افتُتِحَ في بلدة السمقانية في قضاء الشوف “مركز الشوف للعناية الزراعية” بإدارة المهندس الزراعي نجاد ناصر سعد الدين، في خطوة تنموية تُعد الأولى من نوعها بالمنطقة، وتشكل تحولًا مهمًا نحو دعم القطاع الزراعي وتعزيز مفهوم الزراعة المستدامة.
المركز الجديد يقدّم مجموعة متكاملة من الخدمات الزراعية للمزارعين، تشمل: الأسمدة، المبيدات، الشتول الموسمية، معدات زراعية، فحوصات تربة، واستلام أراضٍ زراعية، إضافة إلى الإرشاد البيئي والزراعي، ما يجعله مركزًا متكاملًا لخدمة الريف وتطوير الإنتاج المحلي.
بعد تنموي وزراعي لمنطقة الشوف
في حديث إلى منصة “بشوفك”، أشار المهندس نجاد سعد الدين إلى أن “هذا المشروع وُلد من حاجة فعلية للمزارعين في الشوف إلى مرجعية زراعية متخصصة، توفر لهم الدعم العلمي والمهني اللازم في وقت تتراجع فيه مقومات الزراعة التقليدية”.
وأضاف: “نسعى إلى تغيير العقلية الزراعية في الشوف من خلال تعميم الثقافة الإيكولوجية والابتعاد عن الاستخدام المفرط للكيماويات، مع توفير البدائل العضوية والمبيدات الحيوية والتقنيات البيئية الحديثة”.
كما أكد على أن “مركز الشوف للعناية الزراعية ليس فقط نقطة بيع للمواد الزراعية، بل هو منصة إرشادية وتعليمية تنموية، تحمل رؤية حديثة للزراعة في جبل لبنان، وتفتح أفقًا جديدًا أمام المزارعين للاستفادة من العلوم الحديثة في خدمة البيئة والمجتمع”.
رؤية بلدية داعمة
رئيس بلدية جباع الشوف، المهندس إيهاب حمّاد، نوّه بأهمية المركز، قائلًا: “أنواع كهذه من المشاريع تؤدي إلى الزراعة المستدامة وتساهم بدور أساسي في تمكين المجتمع المحلي، خاصة أن الزراعة كانت وما زالت جزءًا من هوية هذه المنطقة”.
دعم رسمي من وزارة الزراعة
الوزير الدكتور نزار هاني، وفي مداخلة له خلال الافتتاح، أكّد أهمية المشروع، معتبرًا أن “وجود مراكز كمركز الشوف للعناية الزراعية ضروري جدًا لإيجاد حلول إيكولوجية وبيئية بديلة عن الكيماويات”، مضيفًا: “نعلن من هنا إطلاق برنامج الإرشاد الزراعي الرسمي لتوجيه المزارعين والمستهلكين نحو الزراعة البيئية وتوفير المعلومات الضرورية لهم”.
أهمية استثنائية للمنطقة
يمثّل المركز مبادرة فريدة من نوعها، خصوصًا أنه يتزامن مع ارتفاع التحديات المناخية والاقتصادية التي تواجه الزراعة اللبنانية، ويأتي ليملأ فراغًا في البنية التحتية الزراعية في الشوف، من خلال تقديم دعم مباشر للمزارعين الصغار وتمكينهم من تطوير إنتاجهم بطرق مستدامة.
