بشرى سارة للمكفوفين! نظارة تسمح لهم بالقراءة وإدراك كل ما حولهم وكأنهم مبصرون
ثمة أمل لأكثر من مليون كفيف في السعودية، وأكثر من7 ملايين في العالم العربي، للعيش بشكل شبه طبيعي وإدراك الأشياء من حولهم كما لو أنهم كانوا مبصرين. هل يمكنك تخيل كفيف يتفقد ويعد نقوده، وآخر يحمل كتابه المفضل لقراءته؟
الإجابة التي تبدو صادمة نوعاً ما “نعم”، حدث ذلك من خلال نظارة حديثة طورها مخترعون سعوديون، لا تحمل برمجة تقنية مطورة وحسب، بل تمثل أيضاً نقلة كبرى لعالم المكفوفين وضعاف البصر.
الخبر السار للمكفوفين، أنه بدأ اعتماد النظارة الذكية في السعودية ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، “مع التركيز بصفة خاصة على منطقة الخليج ومصر”.
هل سيستغني الكفيف عن كتف أخرى موازية لكتفه تسنده، أو بصر آخر لصديق مثلاً يبصر له طريقه؟ بالإجابة على هذه الأسئلة يعرض المهندس ابن بدنة ورفقاؤه في العرض التفاعلي أكثر من 20 وظيفة لنظارة الأمل، منها،” عد النقود، وقراءة النصوص، وقراءة النصوص الإنجليزية أيضاً من دون إنترنت، والتعرف على الأشياء من حوله، والتعرف على المنتجات، والحماية في البيئة المظلمة، ومسجل للملاحظات الصوتية، ومشغل لها أيضاً، ومصباح، وحالة الطقس، واتجاه القبلة، والمساعدة، والعنوان، ووظائف أخرى عديدة”.
لكن كيف يمكنها العمل، يقول البدنة: “تحتوي النظارات على العديد من المستشعرات متصلة بواسطة سلك رفيع بوحدة معالجة البيانات الموضوعة في تطبيق على جوال يعمل على نظام الأندرويد، كما تستفيد النظارة من الإنترنت إما بشبكة ’واي فاي’ أو على شريحة هاتف تعمل بتقنية الجيل الرابع أو الخامس لتوفير الاتصال بالمعالجات الخارجية”.
يتيح تصميم النظارة للمستخدمين إمكانية التحكم بها من خلال لوحة مفاتيح صغيرة تعمل باللمس، وهي موضوعة على الجانب الأيمن من إطارها، كما أن حجمها أكبر بقليل من النظارة الشمسية العادية.
يأتي هذا الابتكار اللافت بجانب عشرات من الابتكارات التي عرضت في معرض دولي مصاحب لمؤتمر “الابتكار ومستقبل العمل الحكومي”، والذي جاء بتنظيم من معهد الإدارة العامة في البلاد بمشاركة أكثر من 44 جهة حكومية وخاصة، وبحضور خبراء محليين ودوليين بحثوا في موضوعات تتعلق بالابتكار في مجالات العمل الحكومي.
يشار إلى أنّ “النظارة الحلم”، كشف عنها شبان سعوديون خلال مشاركتهم في ركن مصاحب لـ”مؤتمر الابتكار ومستقبل العمل الحكومي” الذي أقيم، أخيراً، في العاصمة الرياض، بهدف استشراف المستقبل وتحفيز ثقافة الابتكار. الفكرة الجديدة لفتت انتباه وزراء سعوديين مثل وزير الموارد والتنمية الاجتماعية أحمد الراجحي ووزبر الإعلام والتجارة المكلف ماجد القصبي اللذان وقفا طويلاً أمام الركن القصي من المعرض الذي يشير إلى أن ثمة حلماً تحقق لبلد فيه مليون كفيف.
بازغة الأمل التي ينتظرها الملايين، أطلق عليها مطوروها “نظارة الأمل”، وذلك لأنها تحمل آمالاً كثيرة للذين فقدوا نعمة البصر، مما دفع مشاركين في المعرض للقول، إنها ستفضي إلى “تسهيل حياة شريحة واسعة من البشر في كافة دول العالم، ليس العالم العربي وحسب”.
الخطوة التي بدأت في عام2010 وانتهى بها مطاف الألف ميل في عام2021 ، بدأ طرحها بشكل رسمي في الأسواق السعودية، إذ مرت خلال عقد من الزمان بسلسلة طويلة من التجارب والأبحاث كان من ضمنها خضوع 100 مستخدم كفيف لارتدائها للتحقق من مدى فاعليتها، وهو الامتحان الذي انتهى بنتيجة تقول “يمكن للمكفوفين العيش من دون الاعتماد على الآخرين”.
يقول سعد البدنة وهو مهندس ومخترع سعودي، بدأ داعماً ومتعاوناً مع مهندس آخر اسمه محمد إسلام لتطوير تلك النظارة، إن” الهدف الأساسي هو العمل على مساعدة الأشخاص، كان التحدي الحقيقي هو الوصول إلى هذه الفئة من الناس، حيث تكمن صعوبة هذه المهمة في أن عدداً كبيراً من المكفوفين يعانون من عدم القدرة على الشراء لأنفسهم، لكن نظارة الأمل يمكنها أن تفعل المستحيل من أجل كفيف”.
ويضيف الرجل الذي قال، إنه نقل المركز الرئيس من خارج المملكة وتحديداً من دبي إلى السعودية لأن بلده بدأ في سباق نحو عالم التقنية والابتكار، “نعمل بشكل كبير على الاستفادة من قدرات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، لصالح الأشخاص الذين لا يستطيعون الرؤية”.
يسعى البدنة برفقة معاونيه، “للحصول على اتفاق مع مشغلي شبكات الهاتف المحمول بشأن توفير حزم اشتراك شهرية لمستخدميها من الراغبين في خدمات نظارته”.
المصدر: صوت بيروت انترناشونال