نديّ حكيم جرّاح عالمي في نقل الأعضاء ونحات موهوب دعاه زعيم كوريا الشمالية ليتعرّف عليه… من هو؟

الجرّاح اللبناني ندّي الحكيم

نديّ حكيم جرّاح عالمي في نقل الأعضاء ونحات موهوب دعاه زعيم كوريا الشمالية ليتعرّف عليه… من هو؟

إضافة الى المزايا التي يملكها الجرّاح نديّ حكيم، فهو يُعتبر من أهم الهواة الذين أتقنوا صنع النصب والتماثيل.

وكما تفوق الشاب الدكتور نديّ في مهنة الطب الجراحي التي مارسها في مستشفيات لندنية، كذلك تفوق في صنع تماثيل البرونز، وخصوصاً النصفية الحجم منها.

بدأت شهرة الطبيب الجراح ندي صبحي حكيم تتجلى بعدما اختاره معهد السيرة الذاتية الاميركي رجل العام 1990 من بين ثمانية آلاف مرشح من مختلف بلدان العالم.

والسبب أنه عكس بمنجزاته العلمية وممارساته العملية ونشاطه الفني قدرات بشرية مميزة.

وفي سنة 1998 ساهم الجراح حكيم في إجراء أول عملية زرع ذراع بشرية. وقد استغرقت العملية 13 ساعة استيقظ بعدها رجل الأعمال النيوزيلندي كلنت هالام وهو يحمل ذراعاً تعود الى فرنسي قتل في حادث سيارة.
يتحدث ندي حكيم 8 لغات بينها الروسية، ويتقن العزف على البيانو وآلة الكلارينيت. وفي سنة 1990 وضع مجموعة مقطوعات موسيقية تبرع بريعها الى أطفال لبنان. وهو متزوج من نيكول أبي نادر، ولهما ولد إسمه ديفيد، وثلاث بنات هنّ: ألكسندرا وغبرييلا وأندريه.

ويبدو أن الدكتور حكيم أعجِبَ بتصفيفة شعر الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، وابتسامته الدائمة، الأمر الذي دفعه الى صنع تمثال برونزي نصفي يزن أثنين وأربعين كيلوغراماً. وهو بحسب المقاييس المتبعة أكبر وأثقل الأحجام المألوفة.

ولما انتهى الدكتور حكيم من هذا العمل الفني، قام بالتقاط عدة صور من مختلف الزوايا، أرسلها فوراً الى سفير كوريا الشمالية في لندن مستر تشي. بعد مرور فترة قصيرة اتصل سفير كوريا الشمالية بالدكتور حكيم، ليخبره أن العاصمة بيونغ يانغ تنتظره مع التمثال.

ومن المؤكد أن الزعيم كيم جونغ أون قد اطلع على الصور قبل أن يوجه دعوة للدكتور حكيم يطلب منه زيارة بلاده آخر شهر أيلول من سنة 2018. حجز الطبيب الفنان مقعداً على متن طائرة “تشاينه – إيرلاينز” نقلته الى بيجينغ حيث كان ينتظره نجله الطبيب ديفيد لكي يرافقه الى كوريا الشمالية.
وبما أن مصاريف تلك الرحلة المثيرة دفعها الدكتور نديّ من جيبه، إلا أنه أراد أن يشارك نجله ديفيد في اكتشاف تلك البلاد. وهو من الأطباء الناجحين الذين تخصصوا في الولايات المتحدة بمشاكل الكلى.   

انتقل الطبيبان من بيجينغ الى عاصمة كوريا الشمالية بيونغ يانغ بطائرة تجارية كورية. وكان في استقبالهما على المطار فريق مؤلف من شخصيات علمية وفنية رحبت بهما بإسم الزعيم كيم جونغ أون.

الأمر المميز الذي خبره الطبيبان هو أنهما تنقلا في تلك البلاد المجهولة بصحبة دليل كان يجيب على تساؤلاتهما بكل صراحة. وفي الخلاصة علما أن طبيعة النظام السياسي في كوريا الشمالية تأسست في ظل الحرب الباردة.

وقد تبنى النظرية الماركسية التي تهيمن على وسائل الإنتاج وإدارتها لمصلحة الجماهير. وعلى رغم سقوط الاتحاد السوفياتي، إلا أن نظام كوريا الشمالية بالذات تمكن من البقاء والصمود ولكن بعد تحوله الى نظام عائلي وراثي تنتقل فيه السلطة بالدم من الأب الى الإبن.

وهذا ما حدث حين انتقلت السلطة عام 1994 من كيم ايل سونغ، مؤسس النظام وقائده، الى إبنه كيم جونغ ايل. وبعد وفاته عام 2011 ورثه الحفيد كيم جونغ أون. وهكذا أصبحت الدولة ونظامها السياسي والأسرة الحاكمة فيها حلقات مترابطة عضوياً يصعب كسرها. وقد برهن الحفيد على صلابة هذه الدولة، خصوصاً عندما أطلق صواريخ فوق اليابان سقطت قرب جزيرة “غوام” التي تضم قاعدة عسكرية اميركية.
باختصار شديد: إن السلاح النووي لم يعد بالنسبة الى نظام كوريا الشمالية مجرد قضية امن أم قضية حدود، وإنما قضية وجود!
ومن الأمور التي يتذكرها اللبنانيون جيداً جمعية النواب الذين أطلقوا على أنفسهم شعار “الزعيم المحبوب… كيم ايل سونغ.” وكانوا يحرصون على زيارته كل سنة مرة واحدة، حيث يلقون منه كل ترحيب ومعاملة حسنة.

المهم، إن الدكتور حكيم ألقى في قاعة العاصمة سلسلة محاضرات علمية عن طريقة زرع الأعضاء. كذلك ألقى نجله ديفيد خمس محاضرات عن أمراض الكلى وأساليب مكافحتها.
وفي ذروة الحديث عن انفتاح مفاجئ اختصره الزعيم كيم بأهمية تحويل قطعة أرض كبيرة جداً كمنتجع سياحي، قامت الولايات المتحدة بعرقلة هذا المشروع السياحي مشترطة تقديم توضيحات بشأن كيفية التزام كوريا الشمالية بنزع السلاح النووي!!

بقي أن نقول إن الزعيم الشاب صاحب التسريحة الظريفة،  أمر بوضع التمثال النصفي الذي صنعه له الجراح نديّ حكيم في منزله في محلة “هوكزوفت” اللندنية، داخل مدخرات المتحف الوطني. كل هذا مع كلمة اعتذار عن تأخير موعد اللقاء الى مناسبة أخرى، لأن الرئيس دونالد ترامب أزعجه بانتقاداته المتواصلة.
ولكن دون تحقيق الرحلة الثانية صعوبات تضعها الزوجة نيكول أبي نادر في الطريق، لأنها لم تنم طوال عشرة أيام بانتظار عودة الطبيبين!

 

المصدر: النهار
 

Leave a Reply