للمؤلف الموسيقي الروماني جورج إينيسكو والمستوحاة من مسرحية سوفوكليس الشهيرة عن ملك طيبة الأسطوري الذي اكتشف أنه قتل والده وتزوج أمه، قُدمت في أوبرا باريس عام 1936 ولاقت استحساناً كبيراً لكنّ النسيان طواها بعد الحرب العالمية الثانية. ويخوض معوّض بداياته الأوبرالية من خلال النسخة الجديدة التي تبلغ مدتها ثلاث ساعات من عمل إينيسكو.

ولشرح اللعنة التي تصيب البطل (ويؤدي دوره ببراعة الباريتون البريطاني كريستوفر مالتمان)، كتب معوّض مقدمة من دون موسيقى يروي فيها كيف أن لايوس، والد أوديب، اغتصب طفلاً في شبابه، ثم تزوج جوكاستا التي أنجبت أوديب، متحدياً بذلك النبوءة التي منعته من أن يُرزق أولاداً، لأن ابنه في هذه الحال سيقتله ويتزوج جوكاستا. وأشار المخرج والكاتب المسرحي إلى أن “أوديب كان في سن هؤلاء الشباب عندما أصبح ملك طيبة”. وأضاف: “بعد أن ضرب الطاعون المدينة، أشار الإله حينها الى أنّ الوباء لا يتوقّف إلا بحلّ لغز مقتل لايوس. وأصرّ أوديب على معرفة الحقيقة، فاكتشف أنه القاتل. إنها حبكة مثيرة للاهتمام”. ولاحظ معوّض أن “أوديب قَبِل بمواجهة الحقيقة، وهذا ما يتطلب شجاعة”، مقارناً ذلك بـ”ضعف السياسيين الذين يفعلون العكس”.

وأبرز المخرج الذي غادر بلده لبنان طفلاً في خضمّ الحرب الأهلية قبل أن يستقر في كندا ثم في فرنسا، أن سوفوكليس كان يكتب نصوصه “في زمن كانت الديموقراطية فيه لا تزال وليدة، وكان ينبه إلى صعوباتها”. أما المدير العام للأوبرا ألكسندر نيف، فلاحظ أن أسطورة أوديب “عمرها 2500 عام لكنها لم تشِخ”. وأوضح أنه أراد أن يبدأ الموسم بعمل يحمل هوية “أوبرا باريس” ولكن أيضاً “برسالة صالحة لكل زمان ومكان”، وخصوصاً بعد مرحلة الجائحة. وشدد على أن “الأوبرا ليست متحفاً وإعادة الحياة إلى أعمال الماضي، بل تحتاج إلى فنانين من القرن الحادي والعشرين، كوجدي معّوض الذي يكتب، أعمال تراجيديا يونانية حديثة”.

 

المصدر: نداء الوطن

 
 
 
 

Leave a Reply