كُشف النقاب عن أداة حمض نووي تحقق نقلة نوعية جديدة حيث تقترب بالبشر إلى مرحلة العيش حياة طويلة الأمد بصحة جيدة.
يعتبر الجهاز المبتكر رائداً لتقنية جديدة تجعل من الأرخص والأيسر توليف جينات في وقت وجيز، وهي العملية التي عادة كانت تستغرق أياما عديدة، وفقاً لما نشرته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.
وقال فريق العلماء من جامعة كاليفورنيا في بيركلي، إن النظام الجديد يعتبر إلى حد بعيد أكثر دقة من الطرق الحالية، ما يسمح للباحثين ببناء خيوط حمض نووي، أطول 10 مرات من التقنية الحالية.
ويمكن لهذه التقنية أن تساعد العلماء في وقف حدوث الشيخوخة من خلال التلاعب في جزيء رئيسي يسمى “التيلومئيريز” telomerase، يُعتقد أنه يمكن أن يصلح الحمض النووي للإنسان.
وأوضح العلماء أنه يمكن أن يؤدي إلى تصنيع “طابعات للحمض النووي” في مختبرات البحث، تعمل مثل الطابعات ثلاثية الأبعاد في العديد من ورش العمل الحديثة.
الإنزيمات كلمة السر
يعتمد هذا النهج على الإنزيمات، وهي بروتينات صغيرة تستخدمها أجسامنا لتسريع التفاعلات الكيميائية، لتربط إلى التسلسل كل قطعة جديدة من الحمض النووي. ثم يتم قطع كل إنزيم من التسلسل، والتخلص منه في عملية تسمح للباحثين بإنشاء خيوط مفردة من الحمض النووي يصل طول الواحدة منها إلى 2000 قاعدة. ويمثل هذا الطول ما يزيد 10 مرات عما تسمح به التقنيات الحالية، وتدفع بسرعة عملية تخليق الجينات لأغراض البحث.
ويعتقد الباحثون أن الانزيمات هي الأساس لتحسين دقة التقنيات الحالية، لأنها تمثل نفس ما يستخدمه الجسم لبناء شفرته الوراثية.
وقت أقصر وتكاليف أقل
ويمكن للطريقة التي تم شرح تفاصيلها في دورية Nature Biotechnology، أن تجعل من الأرخص والأسهل على البيولوجيين اكتشاف علاجات جديدة للأمراض وتبسيط إنتاج أدوية جديدة.
لذلك، فقد تساعد هذه التقنية الباحثين في سعيهم نحو التغلب على الشيخوخة، وجعل الإنسان يعيش لمدة طويلة بصحة جيدة.
مكافحة الشيخوخة
وفي نيسان/أبريل الماضي، تمكن العلماء من فك شفرة إنزيم يوقف الشيخوخة في النباتات والحيوانات والبشر بعد مهمة استمرت 20 عاماً.
وأوضح العلماء أنهم تمكنوا من رسم خريطة للإنزيم، الذي يعتقد أنه يؤخر حدوث الشيخوخة عن طريق إرشادات لتعديل الكروموسومات.
وربما يقود تفكيك بنية الأنزيم المعقد، المعروف باسم التيلومئيريز، إلى تصنيع الأدوية التي تبطئ عملية الشيخوخة إن لم تقضِ عليها بشكل تام.
ولتطوير تلك الأدوية سوف يحتاج للعلماء تركيب الحمض النووي الذي يستخدمه الجسم لبناء أنزيم التيلومئيريز، وهي عملية يمكن تسريعها من خلال الجهاز المبتكر الجديد.
المصدر: العربية نت