بالفيديو: “تاكسي المختارة” سيدة تقود تاكسي في غزة على درب الرجال
في خطوة تبدو جديدة على المجتمع الغزي استطاعت فيها المواطنة نائلة أبو جبة 40 عام تغيير النظرة النمطيّة السائدة عن محدوديّة عمل المرأة وكسر حكر مهنة تبدو عند الأغلب مقتصرة على الرجل، فامتهنت العمل في مهنة القيادة وأسست مشروعها ” تاكسي المختارة”.
أرادت أبو جبة ايجاد فرصة عمل لها تعيل بها أسرتها المكونة من خمسة أفراد في ظل الأوضاع المعيشية المتردية في قطاع غزة، كونها لا تملك أي فرصة عمل أخرى.
الفكرة جاءت لنائلة بالمصادفة بينما كانت متواجدة في إحدى صالونات التجميل، فسمعت مكالمة هاتفية لإحدى الزبونات حيث أشار عليها زوجها ارتداء النقاب أثناء خروجها في تاكسي يقوده رجل لتوصيلها لإحدى صالات الأفراح.
هنا لامست مدى احتياج المرأة لوجود تاكسي تقوده سيدة لتوفر لها مساحة أكثر من الخصوصية، لا سيّما في المواسم والمناسبات المجتمعية والأفراح، نظرا لطبيعة المجتمع الغزيّ المحافظ.
لم تمر الفكرة عن المختارة مرور الكرام بل أعطتها حيزا من تفكيرها لتطبيقها على أرض الواقع فأشارت على إحدى صديقاتها اللواتي يمتلكن صالون تجميل أنها تنوي افتتاح مكتب تكسيات مختص فقط لتوصيل النساء حينها وصفت فكرتها بالـ ” المجنونة” .
بدأت أبو جبة بتنفيذ فكرتها منذ ما يقارب الـ25 يوم، باشرت بالإعلان عن مشروعها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتوزيع البطاقات الدعائية على صالونات التجميل والزبائن.
وعن سبب تسميت المشروع بـ “تكسيات المختارة” ، توضح أن هذا لقبها منذ خمس سنوات، حيث كانت تتدخل في حل المشاكل العائلية لدى عائلتها، لذلك لقبت المختارة.
وحول طلبات التوصيل، تضيف أن عدد الطلبات قليلة جدا بسبب الوضع في ظل كورونا.
وعن التحديات التي واجهت المختارة في بداية مشروعها تروي أنه في يوم بساعة متأخرة من الليل جاءتها مكالمة هاتفية ردت عليها مسرعة ظنًا منها أنها طلب لزبون ما.
لكن الحقيقة كانت أن أحد أصحاب مكتب تكسيات حذرها بأن مشروعها لن يستمر طويلا كونها تعمل في مهنة ليست مناسبة لمرأة، لكن لم تعن أبو جبة أي اهتمام لتك الرسالة بل أخذت منها حافزا قويا شجعها على الاستمرار.
ونبّهت صاحبة مكتب تكسيات المختارة في حديثها أن المهنة التي تعمل بها ليست مقتصرة على عنصر الذكور فالمرأة والرجل في المجتمع سواء وتطمح أبو جبة أن يكون لديها مكتب تعمل فيه سيدات للتوصيل ميدانيا وفي جميع الأوقات.
ودرست أبو جبة بكالوريوس خدمة اجتماعية، ومدربة تنمية بشرية أيضا، وبعد وفاة والدها المعيل لها، ترك لها مبلغا من المال، ففكرت بفتح مشروع تعيل به أسرتها في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية بغزة.
المصدر: مصدر الاخبارية.